
*علينا أن نخوض هذه التجربة بجدارة من خلال
تشخيص المرشحين بشكل جيد ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب
* لأن مدة الأربع سنوات طويلة فعلى الناخب ان
يعطي صوته لمن هو أفضل دائما
ينظر العراقيون للمحطة المقبلة من العملية السياسية التي يعيشونها
الآن على انها الأهم من بين جميع المحطات التي مروا بها سابقا، فلقد
كان للعراقيين وقفة مع مجلس الحكم ثم مع الحكومة المؤقتة لأياد علاوي
ثم مع محطة الإنتخابات الأولى في الثلاثين من كانون الثاني الماضي
تلتها محطة الإستفتاء في منتصف الشهر العاشر من هذا العام التي أظهرت
موافقة الشعب على أول دستور عراقي دائم وهاهم يحثون الخطى نحو
الإنتخابات النيابية القادمة لإختيار أعضاء مجلس النواب في منتصف شهر
كانون الأول 2005.
ونظرا لأهمية وحساسية هذه الإنتخابات وما ستفرزه من انعكاسات مهمة
على الحياة العراقية، التقينا أحد الشخصيات السياسية المعروفة في
العراق وهو الدكتور محسن القزويني عضو الجمعية الوطنية ومؤسس جامعة أهل
البيت وهو كاتب له مؤلفات عدة ومتنوعة، المطبوعة منها تصل الى 19
إصدارا منها كتاب (القرن الواحد والعشرون) وكتاب (آفاق المستقبل في
العالم الإسلامي) وكتاب مخطوط بثلاثة أجزاء عن تأريخ كربلاء السياسي،
وللدكتور القزويني نشاطات صحفية وتدريسية في لبنان وسورية وإيران، فقد
نشر عددا من آرائه ومقالاته في الصحف اللبنانية كالسفير والنهار
وغيرهما ودرَّس العلوم الإسلامية في الجامعة الدولية في طهران وهو من
مواليد محافظة كربلاء 1951 وحصل على شهادة الدكتوراه في الدراسات
الإسلامية من جامعة الإمام الأوزاعي في بيروت عام 1995.
في هذا الحوار إطلالة على رؤية الدكتور القزويني للعملية السياسية
في العراق بشكل عام وللإنتخابات النيابية القادمة بشكل خاص.. فإلى
التفاصيل:
- دكتور دعنا نبدأ أولا من طبيعة الإختلاف
مابين الإنتخابات السابقة (للجمعية الوطنية) والإنتخابات المقبلة
لإختيار أعضاء مجلس النواب العراقي الجديد؟
قبل البدء بذكر الإختلاف اود ان اقول بأن الشعب العراقي يخوض لأول
مرة عملية ديمقراطية من هذا النوع ولذلك فإنها ستمنح الجميع مزيدا من
الثراء والوعي ففي كل خطوة نلمس تقدما جديدا يستحدث في العملية
السياسية ، وعنما خاض شعبنا تجربة الإنتخابات السابقة كانت هناك
اخفاقات لأن التجربة بسيطة حيث تم توزيع القوائم الإنتخابية على دائرة
انتخابية واحدة وكان العراق كله دائرة مغلقة وقد خاضها الشعب لكن في
الإنتخابات القادمة نحن نقترب أكثر من الديمقراطية الحقيقية لأن الناخب
سيعرف بشكل أفضل المرشح الذي سيمنحه صوته وعندما يتقدم لصندوق الإقتراع
سوف يكون على ثقة تامة من ان صوته سيذهب في محله والى الرجل المناسب
كما ان البرامج السياسية التي طرحتها الكيلنات السياسي أكثر واقعية مما
سبقها في الإنتخابات الماضية ونحن نعرف ان مايريده الناخب هو تحويل
الكلام الى تطبيق والوعود الى حقيقة ماثلة للعيان كما ان هناك جهات
غابت عن الانتخابات السابقة وستشترك في الانتخابات القديمة ونحن نتفق
كلما تنوعت الآراء وازدادت أفضل وهناك مسألة مهمة هي ان المواطن يجهل
المرشحين وبرامج الكيانات ولذلك نحن في تطور ومع ان العملية
الديمقراطية في طور التكوين والتقدم المتواصل لكن هناك نواقص بسبب غياب
الممارسة الديمقراطية أربعة عقود متواصلة كما ان الجدولة الزمنية ضيقة
وقصيرة جدا مثال على ذلك ان مابين الاستفتاء والانتخابات القادمة شهرين
فقط وهذه مدة قصيرة جدا تفرز نواقص ومعوقات كثيرة بوجه هذه العملية
السياسية الحساسة كما ان التواصل بين الناخب والمرشح غائب وغير معمول
به كما في الدول الأوربية او المجاورة كالكويت على سبيل المثال ، ان
التواصل المباشر بين الناخب والمرشح هو جوهر العملية الإنتخابية كما
أرى.
- كيف يتم التواصل في ظل الظروف الحالية
الصعبة للعراقيين؟
الآن عملية التواصل المباشر فيها قدر من الصعوبة لكن هناك سبل كثيرة
منها مثلا الإذاعة والتلفزيون والاعلام بصورة عامة كذلك الأنترنيت وغرف
المحادثة والموبايل لكنه يكلف مبالغ طائلة .
لكن طبيعة مجتمنا وخاصة كربلاء والظروف المادية الصعبة لاتسمح
بالتواصل من خلال الانترنيت؟
انا اختلف معك في هذا فلقد انتشر الانترنيت بشكل كبير ولا يكاد يخلو
اي بيت كربلائي منه كما انني لاحظت تعطش عند العراقيين لوسلئل الاتصال
وللتقنيلت الاتصالية الحديثة بعد حرمانهم منها طويلا وهناك اساليب
اتصال كثيرة يجب تسخيرها لصالح العملي الانتخابية من قبل الجميع
كالمفوضية او المرشحين وحتى الناخبين اذ سيتقرر مصيرهم في هذع
الانتخابات وطبيعة حياتهم لمدة اربع سنوات متواصلة.
- جامعة أهل البيت صرح علمي ممتاز وقد
أسستموه بعد عودتكم للوطن ما هي أهدافكم المتوخاة من هذه الخطوة؟
في تصوري ان العراق لا يبنى إلاّ بالعلم وقد زرت الكثير من دول
العالم عربية اسلامية اوربية ووجدت انها تعتمد اعتمادا كليا على العلم
، حتى رئيس الجمهورية لا يستطيع اتخاذ اي قرار بعيدا عن الجامعات
ومراكز البحوث والدراسات فالقرارات السياسية وغيؤرها تمر بدورة كاملة
قبل اتخاذها وللجامعات دور مهم في ذلك لذلك تقوم الجامعات في الدول
المتقدمة بدورين هما:
أولا: بناء الثروة البشرية المطلوبة لإقامة الدولة المتقدمة.
ثانيا: التدخل في صنع القرار من خلال مراكز البحوث التي تمارس دورا
استشاريا توجيهيا للحكومات .
ولذلك اسسنا جامعة اهل البيت وادخلنا الانترنيت للجامعات العراقية
لاول مرة وافاد منها الاستاذ والطالب على حد سواء ، فما اغرب ان ترى
استاذا حاملا لشهادة الدكتوراه وجاهلا لاستخدام الحاسبة وقد رأيت ذلك
بعد سقوط النظام مباشرة اما اليوم فكل شيء متاح للطالب والاستاذ
والغاية بناء وتطوير الجانب العلمي وخاصة في مدينتنا المقدسة كربلاء،
وقد افتتحنا قسما للسياحة الدينية وفقا لحاجة هذه المدينة ولتطوير
السياحة التي هي مصدر ايرادات تضاهي ايرادات النفط كما في النية انشاء
كلية صيدلة وطب وكل ما يحتاجه ابناء هذه المدينة المقدسة، لقد أسسنا
هذه الجامعة لتكون صرحا جامعيا نموذجيا يحتذى به.
- ما هي فوائد خطوة الانتخابات القادمة
للعراقيين وفق رؤيتكم للأوضاع السياسية العامة في العراق؟
في كل الاحوال ستعود بالخير علينا ولكن للأسف تجري الحملة الدعائية
لهذه الانتخابات بطريقة بدائية حيث نجد الصور والبوسترات واللافتات هي
التي تمثل الكيانات السياسية فقط وغابت برامجها السياسية وسيَّر
مرشحيها عن الناخب، ان هذا الاسلوب يعد بدائيا وفق المعايير
الديمقراطية ولكن ستفرز هذه العملية رجالا صالحين للعراق وهذه احدى اهم
فوائد الديمقراطية فمن يفشل اليوم لا انتخبه غدا ولأن مدة الأربع سنوات
طويلة فعلى الناخب ان يعطي صوته لمن هو أفضل دائما وعلينا ان نخوض هذه
التجربة بجدارة من خلال تشخيص المرشحين بشكل جيد ووضع الانسان المناسب
في المكان المناسب.
- ماهو البرنامج السياسي لقائمة الائتلاف ،
وما هي الخطوات الفعلية التي ستخدم الناخب الذي سيصوت لهذه القائمة؟
باعتقادنا ان للمرشح الذي سيحتل مقعده في مجلس النواب وظيفتان:
الأولى: مسألة تشريع القوانين وهي مهمة جدا اذ تم ترحيل قضايا مهمة الى
مجلس النواب لتعذر حلها من قبل الجمعية الوطنية ولورود فقرة (ينظم
بقانون) اكثر من 57 في الدستور العراقي المقر ولذلك هذا الامر يتطلب
تشريعات تخدم العراقيين وتهم حياتهم كقوانين التقاعد والخدمة وتعويض
الشهداء والمتضررين من قبل النظام السابق وقانون توزيع الاراضي وتسليف
الطلبة والنهوض بالتعليم والقضاء على البطالة كل هذه الامور وغيرها
تتطلب تشريعات صائبة ونحن سنقوم بذلك ان شاء الله بما يخدم العراقيين .
ثانيا: الرقابة على اجهزة ومؤسسات الدولة وادائها ازاء المواطنين ،
فهذه الخطوة مهمة جدا لانها ستقودنا للقضاء على الفساد الاداري وهذا
بدوره يقودنا الى تحقيق خدمات فعلية للمواطنين والارتفاع بدخلهم وانني
اعتقد بان القضاء على الفساد الاداري سيقضي الارهاب وسيحقق خدمات بلدية
كثيرة للمواطن .
ان الناخب عندما يعطي صوته للمرشح انما يبايعه وما على المرشح الا
ان يرد هذه البيعة بتحقيق وعوده للمواطن، واننا كقائمة إئتلاف مرشحة
لخوض الانتخابات النيابية المقبلة نتحمل مسؤولية التغيير نحو الأفضل إن
شاء الله تعالى. |