الجنة الضائعة في اعماق توسونامي هل تستعيد سحرها؟

 في الوقت الذي كان فيه من فقدوا احباءهم يضعون الزهور على الشاطئ تكريما لذكرى من اخذتهم كارثة امواج المد العاتية كانت جزيرة كوه في في ترحب بعودة المنبعين الاساسيين لدمائها.. السياحة والجعة.

منذ عام مضى وفي اعقاب كارثة 26 ديسمبر كانون الاول وصفت هذه الجزيرة التايلاندية التي كانت موقعا لاحداث فيلم(الشاطئ) الشهير بطولة الممثل ليوناردو دي كابريو بانها"الجنة الضائعة" وقتل فيها نحو 700 شخص وتحولت معظم المنازل والاستراحات ومشروعات الاعمال الى انقاض.

وهذا الاسبوع تجمع مئات الاقارب من شتى انحاء الكرة الارضية لاحياء ذكرى ضحايا الامواج القاتلة وعادت هذه الجزيرة لسيرتها الاولى كموقع شهير للعطلات.

في النهار تمتلئ القوارب بالغواصين والسباحين لتقلهم الى مناطق الشعاب المرجانية المحتفظة بنقائها في الوقت الذي يسترخي فيه من يفضلون حمامات الشمس على الشواطئ الرملية البيضاء او يستمتعون ببرودة المياه الفيروزية لبحر اندامان.

وفي الليل تزدحم المطاعم بالرواد ليذهبوا بعدها الى عروض النيران الراقصة او ليمضوا ليلتهم في المرح واحتساء الخمور في الكثير من الحانات المقامة على الشاطئ والتي تنبعث منها موسيقى البوب الغربية.

واتفق الكل على ان جزيرة في في قد استعادت سحرها القديم.

وقالت الرحالة الاسترالية اماندا رودريجز التي تبلغ من العمر 20 عاما "انها جميلة بدون جدال. بها حانات وشواطئ لم تمسسها يد. ماذا تريد اكثر من ذلك."

وقالت صديقتها شانيل جيفريز وهي من استراليا ايضا "انها الجنة بالتأكيد."

وبمساعدة قليلة او معدومة تقريبا من حكومة بانكوك يرجع احياء الجزيرة في الاغلب الى السكان المحليين واصحاب الاعمال من الاجانب وجيش من المتطوعين الاجانب عازمين على عدم السماح لهذه الجزيرة بالاختفاء من على وجه الارض.

وقال البريطاني ستيف جوف الذي يملك متجرا لمستلزمات الغطس "حتى عندما كانت مدمرة بالكامل كنت أرى انها مازالت جزيرة جميلة وان الناس سيعودون لها حتما وان كان علي ان اعترف انني كنت اتوقع ان يحتاج الامر ما يقرب من سنتين."

واضاف "من الرائع ان ارى ذلك يتحقق الان لكنه ليس بفضل الحكومة."

ومثل كثيرين من السكان المحليين يشعر جوف بان كبار المسؤولين التايلانديين بعيدا في العاصمة بانكوك يتآمرون للاستيلاء على الجزيرة باكملها وتحويلها الى منتجع للصفوة تصل تكلفة الليلة الواحدة فيه الى 1000 دولار امريكي.

ومن جانبها تقول الحكومة التايلاندية ان التأخير في اعادة الاعمار يرجع الى الحاجة لخطة اعمار واضحة للجزيرة.

وفي المقابل خصصت الحكومة 94 مليون دولار بصورة مبدئية من اجل اعادة اعمار المناطق السياحية في باقي البقع التي ضربتها امواج المد في تايلاند التي قتلت 5395 ولا يزال بها ما يقرب من 3000 في عداد المفقودين.

وأتبعت ذلك بحملة ترويج تسويقية على مستوى العالم تتكلف 20 مليون دولار.

في المطار الدولي بجزيرة مجاورة يطلق عليها اسم "لؤلؤة بحر اندامان" يستقبل المسافرين لافتة كبيرة كتب عليها "عادت جزيرة بوكيت". وتستضيف هذه الجزيرة مسابقات لكرة الشاطئ الطائرة وسباقات يخوت ومهرجانا سينمائيا لتشجيع السياحة.

ويبدو ان للعروض الخاصة واسعار الغرف الرخيصة اثر واضح حيث تحول شاطئ باتونج اكبر شواطيء جزيرة بوكيت الى بحر من المصطافين والشماسي بعد يوم واحد من الذكرى السنوية الاولى للكارثة.

لكن على بعد 120 كيلومترا الى الشمال في ساحل خاو لاك الذي كان موقعا لاكبر عدد من ضحايا الكارثة في تايلاند ومعظمهم من الاجانب كان الوضع شديد الاختلاف.

فالشواطئ مازالت مهجورة والكثير من المنتجعات مازالت حطاما وانقاضا.

وتقدر منظمة السياحة العالمية التابعة للامم المتحدة عدد الغرف الفندقية في خاو لاك حاليا بنحو 500 غرفة مقارنة بستة الاف غرفة قبل كارثة امواج المد.

ولكن معدلات الاشغال التي تصل الى 30 بالمئة في القلة القليلة من الفنادق التي اعيد فتحها اعادت الثقة في ان الشاطئ سيستعيد كامل رونقه بدون شك ولكن بعد فترة.

وقال باتريك باسيت نائب المدير الاقليمي لمجموعة اكور الفندقية الفرنسية "الحكومة التايلاندية تقوم بكل ما يلزم للترويج للمنطقة واعادة بنائها وهذا سيحدث فعلا". وكانت شركة اكور تدير فندق سوفيتل خاو لاك الذي قتل 54 من العاملين به و129 من نزلائه.

واضاف باسيت "اتوقع ان يعود عدد الغرف الى سابق عهده خلال بضع سنوات."

شبكة النبأ المعلوماتية -اربعاء 28/كانون الاول/2005 -  25/ذي القعدة/1426