
قالت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية في بيان لها انها تتابع
باهتمام بالغ، تحرك الجامعة العربية الحالي في العراق.
واضاف البيان: إننا في الوقت الذي نرحب بكل تحرك ايجابي يأتي من
قبل أشقاء وأصدقاء الشعب العراقي، لمساعدتهم في طي الخطوات المطلوبة
لإكمال بناء العراق الجديد القائم على أسس المساواة والعدالة والحرية
والكرامة ومبدأ تكافؤ الفرص والتداول السلمي للسلطة من خلال صندوق
الاقتراع، نود أن نثبت الملاحظات الهامة التالية، بشأن ما يطلق عليه
اليوم، مبادرة الجامعة العربية؛
أولا:
إن التسمية تدل على معانيها، ولذلك ينبغي أولا، تغيير تسمية هذا
التحرك إلى ما ينسجم والواقع العراقي الجديد، فتسميات مثل (المصالحة)
تحمل في طياتها الكثير من الشكوك وتثير الريبة لدى المواطن العراقي،
خاصة وان الجامعة متهمة من قبله بالعلاقة الحميمة مع النظام البائد،
على حساب مصالحه الوطنية الاستراتيجية.
إن من المناسب تسمية هذا التحرك، بـ(الإجماع الوطني) فهو أقرب
إلى الحقيقة من أية تسمية أخرى، لأنه بات يعبر عن الواقع الفعلي، خاصة
بعد المشاركة المليونية في عملية الاستفتاء على الدستور الدائم منتصف
الشهر الماضي، من قبل مختلف شرائح المجتمع العراقي، بما فيها الشريحة
التي غابت عن الانتخابات العامة الماضية.
ثانيا:
إذا أرادت الجامعة العربية أن تكسب ثقة العراقيين، عليها أن
تبادر فورا إلى ما يلي؛
- إدانة عهد النظام الشمولي البائد، وسياساته القمعية، وتخص
بالذكر إدانة جرائم المقابر الجماعية والأنفال وحلبجة وحروبه العبثية.
عليها أن تعلن عن فك الارتباط معه نفسيا وروحيا.
- إدانة العنف والإرهاب الذي لا زال يحصد بأرواح الأبرياء من
الشعب العراقي، وإسقاط لفظة(المقاومة) من على لسان وفود الجامعة التي
تذهب إلى العراق بزيارات مكوكية، فان مثل ذلك يحرض على العنف والإرهاب،
ما يهدد جهودها بالفشل الذريع مسبقا.
- الاعتراف بشكل واضح وصريح بالعملية السياسية الجديدة التي
يشهدها العراق، والتسليم بالواقع والمتغيرات الجديدة، التي تقوم على
أساس الشراكة الحقيقية بين مختلف مكونات الشعب العراقي.
ثالثا:
إن أي مؤتمر عام تخطط له الجامعة، والذي سيكون دورها فيه عاملا
مساعدا فقط، وليس جزءا منه، يجب أن ينعقد في العاصمة العراقية بغداد،
ولا داعي لعقده خارج العراق أبدا، فان ذلك ينتقص من سيادة العراق
وإرادة أهله، كما يلزم أن لا يكافئ أيتام النظام والإرهابيين الملطخة
أيديهم بدماء العراقيين، بدعوتهم لحضوره، إذ ليس المطلوب منه تسويق
أمثال هؤلاء، وإنما تكريس الإجماع الوطني في العملية السياسية، ومن
الواضح فان أيتام النظام والإرهابيين، ليسوا جزءا من ذلك، أبدا.
كما يلزم أن يكون واضح المعالم والأهداف، وعلنيا وشفافا،
فالعراقيون يخشون من المؤتمرات السرية التي يراد منها إعادة أيتام
النظام الشمولي البائد في جنح الليل البهيم.
وختم البيان بالقول: نتمنى على الشعب العراقي، أن يأخذ حذره من
التحركات المشبوهة التي تسعى لإعادة العراق إلى سابق عهده بصورة أو
بأخرى، وبمسميات براقة، وعليهم أن يكونوا نبهين وواعين، من أجل أن لا
تتكرر تجارب الماضي المرير، ومن أجل أن يمسكوا بتلابيب الواقع بكل قوة،
حتى لا يدبر أمر بليل، بأي شكل من الأشكال.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يسدد خطا الشعب العراقي، من أجل
إكمال العملية السياسية الجديدة، ومن الله تعالى يستمد الجميع التوفيق
والسداد. |