ندوة في الكويت تناقش تجارب النشر العلمي واستشراف المستقبل

اتفق مثقفون عرب على ان المطبوعات العلمية في الوطن العربي كثيرة الا ان المشكلة تكمن في توزيعها وتسويقها لتصل الى اكبر عدد ممكن القراء من مختلف الاعمار .

جاء ذلك في ندوة اقيمت اليوم بعنوان (تجارب في النشر العلمي ) ضمن فعاليات ندوة مجلة العربي التي تقيمها بعنوان (النشر العلمي) وشارك فيها عدد من المختصون وادارها رئيس مجلس الادارة المدير العام لوكالة الانباء الكويتية (كونا) محمد العجيري .

وقال ابراهيم المعلم في ورقة قدمها بعنوان (النشر العلمي العربي) ان "الاهتمام بالعلم ياخذ منحيين الاول ايجابي والثاني يمكن تسميته بالمنحى الصعب فالاقبال على الكتب العلمية قليل".

واشار المعلم الى ان نشر الكتب العلمية الخاصة بالاطفال شهد نهضة في العالم العربي خلال ال 20 سنة الماضية تضاعف خلالها لحوالي 3 اضعاف عن السنوات السابقة ليس فقط كما وانما كيفا بحيث غطت كل انواع المعارف .

واضاف ان التحدي يكمن في التوزيع والتسويق لمثل هذه الاصدارات فعنما يتم اصدار كتاب وابقائه على ارفف دورالنشر فكان الجهد انتفى ولم يعد له قيمة اذا لم يصل الى يد الجمهور .

وانتقد المناهج المدرسية وعدم تجديدها لتتلاءم مع متطلبات العصر الجديد كما هو الحال بالنسبة للدول المتقدمة لانها " لا تزال تعتمد على الحشو والتلقين وطباعتها ورسوماتها رديئة.

وقال رئيس مركز بيان الثقافي بشار شبارو ان "عالمنا العربي يعيش في دوامات متعددة لا تؤدي الى نتائج مثمرة بل الى مزيد من الاستنزاف وان المطلوب تحويل المجتمع العربي من استهلاكي الى مجتمع يقوم على اقتصادر الاكتفاء الذاتي ".

ودعا شبارو الى تشجيع الطلاب على المطالعة العلمية ودعم الكتاب العلمي ليكون في متناول الجميع وتعزيز دور المكتبات العامة وتوفير الكتب العلمية فيها .

وذكر ان القراء العرب يعزفون عن المجلات العلمية الجادة ويتجهون بدلا عنها الى المجلات غير الهافة مما يؤثر سلبا على الاولى ويضطر القائمين على الكثير منها الى اقفالها نتيجة عدم توفر الدعم المطلوب لها .

وشدد على الدور الكبير الذي تقوم به محطات التلفزة في ايصال المعرفة للجمهور وتاثيرها على الناشئة وترسيخ المعلومات لديهم منتقدا الدور السلبي الذي تقوم به الكثيرمن المحطات التفزيونية التي تقدم مواد تؤثر سلبا على المتابعين .

من جهته استعرض الفنان بلال بصل تجربته في مشروع عالم ذكي للاطفال الذي يهدف الى تقديم ثقافة علمية شاملة ترتكز على اسلوب جديد للتعليم بواسطة الشخصيات الكرتونية التي تقوم بتبسيط المعلومات .

وقال بصل ان هذا المشروع جاء لحاجة الجالية العربية في الخارج لمشاريع تعليمية ترفيهية تربط اطفالهم بعاداتهم الشرقية وتقدم لهم المعلومات بلغتهم العربية على ان تكون على مستوى يؤهلها لتنافس جاذبية المشاريع التعليمية الغربية المتقدمة .

واشار الى ان مع اواخر عام 2004 بدا العمل على سلسلة الكتب التعليمية الاولى بالتعاون مع الدار العربية للعلوم في بيروت وفي بداية عام 2005 اطقل موقع عالم ذكي على شبكة الانترنت .

وفي الجلسة الثانية قال الدكتور عبدالملك المصعبي في ندوة مجلة العربي (الثقافة العلمية واستشراف المستقبل العربي) ان " آفة التفكير العلمي في المجتمع العربي المعاصر هو هيمنة الخرافة المستمدة من التراث العربي على هذا التفكير ".

ودلل المصعبي خلال ورقة العمل التي قدمها للندوة في يومها الثاني ضمن محور (الثقافة العربية والعقل العلمي) " على ذلك بالانتشار الواسع للاساطير وممارسات الشعوذة والتنجيم وهي ممارسات لا تقتصر على التجمعات البدائية او الريفية بل تتجاوزها الى التجمعات الحضرية والشرائح المتعلمة".

وعرف المصعبي في ورقته التي حملت عنوان (التراث والتفكير العلمي في المجتمع العربي المعاصر) بالمنهج المعرفي اللاعقلي بانه مجمل الاتجاهات المعرفية التي تقلل او تنفي كليا قدرة او صلاحية الادراك العقلي والتفكير العقلي في الوصول الى المعرفة الحقيقية خاصة وليس فقط في المجال اديني او الغيبي انطلاقا من الادعاء بوجود طريق او طرق اخرى لادراك او معرفة الحقيقة كرياضة النفس والاشخاص المعصومين .

وبين ان " مكونات التراث هي التراث المعنوي كالمعتقدات والاديان والاساطير والحكايات الشعبية والتراث المادي ويشمل الاثار المادية من تماثيل وسدود وادوات والتراث الجيني وهي المورثات التي يورثها الاباء للابناء وتشكل عاملا اساسيا في تحديد التكوين النفسي والعصبي والحسي بالاضافة الى التراث البيئي وهي البيئة الطبيعية والاجتماعية ".

وحول التفكير العلمي اشار المصعبي الى انه "التفكير المنسوب الى العلم ولابد ان يكون تفكيرا مستهديا ومتسما بروح العلم وملتزما بمنهجه وأسسه ومقولاته اما العلم فبمعناه اللغوي الواسع فهو نقيض الجهل وهو يشمل الخطأ والصواب والظني واليقيني والجزئي والكلي مما يتحصل منه معرفة ايا كان موضوعها ".

وتطرق المصعبي الى تأثير التراث الثقافي على الفكر والذي لا يقتصر على التفكير الديني بل يمتد وان بدرجات متفاوتتة الى سائر مناحي التفكير بما فيها التفكير الاجتماعي والمهني وان كان لا يعني ان هذا التاثير حتمي او مطلق لو كلي .

من جهته قال الدكتور نبيل علي في ورقة قدمها للندوة بعنوان ( تكنولوجيا المعلومات وتطور العلم ) انه "سيولد عصر المعلومات علما جديدا وسيفرز اجناسا جديدة من المعرفة ستغير بصورة جذرية من ملامح النسق العلمي العام منهجيا وموضوعا وربما يصل الامر الى اعادة تعريف مفهوم العلم ذاته ".

واضاف علي ان عصر المعلومات له خصائص رئيسية وهي تعقد الظواهر والتضخم للمادة العلمية وظهور العلوم البينية التي نشات نتيجة تداخل الفروع المعرفية المختلفة والمؤالفة بين الاضداد التي وقفت حجر عثرة امام علم ما قبل عصر المعلومات بالاضافة الى تعاظم الدور المجتمعي للعلم وتنوع علاقاته بخارجه .

وشدد على ان استيراتيجة الثقافة العلمية لابد ان تراعي الفرق بين التثقيف العام وتثقيف المتخصصين وتثقيف الطفل والمراة وتثقيف القيادات السياسية مع توزيع الادوار بين الاعلام والتربية و الانترنت منتقدا عدم التنسيق بينها .

وحول علاقة العلم بالادب اوضح علي ان الكثير من العناصر تتشابه بينهما منها انه قابل للتنفيذ ولا عقلانية العلم و عدم فصل الظاهرة عن الملاحظ واهمية الشاهد السلبي والشق السردي وموضوعية العلم .

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 6/كانون الاول/2005 -  3/ذي القعدة/1426