خبير الجماعات الاسلامية الفرنسي أوليفييه روا*: الاسلاميون تخلوا عن فكرة الدولة وكل ما يسعون اليه هو اقامة اسلام عالمي

وصف مدير الابحاث في المركز الوطني للابحاث العلمية في باريس وخبير الجماعات الاسلامية وقضايا الاسلام السياسي اوليفييه روا قرار الادارة الاميركية بخوض الحرب على العراق بأنه لم يدرس جيدا ولم يكن حكيما.

وقال اوليفييه خلال اللقاء المفتوح في ديوانية صحيفة القبس الكويتية: لا يوجد وجه مقارنة بين صدام حسين والقاعدة.

واضاف ان الجماعات الارهابية لا يهمها اقامة دولة اسلامية بقدر ما يهمها محاربة الرأسمالية التي تقودها اميركا.

وفيما يلي نص اللقاء:

* هل تعتقد ان الجهود الدولية استطاعت احتواء الحملة الارهابية التي بدأت في 11 سبتمبر؟

- هناك امران مختلفان، فالجهود الدولية بعد 11 سبتمبر انقسمت الى قسمين، هناك حملات عسكرية على افغانستان، وكانت ناجحة وحققت الاهداف المنشودة، لكن الامر الآخر هو حرب العراق التي لم تدرس بشكل جيد، وقرارها لم يكن حكيما، لكن لدى الادارة الاميركية قناعة ان التغيير في سياسات الشرق الاوسط له علاقة قوية ومباشرة بالارهاب، لكننا نرى ان هذا الارتباط بسيط، ولا يوجد وجه مقارنة بين صدام حسين والقاعدة.

* يشهد العراق ارهاباً مختلفاً عن الارهاب في انحاء عديدة من العالم بم تصف هذا الارهاب؟

- اسباب الارهاب في العراق تعود الى كتلة تكونت من فئة من الناس الذين تجمعت لديهم اهداف متمثلة في مقاتلة الاميركان، وهؤلاء الناس هم السنيون والقوميون البعثيون، والسلف، وايضا جماعة القاعدة ومن يؤمنون بالجهاد الدولي وليس الجهاد في دولة ما، وعلى سبيل المثال، الزرقاوي شخص اردني عاش بين العراقيين لا سيما الاكراد، فهو لا يعمل من اجل اقامة دولة اسلامية في الاردن، ولكن يؤمن بالجهاد الدولي خاصة محاربة الاميركان، واسباب ذلك الاعتقاد ان الاميركان غزاة وبأنهم فقدوا القوة، واستعادتها لا تكون الا بذلك.

* أليس همّ هؤلاء الإرهابيين هو إقامة دول إسلامية والسيطرة على الأرض؟

- إن هذه المجموعة ليس لديها منظور إقليمي أو يعتمد على أن يكون هناك سيطرة على الأرض لديها نظرة أولية وعالمية ولا تملك أجندة سياسية أو نظرة لقيام نظام سياسي إسلامي، ليس لأنهم أغبياء ولكن لأنهم لا يهتمون ولا يرغبون بوضع هذا البرنامج، وهدفهم هو تغيير النظام الدولي ومحاربة الرأسمالية.. وانتحاريو الحادي عشر من سبتمبر لم يفعلوا هذا الفعل الانتحاري من أجل إقامة دولة، توجد لديها العدالة الاجتماعية ولكن بغية محاربة الرأسمالية التي تقودها أميركا.

*أين موقع مبادئ حقوق الإنسان في مكافحة الإرهاب خاصة ان هذه الجهات الإرهابية لا تؤمن بهذه الحقوق؟

- هؤلاء الناس لا يؤمنون بما يسمى بحقوق الإنسان فهم يعيشون في عالمهم الخاص، ومن الصعب أن تطبق هذه المبادئ على هؤلاء الناس. وعلى سبيل المثال هم لا يتحدثون عن الشريعة الإسلامية في خطاباتهم.

* هل تملك الدول الغربية نظرة موحدة لمواجهة الإرهاب؟ وما الفرق بين وجهة النظر الأوروبية والأميركية والروسية؟

- للإرهاب وتاريخه مع أوروبا قصة قديمة وليست جديدة، لكن الإرهابيين ليس لديهم القاعدة، ولم تشكل أحداث 11 سبتمبر نقطة تحول كبيرة ولم تؤد لظهور ظاهرة جديدة تسمى بالإرهاب. ومن خلال هذا التاريخ القديم والتعاطي مع الإرهاب فإن الأوروبيين سيطروا على الإرهاب بواسطة الديموقراطية ودولة القانون ويرفضون مصطلح «الحرب» على الإرهاب، أما الروس فنظرتهم للإرهاب ومكافحتهم كانت عن طريق قمع الشيشان فقط.

* ماذا بشأن العملين الكبيرين اللذين قمت بهما وهما كتابا «فشل الاسلام السياسي» و«عولمة الاسلام»؟ وما الفرق بينهما؟

ـ لا يوجد فرق والعملان يكمل احدهما الآخر، فالعمل الاول يتحدث عن فشل الاسلاميين في قيام الدولة الاسلامية، وكيف كانوا يسعون الى ذلك، ولان هذا غير موجود تحولوا الى سياسيين عاديين، كما نراهم احزابا موجودة في كل الدول مثل «حزب الوسط» في ايران ويمثله خاتمي وكذلك حزب اردوغان في تركيا، اما العمل الاخر فيتحدث عن عولمة الاسلام، وارى فيه ان الاسلاميين تخلوا عن فكرة الدولة وتخلوا عن القومية والاهتمام بالثقافة، وكل ما يسعون اليه هو اقامة اسلام عالمي، وهذا بحد ذاته شيء مغر خاصة للمسلمين في اوروبا، الهدف من عولمة الاسلام هو ايجاد امة (خيالية) بعيدة عن الماديات.

* ماذا بشأن تفجيرات فرنسا الاخيرة؟

ـ بالنسبة للاحداث الارهابية اعتقد انها ليست شغبا من قبل مسلمين او مهاجرين، فهم عاطلون عن العمل واغلبهم من الملونين «السود» وهي ليست حركة اثنية، فعادة عندما يقوم المسلمون بإضراباتهم نشاهد اعلام فلسطين والعراق والجزائر، لكن لم نجد ايا من المرجعيات الاسلامية في هذه الاعتصامات والشغب.

* الا تعتقد ان المسلمين مشكلتهم في عدم القدرة على الاندماج في المجتمع الفرنسي؟

ـ لا توجد مشكلة لدى المسلمين للاندماج في المجتمع، لكن هناك فئة او قلة قامت بذلك من المسلمين الرافضين.

* ما تعليقك على تصريحات ساركوسي وزير الداخلية الفرنسي؟

ـ تعليقات ساركوسي تشكلها اجواء الانتخابات وهو يقول كلاما من اجل ان يطيب خاطر المحافظين وهو بذلك لا يستطيع ان يتجاهل المسلمين في المنظومة السياسية الفرنسية.


* أوليفييه روا

- مدير الابحاث في المركز الوطني للأبحاث العلمية في باريس

- خبير الجماعات الإسلامية وقضايا الإسلام السياسي.

- اهم مؤلفاته: 1- افغانستان

2 - فشل الإسلام السياسي

3 - عولمة الإسلام

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 22/كانون الاول/2005 -  19/ذي القعدة/1426