لبناني يمتلك 600 ألف كتاب 

يسير اللبناني العجوز عبده مرتضى حسيني (87 عاما) منحنيا على عكاز في منزله الذي امتلات ممراته وغرفه وجدرانه بنحو 600 الف كتاب جمعها منذ نعومة أظافره على مدار حياته المديدة.

وتتضمن مكتبة حسيني طبعات قديمة وحديثة من كتب في مجالات معرفية متعددة بالاضافة الى مجموعة كبيرة من الصحف القديمة التي يعود تاريخها الى ثلاثينات القرن الماضي.

وبدأ حسيني جمع كتبه في عمر السابعة عندما حصل على عدد من الكتب خاصة بالجيش العثماني الذي انسحب من بعلبك عام 1918.

وقال حسيني "المكتبة بلشتها من كان عمري سبع سنوات من الاتراك تركوا بعلبك وصاروا يطلعوا فانا صرت الم كتب من بيوت الضباط الاتراك في بعلبك سنة 1918 ولميت كتب وجرايد باللغة التركية ثم بديت ازور البيوت ولميت الكتب التركية من البيوت."

ويقول حسيني انه ولد مفطورا على حب الكتب والتهام أي صحيفة او وثيقة تقع عليها عيناه. وتحول هذا الحب الى جمع وحفظ الكتب.

وعمل حسيني مدرسا لمدة 50 عاما في سهل البقاع ولكنه كان يزور في هذه الفترة ايضا الناس في المنطقة ويطلب منهم ان يعطوه الكتب التي هم في غنى عنها.

لكن ولعه بالكتب كلفه كثيرا. فتعلقه بالكتب أفقره تقريبا لانه لم يكن ثريا.

ويشعر حسيني بالغني الثقافي والذهني رغم فقره. وفي مرحلة من حياته كان يتبادل الكتب مع قراء في انحاء العالم حتى لو كانوا في الصين.

ويحلم حسيني الذي يحمل أربع شهادات في التاريخ والآداب والفلسفة وعلم الاجتماع بأن تحول السلطات اللبنانية مكتبته الخاصة الى مكتبة عامة. لكن جهوده الى الان ذهبت سدى كقبض الريح.

وقال حسيني "اتصلت بعشرات النواب عشرات الوزراء ما يردون ما حد يهتم."

واضطر حسيني الى نقل عدد كبير من الكتب الى منزل جديد عندما ضاق البيت القديم بها.

ويأتي تلاميذ حسيني اليه يلتمسون العون وينهلون المعرفة من خبير واسع الاطلاع والثقافة.

ويقول جهاد وهو أحد ابناء حسيني ويعمل رساما انه مدين بخلفيته الثقافية لمكتبة والده ويقول انه يأمل ان يتحقق حلم والده بأن تتحول هذه المكتبة الى مكتبة عامة.

ويقضي حسيني الان ايامه في قراءة الصحف والبحث عن مطبوعات جديدة قد يضيفها الى مكتبته الضخمة.

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 11/تشرين الثاني/2005 -  8/شوال/1426