المؤتمر الدولي للابعاد التربوية لعلاج ظاهرتي الارهاب والتطرف: تطوير المناهج التعليمية وتبني الاعتدال والتسامح

اختتم المؤتمر الدولي الاول للابعاد التربوية لعلاج ظاهرتي الارهاب والتطرف والذي نظمته وزارة التعليم العالي بالتعاون مع نقابة العاملين في معهد الكويت للابحاث العلمية بهدف تطوير المناهج التعليمية لغرس القيم الوطنية واشاعة الوسطية وتبني الاعتدال والتسامح.

وركز المؤتمر على اعتبار التربية مدخلا حقيقيا لعلاج هاتين الظاهرتين والوقاية منهما مؤكدا ان لا صلة بين الدين والارهاب باعتبار ان الارهاب لا دين له .

وجاء في التوصيات الصادرة عن المؤتمر التاكيد على ضرورة الاتفاق على تعريف محدد للمصطلحات والمفاهيم الخاصة بكل من التطرف والارهاب واستثمار اوقات الفراغ لدى الشباب ايجابيا بما يسهم في تنمية ذواتهم .

كما اوصى المؤتمر بالاهتمام بمبادئ الحرية والتعبير عن الرأي واحترام الرأي الاخر وتوفير فرص العمل المناسبة للشباب وفق مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة .

وتضمنت توصيات المؤتمر تفعيل دور الاعلام وكذلك تأهيل الاعلاميين في كيفية التعامل مع الحوادث الارهابية واخبارها بمهنية عالية تقوم على التحليل والتفسير .

كما تضمنت التوصيات الدعوة الى تبادل البرامج التي تعني بنبذ هاتين الظاهرتين والعمل على اضعاف برامج العنف الاجتماعية .

ودعت التوصيات الى انشاء هيئة عامة لتعميق المشاعر الانسانية لدى الشباب وتفعيل القيم الاساسية الحاكمة على السلوك والتعاون الفعال مع المؤسسات غير الحكومية ومتابعة توصيات المؤتمر ثم المؤتمرات الرديفة والجهود المماثلة اثراء لعمل هذه الهيئة .

واقترحت تحويل المؤتمر الى منتدى دولي تحت مظلة الامم المتحدة واتساقا مع توجهات جامعة الدول العربية والهيئات الدولية .

ودعت وزيرة التخطيط ووزيرة الدولة للتنمية الادارية الدكتورة معصومة المبارك الى وضع استراتيجية وبرامج لمواجهة ظاهرتي الارهاب والتطرف التي اصبحت تهدد المجتمعات ولاسيما المجتمع العربي .

وقالت الدكتورة معصومة في تصريح صحافي ان دولة الكويت وضعت خطط وبرامج منذ عام 2004 ضمن الخطة الخمسية التي اقرت من قبل مجلس الوزراء تتضمن سياسات محددة وواضحة تعالج القضايا التربوية والاجتماعية والدينية والاقتصادية والاعلامية والامنية .

وذكرت ان السلوك المتناقض والمتعارض والخارج عن القانون في دولة الكويت يلزم مرتكبه العقوبة في حالة اثبات الاتهام عليه تمشيا مع الاستراتيجية في الجانب الوقائي والعلاجي .

واشادت الدكتورة معصومة بالمؤتمر وما تم طرحه من مواضيع هامة لفتح الحوار على مستوى العالم مشيرة ان العالم الان يعاني من قضية الارهاب والتطرف .

وقالت ان الثبات ليس من سنة الحياة مؤكدة ان التغيير والتطوير هو الاصل في الامور لذلك ينبغي علينا ان نطور من مناهجنا وان مسالة تطوير المناهج لاتعني خلوها من المناهج الاسلامية بل العكس التركيز عليها ودعمها بالمبادئ الاسلامية لان فيها روح التسامح .

واكد عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الكويت الدكتور عبدالله الشيخ ان اي مدخل للاصلاح لا يبدأ بالتربية "محكوم عليه بالفشل" مشيرا الى ان الارهاب ينبغي ان يؤسس على تحديد الهوية وتشخيص الداء ثم التعرف على عوامل بروزه والية معالجته .

جاء ذلك خلال محاضرة عقدت اليوم ضمن فعاليات مؤتمر "الابعاد التربوية لعلاج ظاهرتي الارهاب والتطرف" الذي تنظمه وزارة التعليم العالي بالتعاون مع نقابة العاملين في معهد الكويت للابحاث العلمية الذي افتتح امس برعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الاحمد الصباح فعالياته لليوم الثاني .

ورأس المحاضرة مدير عام معهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور عبدالهادي العتيبي وجاءت تحت عنوان "الابعاد التعليمية والتربوية المتعلقة بالمنشأ والاعراض والعلاج لظاهرة التحامل على الاخر" .

ومن جهته قال رئيس لجنة التعليم والثقافة والارشاد بمجلس الامة النائب حسن جوهر ان "العنصر الشبابي هو المستهدف بالدرجة الاولى في ظاهرة تفشي الفكر المتطرف فكان لزاما علينا التركيز على البعد التربوي في التصدي للمفاهيم الضالة التي قد تجرف الابناء الى حافة الهاوية خاصة بعد تسلل هذا الفكر للمجتمع" .

واوضح فى ورقة عمل قدمها للمؤتمر بعنوان البعد التعليمي ودوره في تصحيح مفاهيم التطرف والارهاب ان "التربية والتعليم هما افضل وسيلة لخلق المواطن الصالح الذي يشعر بالانتماء لوطنه".

واشار وكيل وزارة التربية الدكتور حمود السعدون في ورقة عمل اخرى بعنوان "البعد التربوي واثره في محاربة مفاهيم التطرف والارهاب" ان "التربية كعملية ديناميكية مؤثرة لها حراك نفسي واجتماعي ووجداني ومعرفي ومهاري ليست مقصورة على وزارة التربية .

واوضح ان وزارة التربية لها دور والاسرة لها دور ووزارة الاعلام لها دور ودور العبادة لها دور مؤكدا ان عدم التنسيق بين كل هذه المؤسسات يحدث خللا كبيرا في تربية الفرد المواطن واعداده .

واضاف ان التربية شراكة مجتمعية يجب ان تتجه جميع مؤسساتها الى نشر تعاليم الدين الاسلامي وغرس المبادئ الاخلاقية المستمدة من الدين والتقاليد والعادات العربية وبث روح الديمقراطية في اوجه الحياة وفي العمل وفي الاسرة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 29/كانون الاول/2005 -  26/ذي القعدة/1426