الامريكيون يفشلون في اعادة الإضاءة الى بغداد مع بقاء إمدادات الكهرباء متقطعة

قال الجيش الامريكي يوم الاربعاء ان بغداد تحصل يوميا على الكهرباء لنحو ست ساعات فقط انخفاضا من 11 ساعة في اكتوبر تشرين الاول وان الهجمات على العراقيين الذين يعملون في مشروعات اعادة الاعمار التي تدعمها الولايات المتحدة وصلت الى مستوى قياسي.

وقال البريجادير جنرال وليام مكوي قائد فيلق المهندسين بالجيش الامريكي ان ديسمبر كانون الاول هو أسوا الشهور بالنسبة لمثل تلك الهجمات. وقتل ستة متعاقدين عراقيين واصيب خمسة اخرون كما اختطف اثنان في 32 هجوما في انحاء البلاد.

وقال مكوي "انه شهر سيء للغاية."

ويعد الامداد غير المنتظم للكهرباء أحد الشكاوى الرئيسية لسكان بغداد البالغ عددهم قرابة ستة ملايين نسمة. وينقطع التيار الكهربي بشكل متكرر مما يصعب على الناس مزاولة أعمالهم ويتركهم يواجهون البرد في الشتاء وحرارة الجو في الصيف.

وخلال فترات الليل تكون المولدات الخاصة المصدر الوحيد للطاقة. وتعتمد أغلب الاسر في بغداد على المصابيح أو الشموع للاضاءة وعلى السخانات التي تعمل بالكيروسن للتدفئة.

وتعهدت الولايات المتحدة الداعمة للعراق بتحسين امدادات الكهرباء هذا العام للوفاء بالطلب ولكنها فشلت في تحقيق ذلك وهو ما يرجع في جزء منه الى نقص الوقود عالي الجودة اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء وفي جزء اخر الى هجمات المسلحين الذين يريدون طرد الامريكيين من البلاد.

وفي الوقت نفسه يتزايد اقبال العراقيين على شراء المبردات وأجهزة التكييف والتلفزيونات مما أدى الى دفع الطلب الى مستوى أعلى ووضع نظام امداد الكهرباء المتداعي تحت ضغوط أشد.

وقال مكوي ان العراق يحتاج حاليا الى طاقة توليد تبلغ 7200 ميجاوات لتلبية الاحتياجات وذلك ارتفاعا من 4800 ميجاوات في وقت الغزو الامريكي له في عام 2003.

واضاف للصحفيين "يمكننا اليوم توصيل نحو 7100 ميجاوات في البلاد.. المشكلة تكمن في انه في اي وقت من الاوقات هناك 2800 ميجاوات مقطوعة نتيجة أعمال الصيانة وهو ما يرجع الى حد كبير الى الهجمات الارهابية."

ويقول الامريكيون ان معظم العراق يحصل حاليا على الكهرباء لمدة 13 ساعة يوميا لكن بغداد التي يسكنها نحو ربع سكان البلاد البالغ عددهم 27 مليون نسمة لاتزال تمثل مشكلة.

وقال مكوي "ارتفع امداد الكهرباء (لبغداد) في اكتوبر الى 11 ساعة يوميا.. ولكنه انخفض حاليا الى قرابة ست ساعات."

ويشرف مكوي بصفته رئيسا لفيلق المهندسين على أكثر من ثلاثة الاف مشروع للبنية التحتية تمول من 20 مليار دولار خصصتها الادارة الامريكية لجهود اعادة الاعمار بعد الغزو.

ورغم أن كثيرا من عقود الاعمار تذهب الى شركات أمريكية وأخرى أجنبية الا أن معظم العمال في مواقع العمل هم من العراقيين الذين يخاطرون بارواحهم مقابل الاجور المعروضة العالية نسبيا.

وارتفعت تكاليف حماية العمال بشدة.

وقال مكوي "كان التخطيط المبدئي امنا نسبيا عندما وضعناه واعتقدنا ان الامن سيتكلف فقط نحو تسعة في المئة من اجمالي التكاليف ولكن اتضح أنه وصل الى ما يتراوح بين 18 و22 في المئة." واضاف "الامن مكلف للغاية."

ومثلت عملية اعادة اعمار العراق مشكلة صعبة من البداية ويشتبه بعض العراقيين في أن مبلغا كبيرا من الاموال التي خصصتها الادارة الامريكية لاعادة البناء بددت أو فقدت بسبب الفساد.

وفي يناير كانون الثاني خلص تقرير حول سوء الادارة من جانب سلطة الائتلاف المؤقتة التي أدارت العراق عقب غزوه في عام 2003 وحتى يونيو حزيران 2004 الى أن تلك السلطة فشلت في توفير التأمين الكافي لمبلغ 8.8 مليار دولار من اموال العراق وأنها نتيجة لذلك تركتها عرضة للاحتيال والرشاوى.

وقال التقرير الذي كتبه ستيوارت باوين المفتش الامريكي العام بخصوص اعادة اعمار العراق ان سلطة الائتلاف المؤقتة "أثقلت بانعدام حاد في الكفاءة وسوء الادارة."

وتقول السلطات الامريكية انه تم استيعاب الدروس منذ ذلك الحين وان اعادة بناء العراق من ركام الحرب وعقود من الاهمال في ظل حكم الرئيس المخلوع صدام حسين بدأ أخيرا يحرز تقدما.

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 30/كانون الاول/2005 -  27/ذي القعدة/1426