عودة الامل في بيت لحم مع عودة الزائرين

ترددت اصداء نداءات السلام في جنبات بيت لحم يوم الاحد في الوقت الذي شجع فيه هدوء في اعمال العنف على اكبر تدفق للمصلين منذ سنوات للاحتفال بعيد ميلاد في البلدة التي يؤمن المسيحيون بأن المسيح ولد فيها.

وقال كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في رسالتين انه ملتزم بصنع السلام في عام 2006. وفي روما وجه البابا بنديكت السادس عشر نداء خاصا من اجل السلام في الاراضي المقدسة.

وفي قداس اقيم عند منتصف الليل قال مبعوث الفاتيكان البطريرك ميشيل صباح انه توجد فرصة حقيقية للتشبث بها مع اجراء كل من الاسرائيليين والفلسطينيين انتخابات في بداية العام المقبل.

وقال صباح وهو فلسطيني وبطريرك اللاتين في القدس ان صورة سياسية اسرائيلية وفلسطينية جديدة بدأت تتشكل.

واضاف ان ترك كل أعمال العنف وكل اعمال الانتقام واطلاق السجناء السياسيين ونسيان الماضي يمكن ان يخلق ارضا جديدة يمكن ضمان الامن فيها للاسرائيليين واعطاء الفلسطينيين الحرية وانهاء الاحتلال.

وتدفق الاف المصلين والسائحين على بيت لحم مستفيدين من هدنة قال النشطون الفلسطينيون انهم سيلتزمون بها حتى نهاية العام.

وتحدى الزائرون الصقيع والامطار المنهمرة ليصلوا لكنيسة المهد التي يقدسها المسيحيون بوصفها المكان الذي ولد فيه المسيح .

وقال جيوفاني ساتشيني وهو مصرفي من ميلانو (41 عاما) "هنا بدات القصة كلها.اشعر بامان تام هنا."

وقال صلاح التعمري محافظ بيت لحم التي تعتمد على السياحة انه يتوقع 30 ألف زائر يومي السبت والاحد وهو ما يزيد كثيرا عن أي سنة منذ بدء الانتفاضة الفلسطينية في عام 2000.

وقالت ايف تشاليون (62 عاما) وهي مهندسة من باريس "نامل أن يحظى الفلسطينيون والاسرائيليون بالسلام والعالم باسرة ينتظر ذلك."

وخفف الجيش الاسرائيلي القيود للسماح للاجانب بالاضافة إلى المسيحيين الاسرائيليين والمسيحيين الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة بدخول المدينة.

لكن الحجاج الذين يسلكون الطريق من القدس المجاورة الذي يعتقد أن مريم العذراء سلكته وفقا للروايات المسيحية لا يستطيعون تجاهل أكبر تغيير حدث في بيت لحم هذا العام وهو اكتمال السور الخرساني العازل بارتفاع ثمانية أمتار.

وأقامت إسرائيل الجدار العازل الذي ندد به المجتمع الدولي داخل الضفة الغربية بحجة منع مفجري القنابل الفلسطينيين من التسلل إلى أراضيها. وأدان المجتمع الدولي الجدار ويقول الفلسطينيون انه يغتصب أرضهم ويحرمهم من اقامة دولة لها مقومات البقاء.

وقال عباس في رسالته بمناسبة عيد الميلاد ان الفلسطينيين في واقعهم المرير والمؤلم ينتهزون هذه المناسبة الروحية والدينية كي يبعثوا برسالة سلام إلى جيرانهم الاسرائيليين.

وقال مكتب شارون إنه يريد أيضا الحث على احلال السلام. ويسعى شارون لاعادة انتخابه رئيسا للوزراء في مارس آذار ويقوم برنامجه الانتخابي على إنهاء النزاع مع الفلسطينيين رغم ان شكوك فلسطينية بانه يعني املاء شروطه.

وابلغ شارون زعماء المسيحيين "اننا بحاجة جميعا (للسلام) واعتزم بذل كل جهد لتحقيقه."

وابدى الجانبان رغبتهما في تحقيق السلام منذ امد طويل ولكن لا توجد دلائل على إجراء محادثات في وقت مبكر. ورغم غياب أعمال عنف في بيت لحم تضاءلت آمال دفع عملية السلام عقب انسحاب اسرائيل من قطاع غزة هذا العام بسبب نتيجة اراقة الدماء في اماكن اخرى.

وقد وصل الالاف من الحجاج المسيحيين العرب من اسرائيل الى بيت لحم يوم السبت للاحتفال بعيد الميلاد بعد انقطاع دام أربع سنوات.

وقال رئيس الغرفة التجارية في بيت لحم سمير حزبون "تقديراتنا تشير إلى ان نسبة الحجوز في الفنادق وصلت إلى ستين في المئة بشكل عام.. وأغلبيتها من اخواننا في الناصرة وعرب 1948."

وقال وزير السياحة الفلسطيني زياد البندك في اتصال هاتفي مع رويترز ان تقديراته الاولية لعدد السياح في بيت لحم في عيد الميلاد هذا العام بلغت 30 ألف سائح أو أكثر. وأشار الى ان وزارته ستصدر احصاء رسميا بعدد السياح هذا العام في وقت لاحق هذا الاسبوع.

يأتي ذلك بعد مرور عشرة أشهر على اتفاق التهدئة. وأعلنت إسرائيل عن "تسهيلات أمنية" نسبية للسماح لعرب 1948 بالدخول إلى بيت لحم.

ومن بين هؤلاء تقضي المحامية سلمى واكيم وعائلتها عيد الميلاد في بيت لحم كل عام على مدى السنوات الثلاث الماضية. وهذا العام اتجهت من قريتها قرية معليا في الجليل الاعلى بشمال اسرائيل الى بيت لحم برفقة عائلة أخرى من الاصدقاء.

وقالت لرويترز "هذا العيد لاحظنا وجودا أكبر للسياح من مناطقنا.. عرب 1948. فمثلا كانت غرفة الطعام في الفندق صباح أمس مليئة بالسياح حتى انها نفدت من الصحون والكؤوس."

اما السياح الاجانب وأغلبيتهم من ايطاليا ودول وسط أوروبا فينام معظمهم خارج بيت لحم. وهو ما يشكل انخفاضا بنسبة سياحة الفنادق داخل المدينة.

يشار إلى ان بيت لحم كانت تستقبل مليون سائحا سنويا قبل اندلاع الانتفاضة في عام 2000. وتراجعت هذا الاعداد الى عشرة الاف سائح سنويا مما يبين حدوث ارتفاع هذا العام.

شبكة النبأ المعلوماتية -الأثنين 26/كانون الاول/2005 -  23/ذي القعدة/1426