انعدام الثقة بالمسلمين يضعف الاستقرار الاجتماعي في هولندا

قال سياسي كبير في امستردام ان الاستقرار الاجتماعي آخذ في الضعف في هولندا حيث يسعى مشرعون يمينيون لاستغلال الخوف من المسلمين الذي تزايد بعد مقتل مخرج استفزازي قبل عام.

وقال أحمد أبو طالب نائب رئيس بلدية امستردام وعضو المجلس المسؤول عن التنوع والمواطنة في العاصمة التي يقطنها 750 ألف نسمة لرويترز ان تركيز السلطات على ما يتراوح بين 20 و30 متشددا اسلاميا وموجة من القوانين الوطنية الجديدة ألحق ضررا بالاندماج.

وقال "لم نعد نثق في بعضنا البعض.. مهمة الساسة هي تعزيز الثقة وعدم المساهمة في تهيئة مناخ تتقلص فيه." وأبو طالب سياسي هولندي مولود في المغرب ويعيش تحت حراسة مسلحة دائمة بعد أن تلقى تهديدات بالقتل من اسلاميين متشددين يعارضون منهجه المعتدل.

ويعيش مليون مسلم في هولندا ويتركزون في المدن الكبرى ثلثهم تقريبا لهم جذور مغربية. ويقول كثيرون منهم انهم يستشعرون مناخا جديدا من عدم التسامح ويزداد هذا الشعور مع كل حملة كبيرة أو اعتقالات تشنها الشرطة كان أحدثها يوم الجمعة الماضي عندما اعتقل سبعة متشددين مشتبه بهم.

وفي الشهر القادم يمر عام على مقتل المخرج ثيو فان جوخ على يد محمد البويري وهو متشدد اسلامي هولندي من أصل مغربي.

وهز قتل المخرج بوحشية في وضح النهار وتهديدات بالقتل موجهة لساسة هولنديين عثر عليها مغروسة في جثته وموقف البويري الرافض لابداء الندم المجتمع الهولندي بشدة ودفع حكومة يمين الوسط الى تبني خط أكثر تشددا.

واقترحت ريتا فيردونك وزيرة الهجرة الهولندية حظر النقاب ودافعت عن اقتراحها استنادا لاعتبارات أمنية.

وقال أبو طالب (44 عاما) وهو عضو في حزب العمل المعارض انه لا يرى أملا كبيرا في تحسن العلاقات مع طائفة المسلمين قبل الانتخابات العامة في 2007.

وقال في المقابلة التي أجريت معه يوم الاربعاء "هناك ساسة كثيرون حقا يظنون أن من مصلحتهم الابقاء على مناخ الاستقطاب هذا."

وتقول الحكومة الهولندية التي يقودها المسيحيون الديمقراطيون أنها ترى تهديدا ملموسا بشن هجوم ارهابي.

وأدى مقتل فان جوخ في العام الماضي الى موجة مثيرة للقلق من الهجمات الانتقامية المتبادلة على المساجد والمدارس الدينية والكنائس لكن امستردام ظلت هادئة وهو أمر يعود الفضل في جانب منه الى جوب كوهين رئيس البلدية اليهودي وأبو طالب عضو مجلس البلدية الهولندي المغربي المولد.

وقام أبو طالب هو وكوهين بزيارة المساجد والاحياء الاسلامية للاطلاع على شكاواهم.

وقال "الناس لديهم أسلوب مختلف هنا في امستردام مقارنة بمناطق أخرى في البلاد."

وسلط أبو طالب الضوء على الاحباط الذي يشعر به الجيل الثاني من المهاجرين الذي تلقى غالبا تعليما عاليا والمتعطش للنجاح لكنه يجد الابواب موصدة في سوق العمل الهولندي.

وقال "من الواضح أن أصحاب الاعمال في هذه المدينة ما زالوا يفضلون البيض الذين تتراواح أعمارهم بين 20 و40 عاما. حسنا ان هذا الاختيار لن يكون متاحا في غضون عشر سنوات."

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 21/ تشرين الأول/2005 -  17/ رمضان/1426