تكهنات أمريكية بتولي عادل عبد المهدي رئاسة الحكومة العراقية وسط تفاؤل كبير بمرحلة ما بعد الانتخابات

توقع السفير روبرت بلاكويل Robert Blackwell مبعوث الرئيس الأمريكي السابق للعراق بدرجة كبيرة أن تسفر الانتخابات العراقية عن وزارة جديدة برئاسة السيد عدل عبد المهدي الرجل القوي في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية.

 جاء ذلك كما ذكر تقرير واشنطن أمام كلمة له بمجلس العلاقات الخارجية Council for Foreign Relations بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وتوقع بدرجة أقل وزارة برئاسة السيد أياد علاوي رئيس الوزراء العراقي السابق رئيس القائمة العراقية الوطنية، أو شخص أخر لم يسمه، إلى جانب ذلك تبدي الإدارة الأمريكية والإعلام الأمريكي تفاؤلا كبيرا لما ستنتج عنه الانتخابات العراقية.

توقع السفير بلاكويل أن يقل عدد المقاعد التي سيحصل عليها الائتلاف الشيعي الذي يضم بصفة أساسية حزبي الدعوة، والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية عما كان عليه في البرلمان السابق، ونفس التوقع ينطبق على اللائحة الكردية بسبب تصويب السنة العرب وما سينتج عنه من حصولهم على عدد كبير من المقاعد على حساب الشيعة والأكراد.

وحسب رؤية المسئول الأمريكي السابق سيتم توزيع مقاعد البرلمان ال275 على النحو التالي:

 100-125 اللائحة الشيعية

 50-60 اللائحة الكردية

 40-50 لائحة أياد علاوي يحصل على معظمها في بغداد

 40-50 السنة العرب

 20 الآخرون

وتوقع بلاكويل أن يكون موضوع المصالحة مع السنة العرب على رأس مهام أي حكومة عراقية قادمة. ونوه بلاكويل بتحسن الأوضاع الاقتصادية في العراق إذ بلغ معدل الدخل الفردي السنوي 1000$، بالإضافة للتحسن المستمر في أداء وعدد القوات العراقية من 120 ألف العام الماضي، لما يقرب 200 ألف الآن، وما يتوقع من وصوله إلى 300 ألف العام القادم.

وذكرت صحيفة واشنطن تايمز(قريبة من الجمهوريين) في عدد 15 ديسمبر أن من شأن مشاركة السنة العرب في هذه الانتخابات، التي يتوقع لها أن تصل إلى 80% في المناطق السنية تمهد الطريق أمام قادة السنة للمساهمة في العمل السياسي بجانب الأحزاب الشيعية والكردية. ويعتبر الكثير من الخبراء في واشنطن أن الانتخابات العراقية وما يتوقع من مشاركة سنية كبيرة تعد بمثابة الفرصة الأخيرة لنجاح العراقيين في خلق ما يشبه الإجماع الوطني وفتح جبهة جادة لوقف العنف في البلاد.

 وحذر جون ألترمان مدير برنامج الشرق الوسط بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بواشنطن  www.csis.org من أن الخسارة في العراق وعدم إدارة العملية السياسية بصورة جيدة خلال الستة أشهر القادمة قد يترتب عليها خسارة الولايات المتحدة الخمسين سنة القادمة في الشرق الأوسط. وتحدث الرئيس الأمريكي جورج بوش الأسبوع الماضي عن هذه الشأن وقال "أنه خلافا لما كانت عليه انتخابات يناير الماضي يقوم كثيرون من السنة هذه المرة بحملات نشيطة للفوز بمقاعد في البرلمان، وقد سجلت أحزاب سنية كثيرة من تلك التي تعارض الدستور نفسها للتنافس في انتخابات هذا الأسبوع. وتم تشكيل ائتلافين سنيين كبيرين بينما انضم زعماء سنيون آخرون إلى قوائم ائتلافية وطنية لا تعترف بالحواجز الدينية والعرقية والطائفية مثل لائحة رئيس الوزراء السابق أياد علاوي. وكما قال أحد الزعماء السنة "هذه الانتخابات هي تصويت للعراق، فنحن نريد عراقا وطنيا لا عراقا طائفيا."

وذكر ألترمان أن السفير الأمريكي في العراق خليل زاد شاه قام بعمل جيد لإقناع فئات كبيرة من السنة العرب العراقيين بالمشاركة في الانتخابات، وإذا حصل العرب السنة على دورا معقولا فسيشجعهم ذلك حتى على المشاركة في ائتلاف حكومي متوقع. 

وتوقعت جريدة نيويورك تايمز أن يبقي السفير الأمريكي في العراق لعدة أشهر بعد الانتخابات القوة الخفية وراء الكواليس لخلق ائتلاف حكومي يضم السنة العرب يقود البلاد.

وتشير دراسة جديدة صادرة عن مركز السياسات والدراسات الإستراتيجية أن قضايا ما بعد الانتخاب قضايا شديدة التعقيد، وانه ليس من الحكمة توقع ان تقوم الحكومة العراقية الجدية حال تشكيلها بحل هذه المشكلات كلها في نفس الوقت.

ومن أهم هذه  المشكلات العالقة التي ذكرتها الدراسة:

 كيفية ضم السنة العرب للعملية السياسية

 وضع كردستان

 قضية الفيدرالية

 السيطرة على الجيش

 السيطرة (المشاركة في) على البترول

 تحديد دور الدين في الدولة الجديدة

 الانتهاء من التعديلات الدستورية

 تحديد دور قوات التحالف الدولي

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في أحد افتتاحيتها هذا الأسبوع أن العراقيين من كل أطيافهم سيشاركون بالانتخابات البرلمانية، مشيرة إلى أن نتيجة هذا الاقتراع لن تحدد نسبة النفوذ التي ستحصل عليها كل مجموعة فحسب بل ستقرر كذلك تركيبة اللجنة الخاصة التي من المتوقع أن تتولى إعادة كتابة الدستور الملئ بالأخطاء. وأضافت الصحيفة أن هذه هي ربما الفرصة الوحيدة المتبقية أمام العراقيين للإبقاء على دولة موحدة ديمقراطية قابلة للبقاء مستقلة وذات سيادة.

ويبقى تساؤل حول إذا ما كانت الانتخابات العراقية التي جرت هذا الأسبوع ستجعل الجدل المحتدم بين أطراف سياسية أمريكية لها أهداف متناقضة يصل لنقطة تلتقي فيها هذه الأطراف المتناقضة على بحث كيفية الاستفادة من هذه الخطوة التاريخية، ويري البعض أن ذلك لن يحدث دون اعتراف الإدارة أولا بما اقترفته من أخطاء.

وكان بعض من أعضاء الحزب الديمقراطي قد طالبوا مؤخرا بضرورة وضع جدول زمني لعودة الجنود الأمريكيين من العراق، إلا أن بعض أهم الأعضاء مثل السيناتور هيلاري كلينتون والسيناتور جون كيري وكلاهما من الشخصيات المتوقع أن تخوض عملية الترشح  لانتخابات الرئاسة عام 2008 عارضا فكرة بدء عملية الانسحاب بعد الانتخابات  وطالبا بعودة القوات تدريجيا غالى الولايات المتحدة.

ومن الجدير بالذكر أن الانتخابات التجديدية للكونجرس ستجري في شهر نوفمبر 2006 مما أصبح معه كل تطور يحدث على الساحة العراقية يترك آثارا كبيرة مباشرة على الأجندة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة. وترتبط مطالب الكثيرين من أعضاء الكونجرس بضرورة بدء سحب القوات بناء على جدول محدد، بالنظر إلى قضية العراق كأحد القضايا المحورية في الانتخابات القادمة بسبب عمد شعبية الحرب خلال الشهور الأخيرة. وذكر استطلاع للرأي جري بواسطة صحيفة يو أس إيه توداي   USA Todayهذا الشهر أن 54% من الأمريكيين يروا أن الحرب في العراق خطا، في حين يري عكس ذلك 45% ويعتبرونها ليست خطأ.

وقد عبر الرئيس الأمريكي عن تفاؤل كبير وإن كان حذرا خلال خطاباته الأربع الأخيرة عن الوضع في العراق، ويكمن قلق الإدارة الأمريكية في أن يقع العراق ضحية للفوضى ويزول ما تبقى من دعم متناقص من قبل الكونجرس والرأي العام الأمريكي لاستمرار الوجود العسكري في العراق حتى يتم تحقيق ما يشار إلية بالنصر، بما يسمح بانسحاب القوات الأمريكية الموجودة هناك.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 2/كانون الثاني/2006 -  1/ذي الحجة/1426