ندوة: تطالب المؤسسات الدولية والإقليمية بتبنى مشروع يتصدى للتطرف والتحريض عليه

طالبت ندوة (التطرف ولارهاب) المؤسسات الدولية والاقليمية بتبنى مشروع اعلامى شامل يتصدى للتطرف والفكر المتشدد.

ودعا المشاركون فى الندوة الى اطلاق حملة اعلامية واسعة النطاق على المستوى الدولى لمواجهة الاعلام التحريضي ومصادر التطرف والعمل على وقفها.

وكانت الندوة التي نظمها المركز الاعلامي الكويتي في لندن قد اختتمت اعمالها التى استمر ثلاثة ايام الليلة الماضية واعتبرت بمثابة مبادرة اعلامية كويتية رائدة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التى تهدد كل المجتمعات.

وشاركت صحيفة (الشرق الاوسط) فى الاعداد والتنظيم لهذه الندوة التى حضرها لفيف من الباحثين والمفكرين والخبراء والاكاديميين من دول مجلس التعاون الخليجى ومن عدة دول غربية.

واكدت الندوة ايضا فى توصياتها ضرورة اعادة النظر فى مضامين العمل الصحفى والاعلامى واستبدالها بميثاق جديد يعالج انتشار ظاهرة التطرف والارهاب والتصدى لوسائل الاعلام التى تمارس دورا تحريضيا ومدمرا.

وشدد المشاركون فى الندوة على ضرورة التصدى للمعلومات الهدامة التى تبرز على شبكة الانترنت ومعالجتها من خلال التشريعات الكفيلة باغلاق مثل هذه المواقع التى تروج للعنف والافكار المتشددة ولاسيما المواقع التى تنسب نفسها للاسلام وتقدم صورة مشوهة للدين الحنيف وللمسلمين.

ودعت الندوة الاعلام الغربي الى تبني الموضوعية والحيادية فى تناول قضايا المجتمعات الاسلامية والعربية واحترام تقاليد وعادات هذه المجتمعات.

وحثت الندوة كذلك الدول الغربية الى الانتباه الى ما يجرى فى مساحتها من ممارسات لبعض وسائل الاعلام التى تسىء الى الاسلام وتحرض على التشدد والفكر الانتحاري.

وطالب المشاركون بقيام منتدى اعلامي يشارك فيه المعنيون بالتصدى للاعلام التحريضي فى الشرق او الغرب - ومن جانبه اعرب رئيس المركز الاعلامى الكويتى هنا خالد الطراح عن ارتياحه لما توصلت اليه الندوة مشيرا الى انها كانت بمثابة "عصف فكري" عميق لكافة العوامل ذات الصلة بالتطرف والارهاب سواء كانت سياسية او اجتماعية او تعليمية او ثقافية او فكرية.

وقال الطراح فى تصريح لكونا ان الندوة كانت فرصة لقيام حوار مباشر وصريح وبناء حول مسؤوليات الافراد والمجتمعات والاجهزة الرسمية وغيرها فى العالمين العربي والغربي على السواء فيما يتعلق بالتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة.

واوضح ان مجريات الندوة ونتائجها اكدت الحاجة الى الحوار بين مختلف الاتجاهات من اجل التوصل الى الصيغة والالية الكفيلة بمنع انتشار التطرف والفكر المتشدد والعنف وقطع الطريق على بعض وسائل الاعلام ومصادر المعلومات التى تمارس دورا تخريبيا وتشجع على التطرف والارهاب.

وشارك في هذه الندوة من الكويت الى جانب وزير الاعلام النائبان في مجلس الامة الدكتور حسن جوهر والدكتور محمد البصيري والنائب السابق عبدالمحسن المدعج والباحث المختص بالتيارات الاسلامية خليل حيدر. وشهدت المناقشات عرضا واسعا لامكانيات مواجهة التطرف وخاصة التحريض الاعلامي ودور وسائل الاعلام وشبكة الانترنت في هذا الاطار واهمية الملاحقة الدولية للاعلام الذي يحرض على التطرف والارهاب.

وقال النائب الدكتور محمد البصيري في مداخلته ان من المهم "ادراك ان الجميع في خندق واحد في مواجهة التطرف والارهاب" محذرا من استخدام التيارات المتطرفة والارهابية لشبكة الانترنت وضرورة العمل على ايصال الخطاب الاسلامي المعتدل والتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد كافة المجتمعات والدول.

واعتبر مدير المركز الاعلامي الكويتي في لندن خالد الطراح من جانبه ان الاعلام التحريضي "يمارس لعبة خطيرة تهدف للتاثير على عقول الشباب وتهديد امن الشعوب والدول". وحذر الطراح من ان بعض مواقع الانترنت اصبحت بمثابة مراكز لتعليم صناعة المتفجرات وكيفية القيام بعمليات ارهابية وايضا اصدار فتاوى "يتفق الجميع على انها لا تمت بصلة الى الاسلام وتعتبر دخيلة على الدين الحنيف". - بدوره لفت الاستاذ بجامعة قطر الدكتور عبدالحميد الانصاري الى ما اسماه بالخلل في الخطاب الديني واهمية التوعية الاسلامية والبعد عن التحريض والتشدد داعيا الى ضرورة ملاحقة الاعلام التحريضي واهمية دراسة تجربة دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة التطرف. اما النائب العمالي البريطاني خالد محمود رئيس لجنة الصداقة البريطانية الكويتية في مجلس العموم فقد حذر من الاستغلال السيىء للحريات سواء في العالم الاسلامي او الغربي. وشدد النائب محمود وهو من اصول باكستانية على ضرورة تثقيف وتوعية الشباب المسلم للابتعاد عن الفكر التحريضي الذي يؤدي في النهاية لوقوع اعمال ارهابية. وكان اليوم الثاني للندوة امس قد شهد نقاشات واسعة حول اهمية التعليم ومفهوم المواطنة والافتقاد الى خطاب ديني بتسم بالمرونة والوسطية. واستهدفت الندوة استعراض كيفية مواجهة الارهاب والتوصل الى توصيات من شأنها الحد من التطرف وشهدت مداخلات كذلك حول اهمية الديمقراطية والاصلاح السياسي والاجتماعي لمعالجة الجذور التي ادت الى نشوء ظاهرة الارهاب الذي يدعي العمل تحت راية الاسلام. وكان وزير الاعلام الدكتور انس الرشيد قد افتتح الندوة امس الاول بكلمة شدد فيها على اهمية تضافر الجهود الدولية لمكافحة الارهاب والتطرف. وطالب الوزير الرشيد بحشد الامكانات ووضع استراتيجيات لمكافحة الارهاب والتطرف مع التحرك الفعال على المستوى الدولي من خلال الامم المتحدة لانجاح الجهود الوطنية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء22/تشرين الثاني/2005 -  19/شوال/1426