أزمة الاسرة الحاكمة في الكويت كيف ستنتهي؟

قال دبلوماسيون ومحللون يوم الاربعاء ان الازمة التي تمر بها الاسرة الحاكمة في الكويت من المرجح أن تدفع أمير البلاد المريض لتغيير ولي عهده المريض هو الاخر.

وأضافوا ان أبرز المرشحين لهذا المنصب رئيس الوزراء الحالي الشيخ صباح الاحمد الصباح الاخ غير الشقيق للامير. وهو يدير الشؤون اليومية للبلاد منذ أربعة أعوام بسبب مرض الزعيمين.

وقال وزير النفط الاسبق علي البغلي انه يتوقع بعض التغييرات الايجابية وتعيين ولي عهد جديد على الاقل.

وأضاف ان أمير البلاد يملك تعيين ولي العهد ثم يتعين أن يقر البرلمان ذلك.

وبمقتضى الدستور الكويتي يتعين أن يخلف ولي العهد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح (76 عاما) ابن عمه الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح (77 عاما).

وفي ظل مرض الامير منذ زمن ومرض ولي عهده بصورة أكبر فقد زادت الضغوط على الاسرة الحاكمة في الشهور الاخيرة من أجل حسم مسألة الخلافة.

وصارت هذه الازمة علنية هذا الاسبوع حينما طالب الشيخ سالم العلي الصباح العضو الاكبر سنا في الاسرة الحاكمة في الكويت بتشكيل قيادة جماعية في نبرة نادرة تدل على المخاوف من حدوث فراغ محتمل في السلطة.

ويقول دبلوماسيون ان الابقاء على الشيخ سعد وليا للعهد معناه ان الكويت تخاطر بالدخول في أزمة دستورية حينما يموت الامير لان خليفته غير لائق للحكم.

وقال دبلوماسي لرويترز "بعض الناس يشيرون الى الحالة الصحية لولي العهد.. ربما يكون ذلك مؤشرا على ان صحته ليست على ما يرام وان هذا من شأنه ان يعجل في عملية التغيير في الاسرة الحاكمة."

وقال "هذا التغيير سيزكي الشيخ صباح كي يصير وليا للعهد ربما كاجراء مؤقت. فهناك مرشحون أقوياء من الفرع الاخر لال الصباح."

ولكن تعيين الشيخ صباح قد يثير سخطا داخل الاسرة الحاكمة لان ذلك يناقض التقاليد المعمول بها بالتناوب على منصب الامارة بين فرعين من ال الصباح.

والامير الحالي ورئيس الوزراء من فرع جابر الذي يحتل أبناؤه عددا من المناصب الوزارية المهمة. وينتمي ولي العهد لفرع سالم الذي لا يحتل أبناؤه الا منصب وزير الخارجية.

ومن المقرر عودة الشيخ سعد الى بلاده هذا الشهر من رحلة علاج في لندن مستمرة منذ أغسطس اب. وكان الشيخ سعد أجرى جراحة في القولون عام 1997 وقضى أسبوعا هذا العام في المستشفى بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم. وأصيب أمير البلاد بنزيف في المخ في عام 2001.

واستبعد معظم الدبلوماسيين أي احتمال أن يصير الشيخ سعد أميرا للبلاد. وقال دبلوماسي "أعتقد ان الاسرة ستجتمع لتعيين شخص اخر."

ومن المؤشرات القوية على ان رئيس الوزراء هو المرشح الاول لولاية العهد مسارعة الامير الى دعم حكومته عقب الهجوم الذي شنه الشيخ سالم.

وأفاد بيان ان الامير تعهد "بحسم الامور لما فيه مصلحة الكويت وامنها واستقرارها." وقال محللون ان ذلك لا يترك شكوكا تذكر بشأن وضع الشيخ صباح القوي.

ويحظى الشيخ صباح وهو سياسي مخضرم في السبعينيات من عمره باحترام الجميع لقيادته بعض جهود الاصلاح الاقتصادية والسياسية منذ توليه موقعه في يوليو تموز 2003 بما في ذلك منح المرأة حقوقها السياسية.

وجاء في افتتاحية صحيفة القبس ان امير البلاد حسم الامور من خلال الاشادة علنا بالشيخ صباح.

وأضافت " تجديد الثقة الاميرية بالشيخ صباح يجب أن يكون انطلاقة حقيقية للحكومة شعبيا وأسريا أيضا ويجب أن يكون دافعا للشيخ صباح لان يبدأ باتخاذ قراراته الخاصة."

 ونسبت صحف كويتية الى شخصيات كويتية بارزة دعوتها لانهاء أزمة سببها نزاع داخلي وقرارات "غير دستورية" اتخذتها الحكومة.

وتأتي هذه الدعوة بعد يوم من تصريحات للشيخ سالم العلي الصباح العضو الاكبر سنا في الاسرة الحاكمة في الكويت طالب فيها بتشكيل قيادة جماعية لوضع نهاية لما سماها الانتهاكات الدستورية والفساد المستشري.

وقال الشيخ سالم العلي الصباح رئيس الحرس الوطني والرابع في التسلسل الهرمي للاسرة الحاكمة لصحيفة القبس إن بعض اعضاء الاسرة يستغلون مواقعهم للانفراد بالقرارات مما يقوض معظم القرارات التي تتخذها الدولة.

وقال المحلل السياسي شملان العيسى إن هناك صراعا على السلطة بين أفراد الاسرة الحاكمة وإن الشيخ سالم بذل محاولات من خلال القنوات السليمة داخل الاسرة ولكن لم يصغ اليه أحد ولذلك أخرج المشكلة الى العلن.

وقال محللون ان معظم الانتقادات موجهة الى رئيس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي يدير الشؤون اليومية للبلاد بسبب مرض الامير الشيخ جابر الاحمد الصباح وولي العهد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح وهما في أواخر السبعينيات من العمر.

وأدى مرضهما لتعقيد هيكل الحكم في الكويت بين فرعي السالم والجابر في ال الصباح.

وقال عضو مجلس الامة الليبرالي محمد الصقر الذي كثيرا ما تحدث في مسألة الخلافة بالنسبة للاسرة الحاكمة إن "القنبلة انفجرت الآن."

وقال أحمد السعدون العضو البارز في مجلس الامة الكويتي إن تصريحات الشيخ سالم انما تجسد حجم الازمة في الموقف السياسي في الكويت. وحذر من ان قرارات الحكومة من شأنها أن تصبح باطلة اذا لم تعالج الانتهاكات الدستورية.

ووصف السعدون تصريحات الشيخ سالم العلي يوم الاثنين "حول تردي الاوضاع في البلاد" بانها "صرخة من رجل بمثل مكانته سواء في الاسرة أو في البلد.. لا يطمح الى مركز ولا يسعى الى جاه وانما التنبيه الى منزلق خطير تمر به البلاد سواء على صعيد استشراء الفساد.. ووصول الفاسدين والمنزلقين إلى مراكز اتخاذ القرار".

وأضاف ان "مثل هذا الخلل لا يمكن السكوت عنه أو تجاوزه اذ لا بد من الوقوف عنده مليا."

ولكن في خطوة بدا أنها تعزيز لرئيس الوزراء. وفي مؤشر على ان الانتقادات العلنية ستتغير قليلا أفادت وكالة الانباء الكويتية يوم الاثنين ان الامير التقى برئيس الوزراء الشيخ صباح ورئيس البرلمان جاسم الخرافي وأعرب عن ثقته بالشيخ صباح.

وأفادت الوكالة الكويتية ان الامير أبلغ رئيس الوزراء "بثقة سموه الكاملة بسمو رئيس مجلس الوزراء.. وتقديره لكل مايقوم به من جهود. كما ابلغه حرص سموه على حسم الامور لما فيه مصلحة الكويت وامنها واستقرارها."

وقال الخرافي عقب اجتماع لمجلس الامة المؤلف من 50 عضوا ان ادارة البلاد هي من شأن الامير.

وسئل عن التغييرات المحتملة في القيادة فقال "انه لا مجال للبحث في هذه الامور.. ان هذه امور ليست مجال بحث.. وستترك لحكمة سموه فيما يراه من حاجة."

وقال أحمد الجار الله في افتتاحية صحيفة السياسة يوم الثلاثاء إن غياب عملية صنع القرار ستقود البلاد الى أزمة وستوقف تنفيذ الاصلاحات وكثيرا من المشاريع الحيوية.

وأضاف "في هذا السياق المنطقي يقع التفسير لكل ما يدور.. ويتضح منه أن الدولة أصبحت بحاجة ماسة الى قرار حازم وعازم لضمان عدم اهتزاز الواجهة."

وأشار الى ان الكويت قادرة على تجاوز مشاكلها اذا وحدت الاسرة الحاكمة صفوفها بهدف حل المشاكل.

وقال ان "المطلوب أن يلتئموا ويجمعوا أنفسهم ويوحدوا كلمتهم لتظل المؤسسات تحتهم وبأيديهم ولايكونوا هم تحت المؤسسات وبأيديها."

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 13/ تشرين الأول/2005 -  9/ رمضان/1426