وضع القصيدة الحديثة في ندوة الشعر العربي الحديث

ناقش المشاركون في ندوة (الشعر العربي الحديث ) اليوم وضع القصيدة الحديثة وما تتناوله من مواضيع وما تتعرض اليه من انتقادات .

جاء ذلك في اوراق عمل قدمها المشاركون في اليوم الثاني من الندوة التي تقام ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي ال12 ويمثلون عدد من البلدان العربية .

وبينت الاستاذ في كلية العلوم الانسانية والاجتماعية بتونس الدكتورة نور الدين باديسي ان الشعر الحديث لا يمكن ان يكون الصورة المقابلة للشعر القديم مهما كان عمق الحراك الاجتماعي وتغير اساليب العيش فلا يقع التغيير في الكتابة كالانتقال من الحار الى البارد او من الاسود الى الابيض .

واشارت باديسي الى ان موضوع المراة في الشعر العربي ظل في اغلب القصائد على ما كان عليه قديما ولم يشهد تطورا الا في بعض القصائد مع شعراء كبار كمحمود درويش ونزار قباني ولم يعبر الشاعر عن التحول الذي تعيشه المراة وبقيت معاني الحب هي المعاني التي عبرت عنها قصائد الغزل منذ ازمنة .

واستعرضت في ورقة عملها صورة المراة في عدد من القصائد مشيرة الى ان "الشعر الحديث كان واعيا بالتغيرات العميقة التي حصلت للمراة في كلبلاد الدنيا لكن الاشكالية كانت كيف يعبر الشاعر عن علاقته بالمراة واحساسه نحوها .

وانتقدت اغلب الدراسات التي يمكن ان نقرها عن قضايا الشعر المعاصر " فهي تقف عند العموميات ويكرر بعضها بعضا وهي اضافات ليست دائما ذا بال ".

وقالت انه " بهذا نقف امام كل الذين يشككون في جدوى الشعر الحديث لانهم وجدوا فيه اشياء من القديم ".

وقال مسؤول القسم الثقافي في صحيفة السفير اللبنانية عباس بيضون ان " اليوم يسود راي بان الشعر يتقهقر وهو راي قلما يناقشه احد ويؤخذ على عواهنه اذ السائر اليوم اننا في زمن ترد وتراجع وما يصح على لاسياسة والاجتماع والثقافة يصح على الادب وعلى الشعر بوجه خاص ".

واشار بيضون الى ان هناك ازمة مع القاريء تعود الى بدايت القصيدة الجديدة لكنها مع تفاقم عزلة الشعر والتحدي المتزايد لقصيدة النثرر تتفاقم ايضا وانه ما من حلول جاهزة سوى ان على الشعر ان يخرج من مكمنه الدفاعي لتجديد الحوار مع القاريء ومع هموم العالم.

وبين انه لاتكفي التجربة المباشرة او السيرة اليومية لتشابكات عالم تزداد تقاطعا وكونية واندماجا في استعارات كبرى اذ لابد لشعر اليوم ان يكون ايضا نصا ثقافيا .

وقال " لا نستبعد النص الانترنيتي ولا نستبعد العلم ولا الفلسلفة وان تحويل كل هذا التشابك الى صورة يومية او سؤال شخصي اوجماعي او علاقة جسدية هو ما يبقى للشعر حاجة في عالمنا واين الشعراء العرب من مهمة كهذه ".

وتتواصل ندوة (الشعر العربي الحديث) فعالياتها حتى يوم غد وتاتي ضمن مجموعة من الانشطة الثقافية التي تحتضنها الكويت طيلة فترةالمهرجان .

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 12/كانون الاول/2005 -  9/ذي القعدة/1426