الفن الإسلامي المسرحي في الكويت خلف قضبان الحديد

بقلم المخرج محمد الجزاف*

كنا وبروح الفن - بعيدا عن أي مكاسب تجارية - ننطلق بأعمال فنية مسرحية تجسد منطلقات القيم البشرية المستوحاة من وحي السماء ومن مدرسة الأنبياء والأئمة عليهم السلام ، وذلك تطوعا منا لخدمة بلدنا الكويت الحبيبة ، وإنطلاقا منا لترسيخ دعائم الوحدة الوطنية عبر مادتنا العلمية وهذا الفن الأصيل. وقد حظينا بإقبال جماهيري كبير يعد بالآلاف ومن معظم أقطار العالم - من لندن وأمريكا وسوريا وايران ومملكة البحرين والسعودية وسلطنة عمان والإمارات العربية ودولة قطر- ناهيكم عن الشرائح الأخرى التي كانت تتوافد لمشاهدة عروضنا المسرحية وبالتحديد في مجتمعنا الكويتي ومن مختلف الجنسيات ، وقد كان للصحافة الكويتية والمجلات المحلية والدولية وبعض القنوات الفضائية دور كبير لتغطية هذه الفعاليات التي أشادت بالفن الابداعي المسرحي والرؤية الاخراجية الشفافة والتمثيل الوجداني المحترف الذي يتمتع به أبناء الكويت أبناء المركز الاسلامي للإنتاج الفني والمسرحي ، وباسلوب شائق يطرح قراءة جديدة للتاريخ الاسلامي وما يحمله من قيم ومبادئ طيبة وسمحاء ، بعيدة كل البعد عن التعصب و! التطرف.

 لكن وبعد انتهائنا من العمل المسرحي في العام الماضي أقبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب التابع لوزارة الاعلام بحملة مباغتة لإحتواء المركز الاسلامي للإنتاج الفني والمسرحي ، وتم منعنا من تقديم أية عروض مسرحية إلا بعد اجازة المجلس الوطني وتعهدوا باجازة نصوصنا بكل ترحاب ، ونحن قبلنا الأمر بكل رحابة صدر، وبعد أن قدمنا نصنا المسرحي خالفوا العهد بمنعهم لإجازته بعكس مملكة البحرين التي أجازته لنا عرضه وأحتضنتنا بكل حفاوة ، ولما طلبنا منهم موافاتنا بسبب المنع لم يرد إلينا أي جواب بهذا الشأن.

وفي المرة الثانية قدمنا نصنا المسرحي بعنوان " جراحات الحسين " ع " وهو ذو بعد فني ودرامي وأخلاقي وإيماني وإجتماعي وتاريخي يحمل بصمة فنية درامية ، وقيما إنسانية تخدم مجتمعنا الكويتي بالدرجة الأولى وتدعو إلى الحوار والسلم والسلام والاصلاح ونبذ التطرف والفتنة والارهاب ، وتجسد التاريخ الضارب بجذوره في عمق الزمن بواقع حسي ملموس وبشهادة كبار من الأساتذة في الجامعة والمراكز والهيئات وكبار الشخصيات والأدباء والمثقفين والعلماء الأجلاء الذين اطلعوا على النص المسرحي وأشادوا! برقي الطرح التاريخي الذي تناوله النص المسرحي بدراما موضوعية بعيدة عن التهكم والسخرية كما هو الملحوظ في الساحة الفنية ، وشاهدوا هذه المسرحية برمتها تجسد قضية الامام السبط الشهيد وريحانة رسول الله (ص) بما لايزيد عليه في التاريخ الاسلامي الصحيح، وبعد مضي أكثر من 6 أشهر تلقينا القرار وهو عدم إجازة النص المسرحي، وقد تم ذكر أسباب المنع من قبل لجنة إجازة النصوص المسرحية وهي مستندة كذلك لرأي وزارة الأوقاف العامة، فكانت الرؤية الطائفية وعدم تقبل الطرف الآخر واضحين وجليين بين السطور إلى حدٍ لا يتقبله الدستور ولا الفكر المعتدل.

كلمة أخيرة .. هي زبدة المحض وفذلكة المقام .. هل سيظل الفن الساخر حرا أبداً ؟ ويبقى الفن الإسلامي خلف قضبان الحديد بحكم الطائفية والعصبيات المجردة والتعليلات الباردة ؟!! تلك شنشنة نعرفها من أخزم ..

*مؤلف ومخـرج الكويتي

www.islamii.com

كتاب رفض ترخيص مسرحية براءة الحسين (ع)  من المجلس الأعلى للثقافة و الفنون والآداب في الكويت + كتاب موافقة وزارة الإعلام في ممكلة البحرين على ترخيص مسرحية براءة الحسين (ع).

 

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 6/كانون الاول/2005 -  3/ذي القعدة/1426