النحل كائن حي يساعد على استمرار الحياة

تعتبر حشرة النحل التي كرمها القرآن الكريم بذكرها من الكائنات الحية المساعدة على استمرار الحياة البشرية باعتبارها ملقحا ومؤبرا حقيقيا للكائنات النباتية التي تقدم للانسان الغذاء الغني الى جانب ما تقدمه للكائنات الحيوانية من علف نتيجة استمرار عمليات التأبير والتلقيح التي تعمل على زيادة انتاجية الاقتصاد الزراعي.

ويتركز انتشار الحشرات ومنها النحل الذي يعتبر اقدم رفيق للانسان في المناطق الساحلية الخضراء طيلة فصول السنة في سوريا حيث تمتزج السهول بالجبال والسواحل بالبحر والتي ينبت فيها انواع مختلفة من الاشجار والنباتات ذات الغنى الطبيعي بالمواد العطرية من الدلب الى الزعرور والبطم والسنديان والسرو والنرجس والاقحوان والزعتر البري والعجرم اضافة الى نباتات عشبية متنوعة.

وحول تربية النحل وفوائده قال رئيس اتحاد النحالين العرب مدير مشروع تطوير تربية النحل والحرير بسوريا الاستاذ الدكتور موسى السمارة في لقاء مع (كونا) ان للنحل فوائد مهمة يقدمها من خلال عمله بانتاج العسل وهي المادة الاساسية التي اما ان تكون دواء او غذاء.

واعرب السمارة وهو ايضا الامين العام المساعد للاتحاد عن الامل بان يدخل العسل في الوطن العربي الى الغذائي اليومي لتوفيره مجموعة كبيرة تحمي الانسان من الاصابة بامراض او آفات قد تصيبه مستقبلا .

واوضح ان انتاج النحل لغذاء الملكة والعسل الشمع والعكبر (البروبيليس) يعتبر المضاد الحيوي الحقيقي الذي تصنعها النحلة او شغلات النحل لتحمي خليتها وسكنها من الاصابات ايضا اضافة الى دخولها لاهميتها في صلب المواد الصيدلانية والمعامل التكنوبيولوجية لتقديمها الى الانسان.

وقال السمارة ان منتجات سوريا من العسل تتمتع بمواصفات قياسية عالية ومطلوبة ويعود الفضل بذلك الى ما تمتلكه من نباتات واشجار وشجيرات حراجية ونباتات برية متميزة فيها اضافة الى موقعها الجغرافي الاستراتيجي وظروفها المناخية المتوسطية التي تسمح بايجاد مثل هذه النباتات.

واضاف ان سوريا اوجدت على مساحة 185 الف كيلو متر مربع خارطة رعوية او دليل للنحال يحدد وجود مرعاهم وايضا للباحثين من اجل ايجاد مصادر الرحيق ومصادر حبوب الطلع والمصادر الاخرى التي يحتاجها النحل اثناء حياته. واشار الى ان الشريط الساحلي الممتد بين محافظتي طرطوس واللاذقية يعتبر من اغنى المناطق في انتاج عسل الحمضيات اضافة الى انواع اخرى من العسل واهمها عسل العجرم الذي ينتج بالجبال الساحلية اضافة الى وجود الزعتر البري والنباتات البرية الغنية بانواع مميزة للعسل.

واشار السمارة الى عسل الكينا الذي تمتاز به سوريا ويتوفر بكثرة في حمص ودرعا والقنيطرة وطوطوس موضحا ان اشجار الكينا هي اشجار معمرة وغنية بمصادر حبوب الطلع اضافة الى عسل النفل الذي تشتهر به محافظتا القنيطرة وادلب ويقدم للاطفال باعمار صغيرة نظرا لما يتمتع به من فوائد كبيرة.

واوضح السمارة ان هناك العديد من انواع العسل مثل عسل اليانسون الموجود في حمص وريف دمشق و ادلب وحماة وعسل القطن الموجود بمعظم محافظات سوريا الداخلية وعسل عباد الشمس والحلاب المتوفر بكثرة في مناطق ادلب وحلب وحماة ودرعا والرقة والحسكة والسويداء.

وتابع ان من انواع العسل كذلك العسل الجبلي وهو ما تفاخر به سوريا وهو ينتج في الجبال ومصدر النباتات البرية وعسل الاشواك البرية وعسل القبار وهو ذوو نكهة ورائحة مميزة الى جانب حبة البركة التي تشتهر سوريا بزراعتها في ادلب وحمص ودرعا واعطت نتائج ايجابية في انتاج العسل .

واكد ان من اهم منتجات خلية النحل الغذاء الملكي الغني بفوائد كبيرة من الاحماض الامينية والدهنية والانزيمات والهرمونات وغيرها من العناصر المعدنية والفيتامينات مكنته من الدخول في مجال معالجة الامراض المستعصية وتنشيطه لجميع خلايا الجسم موضحا ان للغذاء الملكي دورا كبيرا في حماية الانسان من الامراض التي قد تصيبه لاسيما انها دخلت في مجال معالجة الامراض السرطانية بشكل كبير جدا.

واوضح ان تناول الانسان بمقدار ملعقة متوسطة الحجم من الغذاء الملكي يحقق له فوائد فكرية وذهنية عالية باعتبارها منشطا لعمل الدماغ وخلايا الجسم التي يعمل على تجديدها دائما.

واشار في هذا الصدد الى دراسة قدمتها طالبة ماجستير كويتية للمؤتمر الدولي الرابع لاتحاد النحالين العرب حول كيفية معالجة الحروق بالعسل مستعرضة فشل معالجة كيميائية بالكويت لاحد العينات المصابة بالحروق ونجاح معالجتها بالعسل والتي حققت نتائج جيدة مستشهدا بالدواء العالمي لمعالجة الحروق (بيمو) الذي تدخل في تركيبته نسبة كبيرة من العسل.

كما اشار الى نتائج ابحاث عالمية حول الفوائد من استخدام الغذاء الملكي الذي تفرزه شغالات ملكة النحل في الخلية من رأسها او من الغدد البلعومية والفكية الموجودة فيها وتضعها في العيون السداسية المخصصة لغذاء الملكة وهي بعمر ثلاثة ايام حتى اليوم ال 15 " عمرها المحدد" .

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 8/كانون الاول/2005 -  5/ذي القعدة/1426