الشيعة في الكويت يطالبون الحكومة بحماية مساجدهم وعلماءهم يستنكرون حادث الاعتداء

طلب اثنان من النواب الشيعة الكويتيين من السلطات توفير الحماية لمسجد تعرض لهجوم يوم الجمعة كما قال احدهما الاحد لوكالة فرانس برس.

وقال النائب صالح عاشور ان الهجوم على المسجد وقع مساء الجمعة في جهرا التي تبعد 40 كلم غرب مدينة الكويت عندما اضرم حوالى خمسين شخصا معظمهم من الشبان النار في سيارة امام المسجد ورموا حجارة على المصلين.

واضاف ان الجموع رفعت ايضا لافتات ضد الشيعة واتهمت هذه الطائفة بمساعدة القوات الاميركية في العراق. ولم يصب أحد بأذى. وفرقت الشرطة الجموع واوقفت ثمانية اشخاص واحالتهم الى النيابة العامة.

واوضح عاشور ان "وزير الداخلية (الشيخ نواف الاحمد الصباح) دان الهجوم واللجوء الى العنف" خلال لقاء مع النائبين مساء السبت.

واصدرت لجنة مسجد محمد بن ابي بكر في الجهراء الذي تعرض للاعتداء بيانا قالت فيه:

في عام 1976 تم الترخيص لأحد المؤمنين لبناء مسجد محمد بن ابي بكر، رضي الله عنه، في منطقة الجهراء، تيماء، قطعة 4، ومنذ ذلك التاريخ وهذا المسجد يعاني الكثير من المشاكل، حتى انه وصل الأمر في بعض الاحيان في هذه الاعتداءات إلى استخدام السلاح ورمي الحجارة والدخول الى المسجد في السيارات لارهاب المصلين.

وقد تقدمنا ببلاغات عدة للمخفر، الا ان قضايانا تحفظ دائماً، وتمادى المشاغبون في مضايقاتهم للمصلين، وكان آخر هذه المضايقات ما أقدموا عليه في يوم الجمعة الرابع من رمضان الموافق 7/10/2005 حيث انه في الساعة الثامنة والربع مساء وبعد ان توجه عدد من المؤمنين للصلاة في المسجد بعد الافطار، فوجئوا بسيارة تحاول الاقتراب من المسجد وقد تم اضرام النار فيها من قبل 3 اشخاص قاموا بسرقتها واشعال النار فيها عند باب المسجد بغرض ارهاب المصلين وإخافتهم.

وبعد ذلك تجمع جمع غفير من الشباب من المعارضين لبناء هذا المسجد وهتفوا بهتافات ضد المصلين الشيعة واتهموهم بالعمالة.

وتم ايضاً رجم المسجد بالحجارة واعتدوا على المصلين بالضرب والسب، وحين حاول احد الشباب من المعتدين على المسجد فك اطارات السيارة أمسك به أحد المصلين فتجمهر عليه حوالي 17 شخصاً منهم وأوسعوه ضرباً وسببوا لها كدمات في كتفه الايسر.

وعلى الرغم من انه تم تبليغ مخفر تيماء بالحادثة في وقتها اي الساعة الثامنة والربع، فإن رجال الامن لم يصلوا الا الساعة التاسعة والربع ووصل بعدها رجال الاطفاء وقاموا باطفاء السيارة المشتعلة، وقد وصل الأمر بالمعتدين للاشتباك مع رجال الأمن وضربهم.

وبعد التحقيق مع 12 شخصاً من المعتدين، تمت إحالتهم الى نيابة الاحداث لصغر سنهم، وكثرت الواسطات لإخراجهم من هذه المشكلة، واختفى الاشخاص الأكبر سناً منهم والمحركين لهذا التجمهر، ولم يعرف من هم، ومن الذين قاموا بتوجيه هؤلاء الصبية لمثل هذا العمل التخريبي والتخطيط لوضع هؤلاء الأطفال في المقدمة والمواجهة حتى لا يظهروا في الصورة وتتم إدانتهم.. كل ذلك من دون رادع ولا وازع من ضمير، فالشعارات التي هتف بها هؤلاء الصبية لا يمكن ان تكون من تنظيمهم، بل ان هناك من يلبد بالخفاء ويبث السموم في عقول هؤلاء الاطفال، ونخشى ما نخشاه ان ما نشر في الجرائد الكويتية من ان جماعة الزرقاوي سنتشر في الخليج قد بات صحيحاً.

ويشكل الشيعة في الكويت حوالى ثلث السكان الاصليين المقدر عددهم ب 956 الفا. ولهم حوالى اثني عشر مسجدا وحسينيات ونادرا ما شعروا بالقلق من السنة. لكن التوترات بين الشيعة والسنة في الكويت برزت بعد سقوط الرئيس العراقي صدام حسين في نيسان/ابريل 2003 وتنامي قوة الشيعة في العراق.

وعلى خلفية تداعيات حادث الاعتداء على مسجد محمد بن أبي بكر يوم الجمعة الماضي، اصدر عدد من علماء الدين الكويتيين بيانا نشرته (إيلاف) وفيه نددوا بالعمل العدواني وطالبوا بإجراءات أكثر حزما وصرامة من جانب الجهات الحكومية المعنية وخاصة الأمنية منها، كما حذر العلماء والمشايخ من مغبة "شيوع الفتنة الطائفية". وأشار البيان إلى دور النائب المتشدد في البرلمان الكويتي عواد برد لصالح الإفراج عن المعتدين لدى السلطات الأمنية.

وكان الشيخ نواف الأحمد أكد للنواب الشيعة في مجلس الأمة صالح عاشور ويوسف الزلزلة وحسن جوهر ان الحادث مجرد "عبث صبياني وليس له أي أبعاد طائفية" مشدداً على أنه سيتم إحالة المتهمين بإشعال النار الى النيابة العامة لمعرفة ما إذا كان هناك من يحركهم أو يدفعهم لارتكاب مثل هذه الحوادث الشاذة والغريبة عن تقاليد مجتمعنا.

ووقع البيان عدد من رجال الدين والمفكرين على الساحة الكويتية ومن بينهم : السيد مرتضى المهري، الشيخ محمد الجزاف، الشيخ محمد جمعة، الشيخ يوسف ملا هادي، الشيخ جابر دشتي، الشيخ حسن المحميد، الشيخ حافظ ناصر، الشيخ صادق بوعباس، الشيخ عبد الله دشتي، الشيخ مرتضى فرج ، الشيخ رجب علي رجب، الشيخ شبير أشكناني، السيد مجتبى المهري، السيد هاشم الهاشمي ، الشيخ علي الجدي، الشيخ محمد أشكناني،  السيد جعفر الحسيني، الشيخ علي الموسى، الشيخ علي أمير، السيد حسين القلاف، الشيخ حسين المعتوق، والشيخ علي حسن غلوم .

وجاء في البيان ما نصه الآتي:

 "بلغنا من مصادر متعددة وشهود عيان أنه - ومع بالغ الأسف- تم التعرض ليلة أمس الجمعة 3 رمضان 1426 الموافق 7/10/2005 على بيت من بيوت الله في منطقة الجهراء، وذلك من خلال إحراق سيارة وتكسير كشافات المسجد ورشق المصلين الصائمين بالحجارة والاعتداء الجسدي على بعضهم وتجمهر العشرات من المتطرفين مطلقين صيحات تكفر الشيعة صراحة على مرأى ومسمع رجال الأمن.

واستنكر العلماء والمشايخ "هذه الأعمال الغوغائية ، التي كما قالوا "جاءت تصعيداً لأعمال استفزازية سابقة وقعت عند المسجد ذاته .. حيث لم تراع للمسجد حرمة ولا لشهر رمضان حرمة ولا للمسلم المصلي الصائم حرمة، ولا تستهدف إلا إثارة الفتنة وتمزيق المجتمع، ولا تمت إلى سماحة الإسلام بصلة".

وأضافوا "إننا إذ نستنكر ذلك كله، نطالب الحكومة بتحمل مسؤولياتها و حماية بيوت الله والمصلين من اعتداءات المتطرفين التكفيريين، ومحاكمة المعتدين، وملاحقة وكشف من يغذيهم بفكره الأعوج. كما نطالبها أن لا تبعث برسالة خاطئة إلى المعتدين من خلال التقليل من خطورة ما حدث، الأمر الذي قد يزيد من جرأتهم في المستقبل.".

وحذر موقعو البيان من "اثارة فتنة طائفية، يغيب فيها العقل والوجدان وتتوارى فيها المشاعر الإنسانية، نعتبر هذه الحادثة بمثابة جرس إنذار لنا جميعاً حتى يتحرك عقلاء البلد وعلماؤها ومثقفوها ووجهاؤها وكل فئاتها وشرائحها يداً واحدة لوأد الفتنة قبل أن تطل برأسها وتحرق- لا سمح الله- البلاد والعباد"، وختموا البيان بالقول (رب اجعل هذا البلد آمناً وسائر بلاد المسلمين).

ونسبت صحف كويتية الى مصادر في وزارة الداخلية ان «شباناً كانوا سرقوا سيارة يملكها مقيم سوري واستخدموها لـ «التفحيط» ثم تعطلت أمام مسجد محمد بن أبي بكر وهو المسجد الوحيد للشيعة في الجهراء فبادروا الى احراقها، فتجمع حولها عشرات من المراهقين وأحداث السن وقام بعضهم بالقاء حجارة على السقف المعدني للمسجد لاحداث ضوضاء وهذا تصرف صبياني شائع، وكان ذلك بعد صلاة المغرب ثم تطور الأمر الى مشادات كلامية وشتائم بينهم وبين بعض المصلين».

وطوقت دوريات للشرطة المكان واعتقلت عدداً من الشبان غالبيتهم من فئة «البدون»، وبينهم بعض من يشتبه بسرقته للسيارة وإحراقها، ونسبت صحيفة «السياسة» لوزير الداخلية الشيخ نواف الصباح انه أبلغ النواب الشيعة الذين اتصلوا به انه ليست للحادث دوافع طائفية «بل عمل صبياني طائش»، وان الجهات الأمنية «ستتخذ اجراءات لمنع تكراره».

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 11/ تشرين الأول/2005 -  7/ رمضان/1426