الانتقال الصعب بين عالمي الواقع والافتراض في رواية رقمية

تعكس الرواية الرقمية التي صدرت مؤخرا بعنوان "شات" التمكن من تقنية متطورة وخصوصا من حيث استخدام المؤثرات السمعية والبصرية لتصوير الانتقال الصعب من النطاق الانساني الواقعي الى عالم رقمي افتراضي يتيح الانفلات من واقع مرير.

يلجأ كاتب الرواية الاردني محمد سناجلة الى شاشة الكمبيوتر وشبكة الانترنت بدلا من دور النشر ناقلا معه "خبرة" اكتسبها في العالم الرقمي منذ صدور روايته الاولى "ظلال الواحد" قبل اربعة اعوام.

وقال سناجلة الذي اسس اتحاد كتاب الانترنت العرب في اذار/مارس 2005 لوكالة فرانس برس ان "شات هي اول رواية رقمية تفاعلية في العالم العربي تجسد مهارات اكتسبتها على المستوى التقني بغية اخراجها بشكل متكامل".

واشار الطبيب الاخصائي (37 عاما) في الصحة البيئية الى "تطور الاسلوب اللغوي والابداعي التقليدي كما ان الاخراج الفني للرواية والذي استغرق فترة شهرين كاملين مشابه للاخراج الفني في عالم السينما".

تبدأ الرواية بغلاف رقمي بصري تتساقط فيه الارقام من اعلى الشاشة الى اسفلها قبل ان يظهر عنوانها "شات" في منتصف الشاشة. كما ان المؤلف يستخدم برنامج "فلاش ماكروميديا" في الرواية المكونة من 13 فصلا. وتجمع الرواية بين الحديث والصورة والصوت والمشهد المتحرك فضلا عن الالوان.

والمشهد الاول من الرواية هو صفحة سوداء حالكة قبل ان تتضح الرؤية مع بزوغ الشمس على صحراء شاسعة تتحرك رمالها مع صوت الريح وذلك تصويرا لحياة بطل الرواية في عالم الواقع.

والجديد في الامر هو استخدام التقنيات الرقمية المختلفة ومؤثرات الوسائط المتعددة (مالتي ميديا) من صورة وصوت وحركة وفن الغرافيك في تقديم رواية رقمية بصرية لا سابق لها في الرواية العربية وبشكل يستطيع التعبير عن معطيات العصر الرقمي.

تجري احداث الرواية في العالمين الحقيقي والافتراضي راصدة تحولات الانسان الواقعي الى وضعه الجديد كانسان رقمي افتراضي يعيش تجليات المجتمع الرقمي بمختلف ابعادها.

وتستهل "شات" مجرياتها في العالم الواقعي في صحراء سلطنة عمان حيث يعمل بطل الرواية في احدى الشركات المتعددة الجنسيات. وتصور لنا عبر حركة الرمال والكثبان وصوت ريح الصحراء وليلها الطويل القاسي جدب المكان ووحدة الانسان القاتلة.

وبعد ذلك نصل الى العالم الافتراضي بانتقال البطل من العالم الواقعي الى "كينونته الرقمية". وتعزز حركة الانتقال هذه خلفية بصرية للمشاهد هي عبارة عن لوحات جميلة مصحوبة بموسيقى يعلو صوتها تدريجيا للتعبير عن الوجود الافتراضي البديل للصحراء والقحط وحركة الرمال وصفير الريح.

ويبرر سناجلة استخدام مقاطع من افلام سينمائية مثل "اميركان بيوتي" و"ذي ماتريكس" بقوله ان "الكلمة في لغة رواية الواقعية الرقمية تشكل جزءا من كل. وفضلا عن الكلمات يجب ان نكتب بالصورة والصوت والمشهد السينمائي والحركة".

واضاف "انها مناخ جديد من الكتابة والقراءة يواكب العصر الالكتروني" مشيرا الى ان روايته الالكترونية الاولى "ظلال الواحد" كانت باكورة عالمه الرقمي غير المكتمل في حين ان "شات" عملت على تعزيز "تجربتي واضافت اليها ابعادا جديدة بفضل اكتمال الادوات التقنية".

وبالامكان قراءة الرواية على موقع اتحاد كتاب الانترنت العرب.

شبكة النبأ المعلوماتية -الإثنين 7/تشرين الثاني/2005 -  4/شوال/1426