مساجد آل البيت عليهم السلام فى مصر عامرة طوال ليالى شهر رمضان

يكن المصريون حبا خاصا وتعلقا كبيرا بمقامات آل البيت عليهم السلام وبمساجدهم العديدة فى قاهرة المعز التى يوجد بها عشرات المساجد ذات القيمة التاريخية والروحية لآل البيت تزدحم بالآلاف من الذين تهفو قلوبهم الى آل البيت طوال العام وبصفة خاصة فى ليالى شهر رمضان المبارك.

ويتزاحم المصريون من مختلف الطبقات من كل المحافظات طوال شهر رمضان على التبرك بمقامات آل البيت وقضاء ليلة او اكثر من ليالى الشهر الكريم فى احضان احد هذه المساجد للتبرك بأصحابها من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع الدعاء.

وتقام كل ليلة حول هذه المساجد موائد الرحمن الكبيرة العامرة باطعمة رمضان الشهيرة والتى تستقبل الآلاف كل يوم على الافطار الرمضانى تبرعا من اهل الخير ومساهمة فى تكافل المجتمع اضافة الى توزيع الصدقات واموال الزكاة فى هذا الشهر المبارك.

ويسهر الناس كل ليلة فى السرادق المحيطة بالمساجد وبالبيوتات الاثرية مثل منزل الهراوى وبيت الست وسيلة ومنزل زينب خاتون وغيرها بمنطقة القاهرة الفاطمية والتى تقدم التواشيح الدينية والتى تمتد حتى موعد السحور وصلاة الفجر فى احد هذه المساجد الشهيرة لتظل لهذه الليالي ذكريات طيبة تستمر عالقة بالأذهان سنين طويلة.

والى الجانب الروحى فى شهر رمضان تشهد منطقة الحسين بحى الجمالية وسط القاهرة والتى تتميز بوجود كم هائل من الآثار الاسلامية والمساجد العتيقة حركة رواج تجاري كبير فى هذا الشهر المبارك تتمثل فى تجارة السبح والمصاحف والكتب الدينية والبخور والروائح العطرية مثل المسك والعنبر اضافة الى نشاط البازرات والمقاهى والمطاعم وغيرها.

ويحظى مسجد السيدة زينب بمكانة كبيرة فى قلوب المصريين فيقول الشيخ سيد الطويل مؤذن المسجد لوكالة (كونا) ان السيدة زينب عليها السلام تتمتع بمكانة كبيرة منذ قدومها الى ارض مصر بعد ان ضيق عليها الأمويون الخناق فى المدينة فاختارت الذهاب الى مصر لما سمعته عن أهلها من محبتهم لأهل البيت وشاهدت احتفال أهل مصر بها عند قدومها.

واضاف ان اكثر المترددين على مقام السيدة هم من البسطاء القادمين من قرى مصر ونجوعها الذين يتبركون بها طوال العام وبصفة خاصة فى شهر رمضان ويدعون الله أمام مقامها بالشفاء من الامراض لهم ولذويهم اعتقادا منهم فى بركتها مشيرا الى أن المقام يشهد الوفاء بالنذور وتقديم الصدقات والاطعمة للفقراء من اهل الحى والمقيمين بجوار المسجد.

 ومن بين مساجد آل البيت مسجد السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن على بن أبى طالب الذى يعد من المساجد التى لها رواد وزوار من نوع خاص تعلقوا بالمكان منذ سنوات طويلة وذلك لكونها تحظى بمكانة خاصة فى قلوب المصريين ورجالات الفن والسياسة حتى ان فرحة الشباب والفتيات المقبلات على الزواج لا تكتمل اذا لم يتم عقد قرانهن فى دوحة السيدة نفيسة رضي الله عنها .

ويحرص كثير من المصريين على زيارة ضريح السيدة نفيسة كل يوم اعتقادا منهم بانها ستفك العقد حتى يطرق الزواج ابوابهم للنجاة من شبح العنوسة الذى يعانى منه الملايين من الفتيان والفتيات فى مصر طالبين الفوز بزيجة هنية.

ومن جانبه قال الدكتور حسن فرحات الاستاذ بجامعة الازهر (لكونا) ان أبهى المساجد التى تزدحم بالمصلين فى رمضان مسجد السيدة سكينة ابنة الامام الحسين التى قدمت الى مصر مع عمتها السيدة زينب بعد معركة كربلاء وظلت تعيش فى دار بالقرب من دار عمتها السيدة زينب حتى توفيت ودفنت بها ثم اقيم فى هذه الدار ضريحها الموجود حاليا بالمسجد الذي يحمل اسمها.

واشار الى انه وفى منطقة الدرب الأحمر يتبارك المصلون ويسهرون حتى طلوع الفجر يقرأون القرآن خاصة فى رمضان بمقام السيدة فاطمة النبوية فى مسجدها الجليل فى زقاق يعرف باسمها منذ قدومها الى مصر مع عمتها السيدة زينب حتى توفيت عام 110 هجرية ودفنت فى المكان الموجود به الضريح الآن.

واضاف الدكتور فرحات ان منطقة الخليفة بها ضريح السيدة رقية وهو الضريح الذى يتبارك به القاطنون بالحى ويتعلقون به خاصة فى رمضان نظرا لاختلاف آراء المؤرخين حول صاحبته فمنهم من قال انه للسيدة رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنهم من قال انه للسيدة رقية ابنة الامام على بن ابي طالب.

واشار الى مقام الامام على زين العابدين ابن الحسين عليه السلام الموجود فى الحى المعروف باسمه حى زين العابدين والذى له اتباعه ومريديه من مختلف انحاء مصر الذين يتعلقون به خاصة وانه من المعروف ان الامام على زين العابدين ولد فى المدينة فى بيت جدته السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام فى شهر شعبان سنة 37 هجرية.

وتزخر مصر ايضا بالعديد من مساجد ومقامات آل البيت منهم الامام محمد الجعفرى بن جعفر الصادق الذى يوجد مشهده على مقربة من ضريح السيدة كلثوم بنت القاسم وغيرهم من أحفاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذين وفدوا الى مصر دونا عن سائر الأقطار .

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 21/ تشرين الأول/2005 -  17/ رمضان/1426