الدول الغنية تسرق العقول من الدول الفقيرة وتزيد من معاناتها الصحية

كشف بحث حديث أن الدول الغنية تستقطب الكوادر الطبية للدول الفقيرة وتساهم في ظاهرة ما يسمى بـ"باستنزاف العقول" التي أضعفت قطاع الخدمات الصحية في تلك الدول.

وأوضح التقرير أن من بين كل أربعة أطباء يمارسون المهنة في أمريكا الشمالية وبريطانيا وأستراليا طبيب مهاجر، وأن ثلاثة أرباع الأطباء العاملين في الدول الغنية وفدوا من دول فقيرة تتعثر في مواجهة الأيدز والأوبئة والأمراض المعدية.

وقال القائمون على البحث إن غالبية الأطباء العاملين في الولايات المتحدة قدموا من الهند والفلبين وباكستان.

وأوضح د. فيتزهيوز مولان من جامعة جورج واشنطن الذي قاد البحث أن ظاهرة "استنزاف العقول" ساهم في إضعاف جانب الخدمات الصحية وترديها في العديد من الدول النامية.

ووجد مولان خلال البحث أن الأطباء الأجانب الذين يمارسون المهنة أو يتلقون تدريبات في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وأستراليا يمثلون ما بين 23 إلى 28 في المائة من إجمالي عدد الكوادر الطبية في الدول الأربعة.

وكشف البحث أن دول العالم الفقيرة تزود تلك الدول الصناعية بما نسبته 40 وحتى 75 في المائة من الأطباء الأجانب.

ويشار إلى أن شريحة ضئيلة تبلغ 3 في المائة من الأطباء الأمريكيين تلقوا العلم في جامعات أجنبية وعادوا أدراجهم لممارسة المهنة هناك.

ويقول الخبراء إن أمريكا ستواجه بحلول العام 2020 نقصاً في الأطباء سيصل حتى 200 ألف طبيب بجانب 800 ألف من كوادر التمريض.

وطالبت جمعية كليات الطب الأمريكية جميع كليات الطب في البلاد والبالغ عددها 125 استيعاب المزيد من المتقدمين.

ويعتقد البعض أن رفع الطاقة الإستيعابية لكليات الطب سيقلل من اعتماد النظام الطبي الأمريكي على الأطباء الأجانب.

وقال د. إيدوارد لانغستون من الجمعية الطبية الأمريكية إن على الولايات المتحدة عدم التخلي عن برنامجها التدريبي للأطباء الأجانب، إلا أنه حثها والدول الغنية الأخرى على خلق حالة من التوازن تحول دون تجريد الدول الفقيرة من الكوادر الطبية المؤهلة.

وتملك القارة الأفريقية في الوقت الراهن 600  لف من الكوادر الطبية من أطباء وممرضين وقابلات مقابل 600 مليون نسمة، إلا أن الدول الغنية مازالت تواصل "اقتناصهم" وفق ما ذكر بعض الخبراء.

شبكة النبأ المعلوماتية -الجمعة 28/ تشرين الأول/2005 -  24/ رمضان/1426