
اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس عن استراتيجية
امريكية جديدة في العراق قالت انها تهدف خصوصا الى تحقيق الاستقرار في
البلاد.
وذكرت رايس امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي،
ان الاستراتيجية تشمل نشر فرق مدنية وعسكرية عبر أنحاء العراق بحلول
الشهر المقبل بهدف تدريب رجال الشرطة واقامة المحاكم ومساعدة السلطات
المحلية على تقديم الخدمات الضرورية.
وتقول رايس ان ذلك يأتي في اطار خطة لتأكيد النصر عبر بناء المؤسسات
العراقية.
وكان عدد من العراقيين وجهوا انتقادات للحكومة وللامريكيين لعجزهم
عن القيام بالكثير لاعادة بناء البنية التحتية العراقية.
وتقول رايس انه حان الوقت لجيران العراق الخليجيين لتقديم المزيد من
العون.
وتتمتع الدول الخليجية المجاورة للعراق باحتياطيات نفطية هائلة وقد
حققت الكثير من الارباح بعد زيادة اسعار النفط.. وقالت رايس إنه يتعين
ان تستثمر هذه الدول في العراق بشكل اكثر تصميما .
من جهته قال رئيس وكالة المخابرات الكندية في مقابلة ان العراق أصبح
"جامعة للارهاب" يجتذب الاف الاجانب الذي يمكن أن يفجروا العنف عندما
يعودون الى بلادهم.
وقال جيم جود رئيس الوكالة لصحيفة تورنتو ستار ان جيلا جديدا من
المتشددين يستغل الحرب في العراق لاكتساب خبرة أولية.
وقال "من البديهي أننا كلنا نأمل أن ينتهي الصراع في العراق قريبا
ولكن عندئذ سينتابنا الخوف مما سيفعله كل هؤلاء الناس ... سيعودون الى
بلدانهم في شتى أنحاء العالم."
وتابع جود "في نهاية المطاف ثمة كثير من القضايا المتنوعة والمختلفة
تحرك هؤلاء الناس ومن المحتمل أن يحملونها بعد خدمتهم في العراق وتظل
محركا لهؤلاء الخطرين الذين أصبحوا الان مدربين جيدا وعلى درجة عالية
من الفعالية."
ومضى جود يقول ان الوكالة على علم بمتشددين كنديين يعتزمون التوجه
الى العراق لكنه امتنع عن الخوض في تفاصيل.
وكانت وكالة المخابرات الكندية قد تعرضت لانتقادات لاذعة بزعم تسريب
معلومات عن مواطنين كنديين الى أجهزة مخابرات أجنبية ومن بينهم ماهر
عرار الذي أمضى نحو عام في سجن سوري ويقول انه تعرض للتعذيب هناك.
وقتلت القوات الباكستانية أحمد سيد خضر وهو كندي مصري الاصل عام
2003 وأحد أبنائه من سجناء المعتقل الامريكي بخليج جوانتانامو.
بدوره قال قائد امريكي كبير ان القوات بقيادة الولايات المتحدة
وقوات الامن العراقية اعتقلت منذ ابريل نيسان اكثر من 300 مقاتل اجنبي
منهم اسرائيلي وايرلندي وبريطانيان.
وفيما قام عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية بزيارة طال
انتظارها الى بغداد لبحث كيف يمكن للدول العربية مساعدة العراق فيما
يتعلق بالامن قال الميجر جنرال ريك لينش ان معظمهم قادمون من دول عربية
اخرى.
وقال لينش ان "الارهابيين والمقاتلين الاجانب" مسؤولون عن بعض من
اعنف هجمات المسلحين مثل تفجيرات السيارات الملغومة. لكنه قال ان
القوات بقيادة الولايات المتحدة احبطت عدة هجمات باعتقال او قتل كثيرين
في الاشهر الاخيرة.
وقال في مؤتمر صحفي انه تم هذا العام اعتقال 375 مقاتلا اجنبيا منهم
311 احتجزوا منذ بداية ابريل نيسان. ولا توجد ارقام مقارنة لاعداد
المسلحين المشتبه بهم الذين جرى اعتقالهم رغم ان نحو 12 الفا في السجن
حاليا معظمهم عراقيون.
ودول المنشأ الاكثر تمثيلا كانت مصر (78) وسوريا (66) والسودان (41)
والسعودية (32). وتشمل القائمة عدة دول شرق اوسطية وعددا من الدول
الاوروبية مثل فرنسا (1) اضافة الى هنديين اثنين وامريكي.
وامتنع لينش عن اعطاء مزيد من التفاصيل عن الاسرائيلي المدرج على
القائمة او المشتبه به من ايرلندا او الاثنين المشتبه بهما من
بريطانيا.
وقال ان زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي يحاول
استقدام المزيد من المقاتلين الاجانب لان كثيرين من مساعديه العراقيين
اعتقلوا أو قتلوا.
واضاف لينش "فقد الزرقاوي منذ يناير 100 من قادته... ما اكتشفناه هو
انه يستبدل مقاتلين أجانب بقادته.. ربما لكونهم أكثر ميلا لتنفيذ تلك
الهجمات الشرسة ضد الشعب العراقي."
وقال لينش ان العراق شهد ارتفاعا في الهجمات الانتحارية في اوائل
اكتوبر تشرين الاول بينما كان المسلحون يحاولون عرقلة الاستفتاء على
الدستور الذي أجري في 15 اكتوبر تشرين الاول ولكنه قال انه خلال فترة
الاستفتاء نفسها نجحت القوات العراقية المدعومة من قوات التحالف الذي
تقوده الولايات المتحدة في تفادي الهجمات الخطيرة.
واشار لينش الى انه خلال يوم الاستفتاء كان اجمالي عدد الهجمات في
انحاء البلاد من هجمات بقذائف المورتر الى اطلاق نار على قوات الامن او
زرع قنابل على جوانب الطرق دون ان تنفجر نحو 89 هجوما مقارنة بنحو 299
في 30 يناير كانون الثاني حيث جرت الانتخابات البرلمانية.
ومر الاستفتاء الذي جرى يوم السبت في ظل هدوء غير متوقع وهي النتيجة
التي عزاها لينش الى كفاءة قوات الامن العراقية والعمليات ضد المسلحين
والاجراءات الامنية التي اتخذتها الحكومة العراقية مثل فرض حظر التجول
وحظر مرور السيارات الخاصة الى جانب المشاركة الاوسع من جانب السنة في
العملية السياسية.
وقال وزير الداخلية العراقي بيان جبر ان أعداد قوات الشرطة والجيش
العراقيين ارتفع من 138 ألفا في وقت انتخابات يناير كانون الثاني الى
أكثر من 200 ألفا مما سمح لها بتنفيذ خطة أمنية أفضل بكثير قال انها
أحبطت عددا كبيرا من العمليات الارهابية.
ورفض جبر اي اشارة الى ان الانخفاض النسبي في حدة العنف خلال
الاستفتاء ربما كان علامة على ان بعض المسلحين من العرب السنة توقفوا
عمدا في اشارة الى أنهم يرغبون في المشاركة في العملية السياسية.
وابلغ جبر مؤتمرا صحفيا ان قوات الامن تمكنت من احباط هجمات كثيرة
من بينها نحو ست هجمات بسيارات ملغومة في ليلة واحدة. واضاف انه يعتقد
انهم حاولوا شن هجمات ولكنهم لم يفلحوا لان الخطة الامنية كانت رائعة.
لكن الجنرال لينش حذر من ان من المتوقع ان يعاود المسلحون مضاعفة
جهودهم لافساد العملية السياسية قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في
15 ديسمبر كانون الاول. وقال "هذا ليس وقت الرضا عن النفس. الوقت
الحالي هو وقت زيادة الوعي." |