شارون يحارب السمنة قبل الانتخابات

 بينما تشير التوقعات الى فوز ساحق لشارون وحزبه الجديد كديما في انتخابات مارس اذار ربما يكون الشيء الوحيد الذي ما زال يثير قلقا في الدوائر الاسرائيلية هو صحة شارون (77 عاما) بعد أن نقل الاسبوع الماضي الى المستشفى مصابا بجلطة خفيفة.

ويقول الاطباء المشرفون على حالته ان الجلطة سببها ثقب في القلب سيجري علاجه في عملية تجرى الشهر المقبل.

ولكن هذا المرض دفع موضوع صحة شارون الى قلب الحملة الانتخابية في اسرائيل.

وقال المعلق السياسي هنان كريستال "المسألة مهمة بسبب الجلطة.. هذه الانتخابات مسألة شخصية جدا.. الامر يخص شارون.. اما أن تصوت معه أو ضده."

وحزب كديما الذي يقوده شارون ما زال في مهده.

فقد اعتبر كديما عربة تقل رئيس الوزراء بعدما استقال من حزبه اليميني ليكود أكثر من كونه حركة سياسية راسخة الجذور.

ولا يوجد من يخلف شارون في كديما. واذا تعرض شارون لانتكاسة اخرى فان ذلك من شأنه التأثير في شعبية الحزب على الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلها معاونو شارون لإظهار ان ما تعرض له شارون مسألة ثانوية عابرة.

وعاد شارون للعمل بعد أسبوع من القلق الذي واكب تدهور حالته الصحية وهو الان ينفذ حمية غذائية عقب نصيحة الاطباء له بتقليل وزنه وممارسة مزيد من التمارين لتقليل احتمال تكرار الازمة الصحية.

ومازح شارون وزراءه خلال الاجتماع الاسبوعي قائلا انه لا ينبغي لهم أن يأكلوا الكعك الذي يتناوله اليهود في عيد المنارة الذي يوافق هذه الايام.

وقال شارون لضيوفه في عيد المنارة "بما ان الموضوع الرئيسي الذي يتحدث فيه الكثيرون هذه الايام هو وزني.. فسأترككم الان لكي لا يتعين علي ان أصعد الى الميزان بعد الحفل." وسارع للمغادرة قبل تقديم أطباق من الكعك.

وأدى عشق شارون للطعام الى حالة الخوف بعد انتكاس صحته. وقالت صحيفة ان شارون أجهز على أطباق من اللحم المشوي وكيك الشيكولاتة قبل يوم من الجلطة.

وقدم الرئيس الامريكي جورج بوش لشارون نصائح غذائية في اتصال هاتفي بعد خروجه من المستشفى الاسبوع الماضي. فقال لرئيس الوزراء الاسرائيلي ان ينفذ حمية غذائية ويمارس تمارين رياضية. وقال له انه يأمل أن يرى شارون في حالة صحية أفضل حينما يلتقيان في المرة المقبلة.

واذا اعيد انتخاب شارون فسيدخل العقد الثمانيني مع اقتراب انتهاء ولايته.

ويعتقد كثير من الناخبين ان شارون سيستغل فترة ولايته التي قد تكون الاخيرة في انهاء الصراع مع الفلسطينيين.

وهناك اعتقاد شائع في اسرائيل ان متشددا مثل شارون هو الوحيد القادر على قيادة اسرائيل خلال فترة عملية السلام وبمقدوره تفكيك المزيد من المستوطنات.

وينتمي شارون للجيل المؤسس من القادة الاسرائيليين واكتسب سمعة بتحطيم كل العوائق التي تعترضه كي يحقق ما في ذهنه. ويطلقون عليه لقب "الجرافة".

ويخشى الفلسطينيون ان يضعهم شارون في جيوب منعزلة في الضفة الغربية للحيلولة دون قيام دولة فلسطينية.

ويسعى معاونو شارون لسد الطريق على الاستنتاجات بان الجلطة قد تعوق قدرته على ادارة البلاد. وأشار أحدهم الى ان رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرتشل كان وزنه زائدا ويدخن ولكنه قاد بلاده خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال أيال أراد مستشار شارون "القضية الرئيسية هي.. هل هو قادر على تولي المنصب أم لا."

وأضاف "من الافضل ان يكون مرشح (رئاسة الوزراء) سمينا وقادرا على التعامل مع المشاكل التي تواجهها اسرائيل من أن يكون المرشح نحيفا ولكن غير قادر على التعامل مع مثل هذه المشاكل."

وسعت الصحف الاسرائيلية الى معرفة الوزن الحقيقي لرئيس الوزراء، لكنها ووجهت بتحفظات من قبل طاقم العمل المحيط بشارون.

وبدا ان وزن شارون تحول الى سر من اسرار الدولة، وقال امنون دانكنر رئيس تحرير صحيفة "معاريف" انه حاول كل ما في وسعه معرفة وزن شارون الا ان كل جهوده باءت بالفشل.

وقال انه يعتقد انه حتى شارون نفسه لا يعلم وزنه الحقيقي معتبرا ان "البدين عادة ما لا يرغب في معرفة وزنه".

وروى صحافي في صحيفة "معاريف" الطريقة التي اقبل فيها شارون على الطعام ليلة السبت الماضي قبل يوم واحد من نقله الى المستشفى مصابا بجلطة دماغية خفيفة.

وقال الصحافي بن كاسبيت ان شارون التهم كميات كبيرة من الكباب وشرائح اللحم والسلطات والحلويات المتنوعة. واكد الصحافي ان هذه الكميات هي وجبة اعتيادية لشارون.

وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت ان شارون عادة ما يطلب شطائر الشاورما والفلافل الى مكتبه.

واضافت الصحيفة ان مواكب شارون كثيرا ما تتوقف عند مطاعم الوجبات السريعة في القدس.

وعنونت يديعوت احرونوت على صدر صفحتها الاولى "حمى النهم تتوقف" في اشارة الى طلب الاطباء من شارون الالتزام بالحمية.

وقالت اماندا جونسون من الجمعية البريطانية للحمية لموقع بي بي سي على الانترنت "ان أي حمية ترتكز على الطعام المليء بالدهون والزيوت ليس فكرة جيدة على الاطلاق".

واوصت جونسون شارون بتناول وجبات متوازنة من الفواكه والخضراوات.

واضافت ان كون المرء مسنا وبدينا يجعله عرضة للجلطة الدماغية وغيرها من الامراض.

ويبدو ان شارون يسخر من بدانته اذ انه اشتكى من ان رجال الامن المكلفين حمايته لم يجدوا سترة واقية من الرصاص تناسب حجمه.

من جهة اخرى افاد استطلاعان للرأي نشرا الجمعة ان حزب "كاديما" برئاسة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لا يزال متقدما بفارق كبير في الاصوات قبل الانتخابات النياية المقررة في 28 آذار/مارس.

وسيحصل "كاديما" (الى الامام بالعبرية) بحسب الاستطلاعين على حوالى اربعين مقعدا في الكنيست بينما سيحصل حزب العمل على حوالى عشرين مقعدا ويبقى تكتل الليكود في المرتبة الثالثة مع حوالى خمسة عشر مقعدا.

وافاد استطلاع الرأي الذي نشرته صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان "كاديما" سيحصل على اربعين مقعدا من 120 في الكنيست مقابل 19 لحزب العمل برئاسة عمير بيريتس و16 لليكود برئاسة بنيامين نتانياهو.

ونشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" نتائج قريبة: 39 نائبا لكاديما و21 للعمل و14 لليكود.

وتتوقع الاستطلاعات انهيار حزب شينوي العلماني (وسط) الذي سيحصل على خمسة مقاعد مقابل 15 في البرلمان الحالي نتيجة تحول الاصوات التي كان يحصل عليها لصالح كاديما.

ويؤكد الاستطلاعان تراجع شعبية حزب العمل الذي كانت حصته بحسب استطلاع للراي نشر في تشرين الثاني/نوفمبر 28 مقعدا. ويركز الحزب حملته الانتخابية حتى الآن على المطالب الاجتماعية.

ونفذ معهدان مستقلان الاستطلاعين على عينتين من 500 شخص من البالغين بهامش خطأ يبلغ اكثر من 4%.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 1/كانون الثاني/2006 -  29/ذي القعدة/1426