رمضان يسهم في نمو سوق إسلامية في فرنسا

 في الممر الرئيسي بجوار أقلام الرصاص الملونة ولعب الاطفال وضع متجر فرنسي ارففا تعرض نسخا من القرآن الكريم ومجموعات من الادعية الاسلامية وكتبا تشرح الدين الاسلامي للاطفال.

وعلى بعد خطوات نصب نموذج لخيمة بدوية اجتذبت زبائن يشترون فاكهة مجففة وعلب الكسكس وشرائح مختلفة من اللحوم الفرنسية اعدت وفقا للشريعة الاسلامية.

وفي الاذاعة الداخلية للمتجر المترامي الاطراف اعلن عن "عروض اليوم الخاصة من تمر نقل جوا من الجزائر مباشرة بمناسبة رمضان."

وقال رجال اعمال فرنسيون ان شهر رمضان الذي انتهى في الاسبوع الماضي كان بداية مرحلة جديدة نحو ظهور "سوق اسلامية" اساسية لنحو خمسة ملايين مسلم في فرنسا يمثلون اكبر جالية اسلامية في اوروبا.

ولاول مرة باعت المتاجر الضخمة الرئيسية في البلاد نسخا من القرآن وقدمت سلاسل مطاعم الوجبات السريعة اطباق افطار خاصة في المساء واذاعت محطات موسيقية عربية امسيات رمضانية خاصة.

وقال منصور منصور الناشر المسلم الذي حصل على كشك لبيع الكتب في واحد من اكثر الاقسام ازدحاما في متجر كارفور في ضاحية سان دينيس شمالي باريس "لا تزال هذه السوق في مرحلة الميلاد."

واضاف "نريد ان نحتفل برمضان كما يحتفل الفرنسيون بعيد الميلاد."

كما بدات محطة بور اف.ام الاذاعية في باريس وهي موجهة للشباب الفرنسي من أصل عربي تقديم برامج خاصة لشهر رمضان لاول مرة هذا العام وحلت تلاوات قرانية ونصائح خاصة بالطهي ومناقشات مسائية بين مفكرين اسلاميين محل البرامج الموسيقية المعتادة.

كما أوحي الصيام وهو من اكثر الشعائر الاسلامية التي يلتزم بها مسلمو فرنسا لسلاسل مطاعم الوجبات السريعة الامريكية بتقديم وجبات مسائية خاصة ووضعت لافتات باللغة العربية والفرنسية تقول للعملاء "رمضان كريم."

وبدأ تدفق عمال من شمال افريقيا على فرنسا منذ عقود وتمثل الجالية الاسلامية في فرنسا حاليا ما يصل الى ثمانية بالمئة من السكان ولكنها كانت فقيرة جدا ومتفرقة الى حد كبير حتى ان متاجر التجزئة في فرنسا لم تعتقد انها سوق جديرة بكثير من الاهتمام.

وتركزت السوق الاسلامية على الذبح الحلال ومتاجر الكتب العربية وبائعي الحجاب ووكلاء سفر يحجزون رحلات الى تركيا أو الجزائر.

ومع ظهور اجيال تالية من مسلمين ولدوا في فرنسا ويفخرون بجذورهم بدأت احتياجاتهم الاستهلاكية الخاصة تجذب اهتمام التجار.

وقال ايمانول جاسيا مدير قسم في متجر كارفور في سان دينيس يبيع كتب منصور الاسلامية ان الزبائن من الضاحية التي تقطنها أغلبية من العرب والسود بدأوا يسألون عن القرآن قبل ثلاثة اعوام وانه أتى بنسخ منه ليرى حجم الاقبال عليها.

وقال فيما تتصفح فتاة محجبة نسخ القرآن وكتب طهي جزائرية على ارفف قريبة" كنا نحن الوحيدين الذين نعرضه آنذاك وانتقل النبأ من شخص لاخر والان يباع في متاجرنا الضخمة لاخرى وفي المتاجر المنافسة الاخرى.

"نبيع القران باللغة العربية لاول مرة هذا العام. اكثر الكتب مبيعا كتيب يتضمن اهم الادعية."

وأضاف "نبيع مابين 100 و120 كتابا اسلاميا اسبوعيا وهذا معدل طيب جدا. مستوى المبيعات الجيد يتراوح بين 50 و60 كتابا. بعنا 50 نسخة فقط من كتاب هاري بوتر في الاسبوع الاول ثم انخفض بسرعة كبيرة الى ما بين 10 و20."

واحتاج تقبل بيع القران في المتاجر الضخمة بعض الوقت.

وقال جاسيا متذكرا جهوده الاولى لبيع القران قبل ثلاثة اعوام "عارض البعض لصق بطاقة السعر على القرآن واشتكى اخرون من قيام فتيات بوضعه على الارفف... ساعد هذا العام الاول الناس على اعتياد شراء القرآن من متاجر ضخمة. هدأت الشكوي في العام التالي ولم ترد تعليقات هذا العام."

وفي متجر آخر احتج مسلمون على ان بيع القرآن في قسم الفاكهة والخضروات قد يؤدي لاتساخه وقام المدير المحلي بتغليفه لرغبته في مواصلة عرضه للبيع.

وعلق منصور قائلا "كان مسلما ويفهم المشكلة. ربما كان يقول مدير فرنسي بكل بساطة (تخلصوا منها)."

وبالاجمال فقد وضع منصور كتبا في نحو 60 متجرا ضخما في جميع أنحاء فرنسا واغلبها في ضواحي المدن الكبرى حيث يقيم معظم المسلمين كما يبيع كتبا باللغة الفرنسية لكبار باعة الكتب.

الا ان اكبر سوق اسلامية في فرنسا هي تجارة اللحوم التي تذبح وفق الشريعة الاسلامية ويقدر مسؤولون حجمها بحوالى ثلاثة ملايين يورو (3.62 مليون دولار سنويا) ولكن لا توجد سيطرة على تطابق اللحوم التي تباع تحت مسمى حلال مع الشروط الشرعية فعليا.

وفي مارس اذار الماضي قال عبد القادر عربي امين لجنة الذبح الحلال في المجلس الاسلامي في فرنسا "اكتشفنا ان نسبة 20 بالمئة فقط من اللحوم المباعة تحت اسم حلال ذبحت بالفعل تحت رقابة جديرة بهذا الاسم."

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 11/تشرين الثاني/2005 -  8/شوال/1426