المسلمون التايلانديون يهربون من العنف بحثا عن حياة جديدة

الى جانب علب الصودا وعبوات المعكرونة تبيع المتاجر العائلية في جنوب تايلاند المنكوب بالعنف تذاكر للانتقال الى حياة جديدة.

وفي مقابل خمسة بات (0.12 دولار) تشتري لك التذكرة رحلة مدتها نصف دقيقة بالقارب عبر نهر ضيق الى ماليزيا أرض الفرص للكثير من الشباب المسلم الذي يريد الهرب من اضطراب مضى عليه 21 شهرا في ثلاثة أقاليم في أقصى جنوب تايلاند.

ومع تجاوز حصيلة القتلى 900 قتيل وانهيار الاقتصاد المحلي فان الشباب المسلم لا يرى جدوى من البقاء ليتورط في صراع شرس بين المتشددين الانفصاليين وأكثر من 30 ألف جندي وشرطي.

ويقول عبد الرحمن رئيس المجلس الاسلامي لاقليم ناراثيوات الواقع على بعد 1200 كيلومتر جنوبي بانكوك "الناس هنا يهتمون بثلاثة أمور: أين ستعتقلني السلطات؟ ومتى يجب أن أغادر؟ وكيف أموت؟"

وبدأ الخوف يسيطر على الشباب في ناراثيوات واقليمي يالا وباتاني المجاورين التي كانت تؤلف فيما مضى سلطنة مستقلة وحيث يقول المسلمون الان انهم يشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية.

وقال سوبري (22 عاما) وهو طالب جامعي في باتاني يريد أن يكمل دراسته في ماليزيا "سأرحل حتما. اذا لم تتفق مع الحكومة فأنت عدوها."

ونشرت الحكومة التي يهيمن عليها البوذيون في بانكوك أعدادا كبيرا من الجنود في المنطقة حيث نسبة المسلمين والملايو العرقيين واخرين لا يتحدثون التايلاندية 80 في المئة من بين 1.8 مليون نسمة لكنها فشلت في وقف التفجيرات وعمليات اطلاق النار التي تحدث يوميا.

كما يثير وجود الكثير من الجنود البوذيين استياء المسلمين مما زاد من المخاوف بأنهم يفاقمون الوضع بدلا من تهدئته.

وفي رأي كثير من المسلمين فان قواعد البقاء على قيد الحياة بسيطة ولكنها شاقة وتتمثل في الآتي: لا تأكل في مطعم أو مقهى ترتاده الشرطة. احذر من الخروج ليلا بعد صلاة العشاء ونظم حفلات الزفاف ومراسم الجنائز دائما في ساعات الصباح.

ولكن عند البعض فان هذه الاجراءات ليست كافية.

ففي الشهر الماضي أثارت مجموعة مؤلفة من 131 مسلما نصفهم من النساء والاطفال أزمة دبلوماسية مع كوالالمبور عندما هربوا الى شمال ماليزيا وطلبوا اللجوء مما وصفوه بأنه اضطهاد من قبل القوات الامنية التايلاندية.

وتنفي بانكوك أن جيشها أو شرطتها لجأت الى ترويع المسلمين ولكن خروج مثل هذا العدد الكبير كشف حقيقة أن بعض المسلمين في الجنوب خائفون لدرجة تدفعهم الى طلب اللجوء السياسي.

ولا أحد يعرف بالضبط عدد من تسللوا عبر الحدود الطويلة سعيا وراء حياة جديدة في ماليزيا ولكن يبدو أن المشكلة متفشية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 9/ تشرين الأول/2005 -  5/ رمضان/1426