المتعصبون يساهمون في إذكاء التوتر بين المسلمين والمسيحيين

قال كردينال كاثوليكي بارز يوم الاربعاء ان المبشرين المتعصبين يساهمون في اذكاء التوتر بين المسيحيين والمسلمين وفيما بين أتباع عقيدتهم مما يخلق نزاعات محتملة يتعين على الزعماء الدينيين نزع فتيلها على نحو عاجل.

وقال كريستوف شوينبورن كردينال فيينا ان أكبر ديانتين في العالم انتشرتا عن طريق مبشرين كانوا في السابق متعصبين في نشر معتقداتهم في أنحاء العالم.

ولكنه استدرك الى القول انه في عالم اليوم القائم على التعددية يرفض أناس كثيرون الدين لانهم يرون ان العمل التبشيري ينطوي على التعصب ويمكن أن يثير الانقسام. وأضاف انه يتعين على الزعماء الدينيين ايجاد سبيل لنشر معتقداتهم بصورة سلمية أكثر.

وتابع شوينبورن المقرب من البابا بندكت الذي يتحدث غالبا بشأن القضايا الرئيسية التي تواجه الكنيسة الكاثوليكية "العمل التبشيري دلالة على حيوية هذه الاديان ولكنه ينطوي على احتمال كبير لإثارة النزاع."

وقال "قضية التبشير تلعب دورا لا يوصف ولكنه حاسم" في العلاقة بين المسيحية والاسلام.

وأضاف متسائلا "هل سيكون بوسعنا الجمع بين حيوية العمل التبشيري وهو جزء رئيسي من دياناتنا مع احترام معتقدات الاخرين والحرية الدينية والتسامح.."

كما دعا مفتي الجمهورية السورية أحمد بدر حسون أيضا الى فهم أفضل بين المسلمين والمسيحيين ودفع بأن اتباع الديانتين في حاجة لتوحيد صفوفهم في مواجهة المتشددين الدينيين الذين يستخدمون العنف.

وقال حسون ان العالم أمامه عشر سنوات لتحقيق السلام الروحي واذا فشل في ذلك فان هناك مخاوف من ظهور ماركس ولينين من جديد. واضاف ان مثل هؤلاء سيغلقون المساجد والكنائس والمعابد ويقولون انهم هم الذين ينشرون السلام وليس أتباع الديانات.

وتحدث شوينبورن وحسون في ختام المؤتمر الذي رعته النمسا استعدادا لتوليها رئاسة الاتحاد الاوروبي في يناير كانون الثاني المقبل لمدة ستة أشهر. وفيينا أكبر منتقد من بين دول الاتحاد الاوروبي لمحاولة تركيا ذات الاغلبية المسلمة للانضمام الى الاتحاد.

وقد أدى التعصب التبشيري والدعوي الى فترات مثيرة لاكبر قدر من الجدل في تاريخ الديانتين الاسلامية والمسيحية. ويتهم منتقدون المسيحيين بدعم الامبريالية من خلال عمل البعثات التبشيرية في الحقبة الاستعمارية كما يتهمون المسلمين بنشر الاسلام بحد السيف.

وابلغ شوينبورن في وقت لاحق رويترز بأن الكنيسة ليست لديها خطط محددة لفتح حوار قريبا مع القيادات الاسلامية بشأن البعثات التبشيرية ولكنه قال "هذه قضية يتعين علينا أن نبحثها."

وقال الكردينال ان الانتشار السريع للاسلام في افريقيا الذي أدى في بعض الاحيان الى نشوب نزاعات يثير قلق كثير من المسيحيين.

كما يذكي التعصب التبشيري أيضا التوتر داخل الديانات ذاتها. وقال الكردينال شوينبورن "في أمريكا اللاتينية تشعر الكنيسة الكاثوليكية بقلق بالغ بشأن التقدم السريع للجماعات المسيحية المتشددة وخاصة من الولايات المتحدة في جذب ملايين من الكاثوليك.

وتتسبب محاولات بعض الجماعات والطوائف داخل الديانة الواحدة في جذب أتباع الطائفة الاخرى الى اثارة التوتر في كل من المسيحية والاسلام.

وقال شوينبورن وهو يشير الى ما يقوم به المسلمون المتشددون في اندونيسيا من جذب الانصار اليهم انه في الاسلام يقوم ما يسمى بالاصوليين بتغيير الوضع الاجتماعي ودفع المتدينين الى التشدد.

ويتبادل الكاثوليك والارثوذكس الاتهامات عادة بمحاولة كل طائفة جذب أتباع الطائفة الاخرى.

وقال شوينبورن انه اذا كانت اي من الديانتين لا يمكنها أن تكف عن سعيها لنشر معتقداتها الا أنه "يعين علينا أن ندرك أن حيوية العمل التبشيري في ديانتينا يمثل سببا لدى كثير من الناس لرفض الديانات."

وأضاف "انهم يرون فيها احتمالا كبيرا للتعصب والنزاع."

شبكة النبأ المعلوماتية -السبت 19/تشرين الثاني/2005 -  16/شوال/1426