فضيحة في الهند بسبب برنامج النفط مقابل الغذاء

قالت الهند انها قلقة بشدة إزاء "اشارات لم يتم التحقق من صحتها" في تقرير للامم المتحدة قال ان حزب المؤتمر الحاكم ووزير خارجية البلاد تلقيا خدمات من الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

وهاجمت أحزاب المعارضة بشدة حزب المؤتمر الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء مانموهان سينغ والذي يقود الائتلاف الحاكم بعد أن نشر التقرير في الاسبوع الماضي.

وذكر التقرير الذي وضعته لجنة التحقيق المستقلة التي شكلتها الامم المتحدة بزعامة بول فولكر الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي ان ساسة في عدة دول قدمت لهم صكوك نفط يمكن بيعها مقابل عمولة لمساعدة الزعيم العراقي في طلب رفع العقوبات التي كانت تفرضها الامم المتحدة على العراق.

وكان حزب المؤتمر ووزير الخارجية الهندي ناتوار سينغ مدرجين على القائمة. ونفى كلاهما ارتكاب أي مخالفات. وقال ناتوار سينغ انها محاولة لاستهداف المعارضين للحرب التي تقودها الولايات المتحدة في العراق.

وقال مكتب رئيس الوزراء في بيان "الحكومة قلقة للغاية ازاء الاشارات التي لم يتم التحقق من صحتها في تقرير لجنة فولكر عن حزب المؤتمر... وناتوار سينغ."

وأضاف "تقرير لجنة فولكر بحالته تلك اليوم غير كافية للوصول الى أي خلاصة سلبية أو قاطعة."

وتابع "بالتالي فإن الحكومة عازمة على الوصول الى جذور القضية والتوصل الى الحقيقة أو الى أصل تلك التلميحات. القضية رهن البحث الجاد... وسيعلن قرار قريبا."

وكان برنامج النفط مقابل الغذاء الذي بدأ عام 1996 وانتهى بغزو العراق عام 2003 يهدف الى التخفيف من أثر عقوبات الامم المتحدة على العراقيين والتي فرضت عندما غزت القوات العراقية الكويت عام 1990.

وبموجب البرنامج سمح للعراق بيع النفط مقابل الحصول على الغداء والدواء والكثير من البضائع الضرورية.

كما قال تقرير الامم المتحدة ان نحو 2200 شركة دفعت مبالغ بشكل غير مشروع بلغ اجمالي قيمتها 1.8 مليار دولار الى حكومة صدام في اطار البرنامج.

وطالبت جماعات هندية معارضة يتقدمها حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي مرارا بعزل ناتوار سينغ.

وقال وزير الخارجية الهندي ناتوار سينغ انه سيقاتل بقوة للبقاء في منصبه بعدما قال تقرير للامم المتحدة انه وحزب المؤتمر الحاكم حصلا على امتيازات من صدام حسين.

ونفى ناتوار سينغ صحة المزاعم ورفض طلبا من المعارضة القومية بترك منصبه كوزير للخارجية بعدما ورد اسمه في التقرير.

وقال سينغ البالغ من العمر 74 عاما وهو ايضا زعيم كبير لحزب المؤتمر الذي يرأس الائتلاف الاتحادي المائل لليسار في الهند "انا ارفضه (التقرير).. نيابة عن حزب المؤتمر وكوزير لخارجية الهند."

وردا على سؤال لقناة ان.دي.تي.في التلفزيونية في مقابلة اذيعت يوم السبت عما اذا كان سيستقيل قال سينغ "بالتأكيد لا."

وكان حزب المؤتمر وسينغ على القائمة لكنهما نفيا ارتكاب اي مخالفات وقالا ان فولكر لم يتصل بهما.

وقال سينغ في المقابلة التلفزيونية "نعتبر ذلك امرا شنيعا."

واضاف "انا لا أعرف حتى كيف اشتري النفط."

وقاد سينغ بحماس مسعى الهند لتصبح عضوا دائما في مجلس الامن الدولي.

وساند حزب المؤتمر وزير خارجيته وقال الاسبوع الماضي انه سيرسل اخطارا قانونيا الى الامم المتحدة.

لكن وسائل الاعلام الهندية نقلت اليوم عن فولكر قوله في نيويورك ان كل من وردت اسماؤهم في التقرير منحوا فرصة لتوضيح موقفهم.

ويتزايد الضغط على سينغ وحزب المؤتمر.

وشارك مئات من مؤيدي حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي وهو حزب المعارضة الرئيسي في مظاهرة صاخبة وهتفوا "ناتوار سينغ لص" و"يجب ان يستقيل".

ووقعت مصادمات بين افراد شرطة يحملون عصيا من الخيزران مع نشطاء بهاراتيا جاناتا بعدما اقتحم بعضهم حواجز اقامتها الشرطة في وسط المدينة وكانوا يحملون لافتات كتب عليها "العار عليك يا ناتوار".

واحرق المتظاهرون دمية من الورق والخيزران للوزير وضربوا بقاياها بالنعال. واحتجزت الشرطة بعضهم لفترة قصيرة.

وقال حزب بهاراتيا جاناتا انه سيجتمع مع الرئيس عبد الكلام يوم الاثنين للمطالبة بابعاد سينغ من الوزارة.

ويدعم رئيس الوزراء مانموهان سينغ وزير خارجيته. وقال مكتبه ان تقرير فولكر ليس كافيا لوصول الى اي استنتاج "مغاير او سلبي".

لكن احد الاحزاب الشيوعية الهندية والتي تقدم دعما خارجيا مهما لائتلاف حزب المؤتمر قال انه يريد اجراء تحقيق.

وانتقدت وسائل الاعلام تهديد حزب المؤتمر باتخاذ اجراء قانوني ضد الامم المتحدة.

وقالت صحيفة انديان اكسبريس في افتتاحية "نحن نجادل هنا من اجل حقنا في مقعد بمجلس الامن التابع للامم المتحدة ونرفض الان بفظاظة الاعتراف بمصداقية عملية تحمل ترخيصا من الامم المتحدة."

وذكرت الصحيفة حزب المؤتمر بأن تشريعات الامم المتحدة تعطي المنظمة الدولية حصانة ضد الاجراءات القضائية.

ويشعر ناتوار سينغ بالحرج بسبب تهديد حزبه باتخاذ اجراء قانوني.

وقال "لم يكن ينبغي ان يقال ذلك." لكنه اضاف ان سفير الهند لدى المنظمة الدولية يسعى للحصول على ايضاحات من الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ومن فولكر.

شبكة النبأ المعلوماتية -الأحد 6/تشرين الثاني/2005 -  3/شوال/1426