عدوى العنف الانتخابي تنتقل الى فلسطين

قال مسؤولون انتخابيون ان الانتخابات الداخلية لحركة فتح الفلسطينية الحاكمة توقفت في بلدة سلفيت القريبة من مدينة نابلس بالضفة الغربية يوم الجمعة اثر احراق صناديق الاقتراع كما تأجلت في مدينة قلقيلية.

وأعلن أحمد الديك وهو مسؤول كبير في فتح ومسؤول باللجنة المشرفة على الانتخابات ان اللجنة "اتخذت قرارا بوقف الانتخابات في دائرة سلفيت بالضفة وتأجيلها في دائرة قلقيلية بسبب وقوع مشاكل في المنطقة وانقسامها بين مؤيد ومعارض."

وصرح مسؤولو انتخابات بان بعض صناديق الاقتراع احرقت لكن لم ترد على الفور تقارير عمن وراء ذلك.

وقال الديك لرويترز ان هناك صناديق اقتراع احرقت في قريتين مجاورتين لسلفيت فيما يقوم مسلحون بالتجوال على مقربة من صناديق الاقتراع ويطلقون النار بين حين واخر.

وقال سكان في سلفيت ان مسلحين يجوبون الشوارع قرب مراكز الاقتراع مما ادى الى قرار تعليق التصويت. كما تأجلت الانتخابات ايضا في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية بسبب خلافات حول التسجيل.

وفي قلقيلية افادت مصادر لجنة الانتخابات المحلية ان الخلافات بين المؤيدين والمعارضين تتركز حول معايير العضوية وتوثيق تسجيل الاعضاء اصحاب الحق في الاقتراع.

وقالت مصادر مسؤولة ان الانتخابات في دائرتي الخليل وطولكرم تسير طبقا للخطة الموضوعة في هدوء ونظام. وتأجلت العملية لساعتين في طولكرم لنقص في الترتيبات الفنية المتعلقة بارقام بعض المرشحين ثم استؤنفت بعد ذلك.

وتجري الانتخابات لاختيار مرشحي فتح في انتخابات المجلس التشريعي المقررة في 25 يناير كانون الثاني المقبل.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد علق الانتخابات الداخلية لفتح في قطاع غزة كله وفي العديد من مراكز الاقتراع في الضفة الغربية في وقت سابق من الاسبوع نظرا لحدوث عمليات تزوير وعنف على نطاق واسع.

وفي محاولة لانقاذ الانتخابات الداخلية التي كشفت عن انقسامات كبيرة في حركة فتح الحاكمة شكل عباس لجنة للانتهاء من وضع قوائم بمرشحي الحزب لخوض الانتخابات البرلمانية التي تجري الشهر المقبل.

وقررت اللجنة المركزية لفتح عدم اعادة الانتخابات الداخلية في قطاع غزة باستثناء مدينة رفح.

وكانت الانتخابات في قطاع غزة قد تعرضت لانتقادات وشكاوى من مرشحين واعضاء في لجان الاشراف من وقوع عمليات تزوير واعتداءات.

وقال مسؤولون من حركة فتح ان لجنة توجيهية عليا شكلت برئاسة الرئيس الفلسطيني وعضوية اعضاء من اللجنة المركزية والمجلس الثوري ستقوم باختيار مرشحي فتح لانتخابات المجلس التشريعي في المناطق التي لن تعاد فيها الانتخابات.

وتواجه فتح تحديا قويا من جانب حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تشارك لاول مرة في الانتخابات البرلمانية ولا تطاردها مزاعم فساد.

وفي الاسبوع الماضي خذل الناخبون في بعض اماكن الضفة الغربية الحرس القديم لصالح الجيل الجديد والنشطين. ويتحدى الجيل الجديد في فتح الحرس القديم المهيمن على الحركة والذي يدمغ عدد كبير من افراده بالفساد.

كما اقتحم مسلحون فلسطينيون يوم الخميس مجمعا حكوميا في قطاع غزة للمطالبة بالسماح باستكمال الانتخابات الداخلية لحركة فتح الحاكمة والتي علقت بسبب التلاعب والعنف.

وجاء الاحتجاج الذي قام به العشرات من نشطاء كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح بعد ثلاثة ايام فقط من قيام مسلحين من نفس المجموعة باجبار مراكز اقتراع في غزة على إغلاق ابوابها بالقوة. وسلط ذلك الضوء على الانقسامات الفوضوية داخل الحركة التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ويطالب نشطاء فتح والزعماء الشبان بدور اكبر في عملية صنع القرار قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في يناير كانون الثاني والتي تواجه فيها الحركة تحديا قويا من حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

واقتحم مسلحون مزودون ببنادق وقذائف صاروخية مجمع بلدية غزة الذي يضم وزارتي الداخلية والمالية. ولم يحدث اطلاق نار خلال الاقتحام.

ووصف النشطاء الانتخابات الرامية الى اختيار مرشحي فتح للانتخابات التشريعية بانها فشلت فشلا مروعا لكنهم قالوا انها مع ذلك ينبغي ألا تتوقف.

وقال متحدث باسم المجموعة في بيان ان قاعدة فتح ينبغي ان تقرر من ينبغي ان يمثلها في المجلس التشريعي مشيرا الى انهم يعارضون اختيار المرشحين بالتعيين.

وسعى عباس جاهدا لانقاذ الانتخابات الداخلية. كما قررت اللجنة المركزية لحركة فتح تشكيل لجنة مراجعة مكونة من 24 عضوا يرأسها عباس لاعداد قائمة بالمرشحين في الانتخابات.

ومن المقرر ان تستأنف الانتخابات الداخلية لفتح يوم الجمعة في مدينة الخليل بالضفة الغربية ولكنها أجلت حتى يوم السبت في مدينة رفح بقطاع غزة فيما أرجعه مسؤولون الى اسباب فنية.

وخلال اخر انتخابات تشريعية اجريت في عام 1996 اختار الرئيس الراحل ياسر عرفات جميع المرشحين. ولكن القيادات الشابة في فتح طالبت هذه المرة باجراء انتخابات داخلية لمواجهة هيمنة الحرس القديم الذي ينظر اليه على نطاق واسع على انه متورط في الفساد.

وتصاعدت الاضطرابات في قطاع غزة منذ انسحاب اسرائيل منه بعد احتلال دام 38 عاما.

وتراجع التأييد الشعبي لفتح نتيجة لشكاوى المواطنين من الفساد وسوء الادارة ويمكن لاي انقسامات داخل الحركة ان تعزز موقف حماس بعد ادائها القوي في انتخابات المجالس البلدية.

واقتحم مسلحون فلسطينيون مكتبا حكوميا في قطاع غزة يوم الخميس للمطالبة بالمضي قدما في الانتخابات الداخلية لفتح بعد تعليقها بسبب العنف والتزوير.

وتشعر اسرائيل والولايات المتحدة بالقلق من امكانية تحقيق حماس التي تدعو للقضاء على الدولة اليهودية نتائج طيبة في الانتخابات البرلمانية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 4/كانون الاول/2005 -  1/ذي القعدة/1426