الرئيس الإيراني مصر تصريحاته بشأن إسرائيل ويواجه عاصفة غربية

أشار الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي هتف له ألوف المؤيدين يوم الجمعة الى انه باق على دعوته الى محو اسرائيل من الخارطة في الوقت الذي سعت فيه وزارة الخارجية الايرانية لنزع فتيل أزمة دبلوماسية.

وقالت اسرائيل انها ستطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة بشأن التصريحات التي أثارت تنديدا من الغرب ومن روسيا حليفة طهران.

وانطلق الايرانيون من تسع نقاط في العاصمة الايرانية في مظاهرة حضرها بعض من كبار المسؤولين الايرانيين وهم يرددون "الموت لاسرائيل" و"الموت لامريكا". واحرق بعض المتظاهرين علمي اسرائيل وامريكا وداسوا عليهما.

وسار احمدي نجاد لمسافة قصيرة وسط الحشد الذي تظاهر تأييدا لتصريحاته بأن العالم الاسلامي لا يمكن ان يتسامح بشان وجود دولة يهودية في قلب اراضيه. وقال ان تنديد الغرب لا قيمة له.

وقال احمدي نجاد لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية "كلماتي كانت كلمات الامة الايرانية."

واضاف "الغربيون أحرار في تعليقاتهم لكن ردود فعلهم باطلة."

ولم تعترف الجمهورية الاسلامية قط بحق اسرائيل في الوجود. وتنفي طهران قيامها بتدريب وتسليح جماعات نشطاء فلسطينيين عازمين على تدمير اسرائيل وتقول انها تقدم لها دعما معنويا فقط.

لكن السفارة الايرانية في موسكو سعت الى تخفيف تاثير تصريحات احمدي نجاد الذي كان رئيسا لبلدية طهران واوصله التاييد القوي من الفقراء المتدينين الى السلطة في العام الماضي. وهو رجل صريح ذو خبرة دبلوماسية محدودة.

وقالت السفارة الايرانية في موسكو في بيان في أول رد فعل رسمي على الانتقادات القوية من الاتحاد الاوروبي وروسيا ودول اخرى ان "السيد أحمدي نجاد لم تكن لديه أي نية للتحدث بهذه اللهجة الشديدة والدخول في صراع."

وقالت "من الواضح تماما انه في تلك التصريحات أكد السيد أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الموقف الاساسي لايران استنادا الى ضرورة اجراء انتخابات حرة في الاراضي المحتلة."

وتضم موسكو واحدة من السفارات الرئيسية لايران والتي استخدمتها طهران في السابق في اصدار تصريحات بشأن الكثير من موضوعات السياسة الخارجية.

ووضعت روسيا التي ترى ايران حليفا رئيسيا في الشرق الاوسط نفسها في موضع حلقة اتصال حيوية بين الجمهورية الاسلامية والغرب في الخلافات الرئيسية خصوصا بشان برنامج الطاقة النووية الايراني الذي يشتبه الغرب في انه يمكن ان يكون ستارا يخفي خططا لانتاج اسلحة ذرية.

ودافعت روسيا منذ فترة طويلة عن حق ايران في تطوير مشروعات ذرية سلمية وتتعاون في بناء منشأة للطاقة النووية في ايران.

وقال محللون ووسائل اعلام في روسيا ان تصريحات أحمدي نجاد هزت بشدة تصميم موسكو على حماية حليفتها طهران من احالة محتملة بسبب برنامجها النووي الى مجلس الامن الدولي حيث تتمتع روسيا وهي عضو دائم في المجلس بحق النقض (الفيتو).

وهون مسؤولون ومحللون في طهران من شأن تصريحات احمدي نجاد وهو عضو سابق في الحرس الثوري المتشدد.

وقالوا ان التصريحات ليست علامة على بداية موقف جديد اكثر عدوانية تجاه اسرائيل وان طهران لا تسعى لمواجهة مع الغرب.

ونظم المظاهرات التي سارت أيضا في مناطق أخرى من ايران اسلاميون متشددون في ذكرى "يوم القدس" والذي تحتفل به الجمهورية الاسلامية الايرانية في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان.

وشارك في المظاهرة جنود وموظفون في الحكومة ونساء.

وقال محمد مرضائي (25 عاما) وهو متطوع في ميليشيا الباسيج المعنية بفرض تطبيق القيود الاجتماعية "أحمدي نجاد يتحدث باسم كل الايرانيين. نحن مستعدون للموت من اجل فلسطين."

وكان سفير اسرائيل في الامم المتحدة دان غيلرمان سلم الخميس الامم المتحدة طلبا بطرد ايران من المنظمة الدولية اعدته حكومته بعد تصريحات الرئيس الايراني.

وقال غيلرمان في رسالة وجهها الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ورئيس مجلس الامن المندوب الروماني مينيا موتوك ان "اي دولة عضو تدعو الى العنف والدمار كما فعل امس الرئيس الايراني لا تستحق مقعدا في هذه المنظمة المتحضرة الامم المتحدة".

ونقل السفير الاسرائيلي في رسالته التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها التصريح الذي صدر عن رئيس الحكومة ارييل شارون الذي اكد ان "دولة تدعو الى القضاء على شعوب اخرى لا يمكن ان تكون عضوا في الامم المتحدة".

واضاف السفير الاسرائيلي ان "التصريح الخبيث (للرئيس الايراني) يتطلب ردا حازما وقويا من المجموعة الدولية". ورأى ان "قيام رئيس بلد عضو في الامم المتحدة بالدعوة الى تدمير دولة اخرى عضو فيها امر يثير الاشمئزاز وهذا التصريح الفاضح يتنافى مع جهود المجموعة الدولية لاحلال السلام والامن في الشرق الاوسط واستخلاص العبر الرهيبة من الحرب".

وقد قال الامين العام للامم المتحدة الخميس ان تصريحات احمدي نجاد "صدمته". وقال بيان للمتحدث باسمه ان "الامين العام صدم لدى قراءة الملاحظات المتعلقة باسرائيل المنسوبة الى محمود احمدي نجاد".

ووجه وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم رسائل الى نظرائه في العالم طالبا منهم التحرك "لوقف تحريض ايران ضد اسرائيل" كما ذكر مكتبه.

وعملت السفارة الايرانية في باريس على التقليل من اهمية التصريحات التي ادلى بها الرئيس الايراني وقالت ان محمود احمدي نجاد لم يقل سوى ان الصهيونية "محكوم عليها بالزوال" موضحة ان ايران "لا تضمر اي عداء" لليهود.

الا ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الخميس في هامبتون كورت اعلن حيث تعقد القمة الاوروبية انه سيتم التعامل مع ايران "كتهديد حقيقي" للامن اذا استمرت في اتباع سياسة تعكس ارادتها "بشطب اسرائيل من الخريطة". وقال بلير في مؤتمر صحافي في ختام القمة "اذا استمر (الايرانيون) في هذا النهج فان الناس سيعتقدون انهم تهديد حقيقي للاستقرار والامن عموما".

واعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك الخميس ان التصريحات الاخيرة للرئيس الايراني حول اسرائيل "غير معقولة على الاطلاق وغير مسؤولة" مضيفا انها "تجر على بلاده مخاطر جعلها دولة منبوذة بين الامم".

وقال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي اثر القمة "لقد صدمت بشدة لتصريحات الرئيس الايراني فهي غير معقولة على الاطلاق وغير مسؤولة" مضيفا انها "ستجر على بلاده خطر جعلها منبوذة من الامم".

كما انتقدت وزيرة الخارجية النمساوية اورسولا بلاسنيك بشدة تصريحات الرئيس الايراني واستدعت الى الوزارة القائم بالاعمال الايراني في فيينا كما جاء في بيان للوزارة اضاف ان "هذه التصريحات غير مقبولة على الاطلاق ويجب الا يشكك احد في حق اسرائيل في الوجود".

ودعا العديد من النواب الاميركيين الخميس الى اتخاذ "تدابير شديدة" بحق ايران وقال السناتور الديموقراطي جون كيري المرشح السابق للرئاسة ان هذه التصريحات "تتجاوز سقف المقبول".

من جهتها انتقدت روسيا تصريحات الرئيس الايراني معتبرة انها تقدم "حجة اضافية" لانصار رفع الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الا انها اكدت انها لم تبدل موقفها من هذا الملف.

واصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا وصفت فيه كلام الرئيس الايراني بانه "يدعو الى القلق (...) وهو كلام دعائي غير مرغوب فيه في منطقة متفجرة مثل الشرق الاوسط". واضاف البيان "نامل ان تدرك طهران الخطر الذي يمثله نهج يرمي الى مواجهة وان تتحلى ببصيرة سياسية بعيدة المدى وبنظرة براغماتية".

  وأدانت أوروبا بشدة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد يوم الخميس لقوله ان اسرائيل يجب ان "تمحى من الخريطة" وقالت ان هذه التصريحات تبعث على القلق بشأن أهداف بلد يشتبه الغرب في أنه يخطط لصنع قنبلة ذرية.

وانضم زعماء الاتحاد الاوروبي وروسيا الى الولايات المتحدة وكندا في التنديد صراحة بالتصريحات التي نسبت الى احمدي نجاد يوم الاربعاء واستدعي المبعوثون الايرانيون في شتى أنحاء أوروبا بما ذلك روسيا لتقديم تفسيرات لتلك التصريحات.

وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في معرض رده على سؤال بشأن تصريحات أحمدي نجاد "اذا استمروا على هذا المنوال فسيكون السؤال الذي سيوجهه الناس لنا هو.. متى ستفعلون شيئا حيال ذلك.. لانه تخيل دولة كهذه ولها موقف كهذا تملك سلاحا نوويا."

وكانت ايران أبدت خلال ولاية الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي التي استمرت ثماني سنوات وانتهت في اوائل هذا العام دلائل على تخفيف عدائها لاسرائيل وقال مسؤولون ان طهران قد لا تعارض حلا يستند الى قيام دولتين اذا كان ذلك ما يريده الفلسطينيون.

لكن أحمدي نجاد العضو السابق في الحرس الثوري المتشدد والذي تولى السلطة بعد خاتمي في وقت سابق هذا العام لم يتطرق الى هذا الاحتمال.

ولكن مسؤولين ومحللين في طهران هونوا من شأن تصريحات أحمدي نجاد قائلين انها ليست مؤشرا على تصعيد الموقف العدائي ضد اسرائيل.

وأبلغ مسؤول حكومي كبير طلب عدم نشر اسمه رويترز "سياسة ايران تجاه اسرائيل ستظل دون تغيير. لا نريد مزيدا من المواجهة مع الغرب."

وقال المسؤول "ما قاله أحمدي نجاد يعكس رغبته ولكنه لا يعني ان ايران ستتخذ خطوات عملية لتدمير اسرائيل."

وتتهم الولايات المتحدة ايران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية لكن طهران تنفي ذلك قائلة انها لا تريد الوقود النووي الا لتشغيل محطات انتاج الطاقة. وكانت طهران تمكنت من صنع صواريخ قادرة على ضرب اسرائيل.

وتعارض روسيا والصين احالة ايران الى مجلس الامن الدولي.

وذكرت مؤسسة بحثية تحظى بالاحترام ومقرها لندن هذا الاسبوع أنه في حالة امتلاك ايران لقنبلة ذرية فان ذلك ربما يثير سباق تسلح حيث قد تسعى دول مثل مصر وتركيا والسعودية لامتلاك قنبلة أيضا.

وأستدعت روسيا وبلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايرلندا وايطاليا السفراء الايرانيين لتقديم ايضاح.

وقالت وزارة الخارجية الايطالية "لقد اكد محتوى ونبرة مثل هذه التصريحات غير المقبولة بواعث القلق بشأن السياسات التي تنتهجها القيادة الايرانية الجديدة وخصوصا فيما يتعلق بالقضية النووية."

وقال جوزيب بوريل رئيس البرلمان الاوروبي ان التصريحات الايرانية تبعث على "الصدمة والغضب والتقزز".

وقال بيان زعماء الاتحاد الاوروبي "من جهته يظل الاتحاد الاوروبي ملتزما بايجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي يستند الى مبدأ دولتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمان. ويحث جميع الاطراف في المنطقة على بذل أقصى ما في وسعها لتحقيق هذه الرؤية."

بدوره أدان الفاتيكان يوم الجمعة دعوة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى "محو اسرائيل من الخارطة" ووصف ذلك بأنه "خطير بشكل خاص وغير مقبول" واعرب عن قلقه الشديد بسبب تجدد العنف في الاراضي المقدسة.

وقال في بيان وقعه جواكين نافارو فالس المتحدث باسم الفاتيكان "يؤكد الفاتيكان من جديد في هذا الوقت على حق كل من الاسرائيليين والفلسطينيين في العيش في سلام وآمن.. كل منهما في دولة ذات السيادة."

واشار الرئيس الايراني بينما كان يحييه الالاف من أنصاره يوم الجمعة الى تمسكه بدعوته في وقت سابق من هذا الاسبوع بإبادة اسرائيل.

وقالت اسرائيل انها ستطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الامن التابع للامم المتحدة بخصوص تلك التصريحات.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 30/ تشرين الأول/2005 -  26/ رمضان/1426