ماذا بعد التوجه الرسمي للمصالحة في العراق ؟

بقلم: جعفر يتيم

لبحرين من مجموعة الدول العربية التي عقدت اجتماعا في مدينة جدة في الأسبوع الماضي لبحث العملية السياسية الجارية في القطر العراقي، كما أن البحرين قد تقدمت في العام الماضي بمقترح الحوار والمصالحة للحكومة العراقية.

إلى مدى يصمد ويثبت هذا التوجه الرسمي للبحرين على المستوى الإقليمي والعربي في التحرك لخلق عمل عربي مشترك بحل القضايا العالقة للمنطقة، البعض يصف الموقف الرسمي بالإزدوادجية في المعايير والبعض يقول أن هذا التوجه على المستوى الخارجي بداية لتصحيح أوضاعها في الداخل وآخرون يقولون أن الدولة في حاجة ماسة لإثبات إصلاحها بالداخل من خلال التحرك بالخارج.

ومن هذا الباب يطرح السؤال إذا كان للسلطة في البحرين الحق في ممارسة دورها الإقليمي والعربي أليس من الواجب أن تكون واقعية بحجمها الطبيعي بحل مشاكلها الداخلية أولاً بدل أن تتفاقم المشاكل والملفات الوطنية وتصبح عقبة كئود في بناء الإصلاح ؟

جميل أن يرى الشعب البحريني حكومته تتحرك على المستوى الخارجي لمشاركة الآخرين من دول الجوار في وضع الحلول وطرق الإستقرار في المنطقة ولكن من المؤلم في ذلك أن الحكومة عودّت الشعب البحريني في الصد عن ملفاته ومشاكله، أليس هناك المئات والآلاف من المتضررين ومن يستحقون الرعاية من الذين تضرروا سنين التسعينيات يحتاجون الى مصالحة ؟ والمجتمع الأهلي البحريني دعى السلطة الى حوار ومصالحة بفتح ملف حقوق الإنسان للتوصل الى حل برفض قانون 56 الذي يساوي بين الجلاد والضحية، وأليست هناك معضلة دستورية لم تقدم السلطة شيء على حلها وكانت المقاطعة والإحباط مسيطرين على الشارع الشعبي.

إن تجاهل الملفات الوطنية وعدم الاهتمام في أن هناك شعب يريد حواراً ومصالحة يزيد من الهوة بين الحاكم والمحكوم ولا يؤسس الى مبدأ الثقة المتبادلة ولهذا كان حرياً للسلطة في البحرين أن تتوجه الى إنصاف الضحايا والمتضررين بتنفيذ توصيات جنيف 2005 وتطبيقها على أرض الواقع لا أن تتجاهلها وتتجاهل الآلاف من المتضررين والمطالبين بالحوار والمصالحة الوطنية بحجة عفا الله عما سلف.

ولا ندري من هذا الطرح الرسمي للمصالحة العراقية يجعلها تتقدم خطوة للإمام لمصالحة وطنية شاملة بالداخل في فتح الملف الحقوقي والدستوري أم لا ؟

 الجميع يتفق مع هذا التوجه الرسمي على المستوى الخارجي بطرح المصالحة والحوار للشعب العراقي وهو مبدأ إنساني وأخلاقي يطلبه ويلح عليه الجميع وقد تأخر كثيراً عن موعده.

لا نسبق الأحداث نجعل الأيام هي التي تخبرنا بذلك للتوجه الرسمي تجاه العراق الجريح وإذا كان مناقشة مبدأ المصالحة والحوار للشعب العراقي جاءت متأخرة لسنتين فمطلب الحوار والمصالحة في البحرين مطلب تاريخي وقديم وقد تأخر عقوداً وأعواماً  كثيرة ونحن ننتظر من أن تكون هناك مصالحة وطنية شاملة فالظروف الامنية والسياسية في البحرين مهيئة تماماً لذلك وأفضل بكثير من الاجواء العراقية التي يصعب حلها والتي ربما من الممكن أن ترفع التيارات السياسية العراقية مطالبها للدول العربية بمصالحة من مع من،على أن العراق يشهد حالة إرهاب وليست مقاومة بينما نحن هنا في البحرين قضايانا معروفة ومشخصّه ومن السهولة للدولة أن تحلها وتجد العلاج المناسب للحالة البحرينية إذا كانت لها النية الحقيقية وتريد أن ينسى الناس آلامهم وأحزانهم.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 24/ تشرين الأول/2005 -  21/ رمضان/1426