أنفلونزا الطيور فيروس ولد في اسيا وبدا يطرق ابواب تركيا والعالم كافة

وباء أنفلونزا الطيور الذي ولد في جنوب شرق اسيا حاصدا أرواح الطيور وتنامى بعد ذلك لينال من البشر أثبت بعد وصوله الى تركيا بأنه ليس مجرد تهديدا حصريا على دولة معينة وانما شاملا المجتمع الدولي كافة.

فما أن توسمت تركيا خيرا من بدء المفاوضات الاوروبية معها وبدات تعد العدة لمستقبلها الاوروبي حتى انتكست فرحتها باكتشافها أنها هي أيضا وقعت ضحية أنفلونزا الطيور من سلالة (اتش5 ان 1) وهو نفس الفيروس الذي قتل أكثر من 60 شخصا في آسيا منذ عام 2003 وأجبر السلطات المعنية على اعدام ملايين الطيور.

وتتصارع تركيا منذ أيام مع هذا الوباء الذي تم اكتشافه أولا في محافظة (مانياس) التابعة لمدنية (بالكيسر) وضواحيها ومن ثم رصد في أرض الروم ومانيسا وأغري وبورصة. وتم استخدام غاز ثاني أوكسيد الكربون لاتلاف ألاف الطيور بعد جمعها على دفعات في غرفة خاصة لضخ الغاز في محاولة لمنع تفشي وباء أنفلونزا الطيور وانتقاله للانسان كما فرضت السلطات حجرا صحيا على محافظة مانياس.

بيد أن أكثر ما أقلق الشعب التركي هو التصريح الأولي الذي صدر من وزارة الصحة والذي حذرت فيه من وجود نحو تسعة ملايين طائر في مزارع هذه المدينة المطلة على بحر ايجه محذرين بخطر الاصابة البشرية بهذا الفيروس داعية سكان المدينة الى التعاون للقضاء على الطيور والدواجن للحد من انتشار الوباء. وكانت مديرية الأمن الصحي بالمدينة قد اعلنت أنه تم نقل والي مانياس رسول تشليشك مع سبعة آخرين الى المستشفى للعلاج تحت اشتباه اصابتهم بهذا المرض في ما تولت فرق خاصة عملية رش جميع المناطق المصابة بالأدوية والمعقمات وفرضت حجرا صحيا في دائرة قطرها ثلاثة كيلومترات حول المزرعة التي اكتشف فيها الوباء. لكن التطورات أشارت الى ان تركيا تمكنت بشكل كبير من السيطرة على هذا الوباء بتأكيد من مسؤولي الصحة الذين قالوا أن خطر العدوى من الطيور بالنسبة للبشر قد زال مع انتهاء فترة الحضانة لمرض أنفلونزا الطيور التي اكتشفت بتركيا مطلع الأسبوع الماضي.

وكانت وزارة الصحة التركية قد اصدرت بيانا يوم امس الاول جاء فيه ان الاختبارات والفحوص المعملية تبين أن سبب نفوق الحمام البري لم يكن أنفلونزا الطيور وطمأنوا المواطنين بقولهم ان "البلاد لا تواجه تهديدا صحيا عاما ولذلك يجب ان لا تكون هناك حالة من جزع لا معنى له بدأ يعم الاراضي التركية كافة".

ويأتي بيان وزارة الصحة التركية في الوقت الذي حث فيه أطباء بيطريين على توخي الحذر تحت تأكيد ان تركيا "ستواجه خطرا من الطيور المهاجرة التي ستعود من أفريقيا في الربيع".

من الناحية الاقتصادية أعلن أصحاب مزارع الطيور في تركيا أن تفشي الفيروس سيكون مكلفا للغاية مؤكدين بأنها تشكل ضربة كبيرة لصادرات تركيا من الطيور وقد تضر أيضا بالمبيعات على المستوى المحلي حيث أن الأتراك ممتنعين حاليا عن تناول لحوم الطيور والدجاج خوفا من اصابتهم بهذا الفيروس مما يعطل مبيعات ملايين الطيور المخزنة ويعرضها للكساد ويتسبب بالتالي بأزمة اقتصادية كبيرة لأصحاب الطيور. وعلى الصعيد الأوروبي فقد كانت هناك مخاوف كبيرة من انتشار المرض في أوروبا ظهرت بقوة مع الاعلان أن فيروس أنفلونزا الطيور الذي تم رصده في تركيا هو نفسه فيروس (اتش5 ان1) الخطير الذي قتل 60 شخصا في آسيا. ودفع هذا لأن تعلن المفوضية الأوروبية مجموعة اجراءات للحيلولة دون تفشي أنفلونزا الطيور طالبة من الحكومات الأوروبية تحديد المناطق الأكثر تعرضا لخطر تفشي المرض بعد أن وصل غربي تركيا وأصبح على مشارف أوروبا حيث تقرر أن يزور فريق خبراء أوروبي تركيا خلال الأيام القادمة للتأكد من صحة الأنباء حول احتواء السلطات لهذا الفيروس من أجل الحد من رقعة انتشاره.

المصدر: كونا

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 19/ تشرين الأول/2005 -  15/ رمضان/1426