العالم العربي وضرورة سد الهوة الثقافية

محمد العرادي

 يعتبر العالم اليوم قرية صغيرة حسب مفاهيم العولمة العالمية، التي أصبحت تهيمن على العالم بكل أبعاده وتتحكم فيه، تحكم السيد بالعبد بكل ما أوتيت من قوة، فلا يخفى شيئا على احد فعولمة المواصلات مدت خطوطها إلى كل المناطق والفئات، وأصبحنا نعيش الشفافية والانفتاح، والدولة التي لا تلحق بركب العولمة الثقافية ليس لها الحق، في ان تكون دولة ضمن النظام العولمي، فالعولمة الثقافية شغلت حيزاً كبيرا في حياة الأمم ،فليس كل من انظم إلى نظام العولمة أصبح متعولم، فما زالت هناك الفروق والتناقضات قائمة واتساع الهوة الثقافية ما زال عميقا هو الأخر، بين العالم العربي والعالم الغربي.

 فعلى صعيد نشر الثقافة والكتب وحسب ما تدلى به الإحصائيات العالمية، متمثلة في منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة والتربية ( اليونيسكو)، يوجد هناك تدني واضح في نسب نشر الكتب في العالم العربي، مقارنة بالعالم الغربي فبينما نرى ان هناك 212 عنواناً من الكتب، تم نشرهم لكل مليون ساكن في أمريكا، وتزيد هذه النسبة في أوروبا لتصل 584، نرى بالمقابل الفرق الكبير المتمثل ب 30 عنواناً فقط لكل مليون عربي، ولو انتقلنا إلى مستويات القراءة مقارنة بالعالم الغربي، سوف نراها أيضا متدنية فحركة نشر الكتب ضعيفة، تصل إلى 0.7% في العالم العربي بينما تزيد لتصل 54% في أوروبا !!

ناهيك عن توزيع الصحف حيث تصل في العالم العربي 1.52% بينما نراها في أوروبا 24% !!

نحن اليوم بحاجة إلى نشر التوعية الثقافية بكل أبعادها، ولكي نخلق جيل من المؤلفين القادرين على توصيل الثقافة، لكل شرائح المجتمع وطبقاته دون استثناء من احد ...

يجب ان نصل لمستويات الغرب ونتفوق عليهم، في مسألة تأليف وترجمة الكتب والإحصائيات ايه القارئ العزيز مخيفة في هذا الجانب .

فإمراة غربية مثل ( اغاثا كريستي ) طبع لها ما يبلغ مليار نسخة حيث ألفت (114) كتاباً طبع كتاب واحد (103) لغة ومن ضمنها اللغة العربية ، وكاتبة مثل الأمريكية ( جاكلين سوزان ) في كتابها ( الصحراء الدامية) حيث بيع بمقدار (28712000) نسخة!

ولو قارنا بيننا وبين إسرائيل في نشر الكتب والثقافة، لوجدنا ان عدد ما نشر في العالم العربي اجمع لم يصل لعدد ما نشر في إسرائيل وحدها ، رغم قلة عدد سكان إسرائيل البالغ خمسة ملايين و260 ألف نسمة حسب تقديرات عام 2004 م مقارنة بعدد سكان العالم العربي التي وصل إلى 300 مليون نسمة حسب التقديرات العالمية .

نحن اليوم بحاجة لتوعية ثقافية شاملة ينخرط فيها كل طبقات المجتمع أطفالاً وشباناً وشيوخاً ، فالعلم ليس حكرا على احد (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) (اطلب العلم ولو في الصين)، لابد من انعقاد المؤتمرات العلمية وعمل المسابقات التأليفية لابد من رفع المستويات الفكرية وزيادة الوسائل التعليمية التعلمية التشويقية لكي نصل في نهاية المطاف ونحقق ولو جزء بسيط مما حققه العالم الغربي ولكي نسد ولو جزء بسيط من الهوة الثقافية والمعرفية التي وقعنا فيها من غير ان ندري.

alaradimohd@hotmail.com

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 11/كانون الاول/2005 -  8/ذي القعدة/1426