الملتقى القرآني الخامس ينعقد في صفوى تحت عنوان القرآن كتاب حياة

تقرير: علي المرهون – يحيى السلمان

تحت مسمى "القرآن كتاب حياة" أقام مركز القرآن الكريم التابع لجمعية الصفا الخيرية بصفوى ملتقاه القرآني الخامس في صالة الملك عبدالله بالقديح مساء الأربعاء 24/8 الموافق 28/9 /2005 م بحضور شخصيات علمائية واجتماعية ومهتمين بالشأن القرآني والثقافي والعديد من الشخصيات الاجتماعية  من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج ولبنان.

وقد استهل الملتقى أعماله بورش العمل التي أقيمت عصراً واقتصرت على اللجان القرآنية العاملة على مستوى دول الخليج العربي وقد خرجت هذه الورش بجملة من التوصيات منها:

1- السعي لتصميم فكرة يوم القرآن الكريم حتى يكون يوما ً عالميا ً عبر التنسيق والاتصال مع الجهات المختلفة المعنية بالشأن القرآني والإسلامي.

2- التأكيد على التواصل ما بين الأنشطة القرآنية والتعاون الدائم فيما بينها ووضع آليات لذلك.

3- السعي الجاد لإقامة مثل هذا الملتقى القرآني في المناطق المختلفة.

4- أن تقام الملتقيات القرآنية في فترة زمنية سابقة لشهر رمضان الكريم بوقت كافي من أجل تطبيق التوصيات في الشهر المبارك.

ومساءً افتتحت الندوة العامة بحضور كبير ضم نخبة من المهتمين بالعمل الثقافي القرآني وقد استهل المحفل بآيات من القرآن الكريم رتلها الأستاذ زكي العباس عضو فرقة الإمام المجتبى.

تلا ذلك كلمة افتتاحية ألقاها رئيس مركز القرآن الكريم سماحة الشيخ صالح البراهيم ركز فيها على أهداف مثل هذه الملتقيات التي دأب المركز على تنظيمها وهي:

* السعي الجاد والجمعي لإيجاد علاقة صحيحة تربط المسلم بالقرآن الكريم.

* توثيق الروابط بين المهتمين بالعمل القرآني ودعم ومساندة البرامج القرآنية المختلفة.

* الاستفادة من المقترحات لتطوير العمل القرآني وإشاعة الأجواء القرآنية.

ثم قدم الشيخ البراهيم عرضاً مفصلاً لآليات إدارة الملتقى و بيّن الهدف الرئيس من اختيار هذه الآليات حفاظاً على الوقت وإفساح المجال لأكبر عدد من المتحدثين.

ثم افتتحت محاور الملتقى بتقديم المتحدث في المحور الأول سماحة العلامة الشيخ حسن النمر متحدثاً عن "البيئة القرآنية بين الواقع والطموح"، وقد بدأ الشيخ النمر حديثه بمدخلية وضّح فيها منزلة القرآن الكريم في الثقافة الإسلامية، ثم دخل في صميم المحور وبيّن ضرورة توفير الأجواء المناسبة ليأخذ القرآن الكريم دوره الحقيقي في حياة الفرد والمجتمع وطرح المعطيات والنتائج التي يفرزها مثل هذا الاهتمام من حيث التعرف على الله والتعرف على المسلك الأقرب إليه إضافة إلى معرفة الإنسان ودوره وحاضره ومستقبله، وقد عرض المتحدث آلياتٍ للوصول لمثل هذه العلاقة الإيجابية لخصها بالتالي:

* حرص الأهل على دوام تلاوة القرآن في المنزل لتوفير جو الإنس بالقرآن الكريم.

* تجاوز الحدود الفردية للآفاق العامة من قِبل المجالس القرآنية العامة وتحفيز الحضور بالعوامل الجاذبة.

* الاهتمام بالنشء لأنهم أقرب للتأثر، وتفعيل دور أماكن العبادة.

تلا ذلك مداخلة رئيسة لسماحة الشيخ فيصل العوامي طرح فيها اقتراح باستبدال مصطلح بيئة بمصطلح "ثقافة" لأنه أكثر دلالة على المعنون، ثم وضح ضرورة تكريس الثقافة القرآنية واكتشاف القيم الأم التي ينادي بها القرآن الكريم والشاملة لكل نواحي الحياة.

ثم وصّف الشيخ العوامي المشروع القرآني الناجح بقوله أنه الذي يعمل على إبراز القيم الأصيلة وترسيخها ودعا إلى إغراق الساحة بالمشاريع القرآنية بمختلف مسمياتها وضرورة تحويل المشروع القرآني من الإطار الجاف إلى الإطار الاكثر إبداعاً كأن يكون فيه برامج ترفيهية جاذبة لشريحة الشباب.

ثم تحدث سماحة الشيخ حامد عبدالرزاق من الكويت متحدثاً عن المعضلة الأولى التي يواجهها المشروع القرآني وهي النظرة القاصرة للقرآن الكريم على أنه لم يعد أعظم الدساتير وأن في غيره صفة العظمة بحضور أكثر، وطرح الحل لمثل هذه المعضلة بضرورة تغيير هذه النظرة عبر آليات منها:

* خلق الثقافة القرآنية في المجتمع ابتداءً بالمدارس الدينية والحوزات وصولاًً حتى الخطابة المنبرية.

* التركيز على الدور الروحاني العظيم للقرآن الكريم.

ثم انتقلت دفة الحديث حيث الأكاديمي الدكتور السيد عدنان الشخص الذي تطرق لضرورة الاهتمام بالبيئة العلمية والمعرفية في القرآن الكريم كون القرآن الكريم يهتم بجوانب التفكر وإثارة العقل، وقد قدم الدكتور نظرته في مسألة إعادة صياغة طريقة الطبع للقرآن الكريم وقال أنه لا يرى مانعاً من تضمين المصحف هوامش يستفيد منها القارىء في تدوين ملاحظاته وتساؤلاته.

ثم انتقلت المداخلات إلى الجمهور وقد اتفقت في غالبها على أهمية الخروج من الحالة النمطية الجامدة في التعامل مع القرآن الكريم على أساس تعبدي صرف دون الالتفات للوجه الآخر المتمثل بعلوم وثقافة القرآن الكريم.

وعلى هامش الملتقى تم تكريم جمعية مضر الخيرية لاستضافتها لأعمال الملتقى، كما تم تكريم سماحة الشيخ حسن الصفار بصفته مشجعاً رئيساً للأنشطة القرآنية في المنطقة، وقد ألقى الشيخ الصفار كلمة شكر فيها القائمين على الملتقى وأبدى سعادته لوجود هذه البذور الطيبة للاهتمام بالقرآن الكريم وقدم جملة من المقترحات صبت في غالبها في مصب تطوير عمل هذه الأنشطة حتى تبلغ مستوى الاحترافيه في العمل المؤسساتي.

وقبل استئناف الحديث في محاور الملتقى ألقت فرقة الإمام المجتبى موشحاً قرآنياً شنّفت به الأسماع وحازت رضا واستحسان الحضور، ثم افتتح سماحة الشيخ عبدالغني العباس المحور الثاني من محاور الملتقى وكان بعنوان "مسئوليتنا تجاه القرآن في نظرة أهل البيت ع " وبدأ الشيخ حديثه بذكر حقيقة علمية تشير إلى الحالة التصاعدية للعلوم على مر التاريخ وأن هذا التصاعد على مستوى أفقي وعلى مستوى التعمق في هذه العلوم ومثّل لذلك بعلم الفقه والأصول اللذان توسعا خلال التاريخ الإسلامي ولا زالا في حالة تطور مستمر في حين أن ذلك التطور لم يكن واضحاً وجلياً في العلوم القرآنية وعزا ذلك إلى حالة التهيب من الخوض في العلوم القرآنية بحكم القداسة التي تحيط بالقرآن في حين أن تعامل أهل البيت عليهم السلام كان ولا زال المثال الذي ينبغي التأسي به ودعا إلى استحضار آليات تعامل الأئمة مع القرآن وقراءة استدلالات الأئمة بآيات القرآن الكريم في كل الأمور الحياتية.

المداخلة الأولى في هذا المحور كانت لسماحة الشيخ فوزي السيف الذي بيّن حقيقة الهجر المذكور في الآية القرآنية بأنه يتعدى الهجر اللفظي إلى هجران العمل بالثقافة القرآنية والهجر المعرفي للقرآن حتى لم يعد القرآن مرجعية معرفية بالنسبة للأمة لا على مستوى العامة ولا على مستوى النخبة وقارن بين حضور الثقافة القرآنية كمرجعية معرفية وبين عناوين ثقافية أخرى وجد أن كثيراً منها تتفوق على القرآن الكريم ومنها الأمثال الشعبية الحاضرة في ثقافة الأمة بشكل أكبر.

ثم تداخل سماحة الشيخ فهد أبو العصاري من المدينة المنورة مبيناً مسئوليتنا تجاه القرآن في نظر أهل البيت وهي تتفرع إلى مسئولية التعلم ثم العمل واستشهد بكم كبير من روايات أهل البيت عليهم السلام ذاكراً ارتفاع شبهة الترف العلمي عن مثل هذه الاستشهادات وذكّر بضرورة إحراز المصدر الصحيح لتعلم القرآن الكريم وهم أهل البيت لأنهم القرآن الناطق داعياً لإنزال هذا العلم من النظرية إلى التطبيق.

المداخلة الرئيسية الأخيرة في هذا المحور كانت للشيخ لؤي الناصر الذي عرض جملة من الخصوصيات التي تصبغ تعامل أهل البيت عليهم السلام مع القرآن الكريم في مختلف الجوانب الفكرية والفقهية داعياً للإحتذاء بها.

ثم فتح المجال أمام المداخلات العامة وشهدت تداخلاً للعديد من ضيوف الملتقى من خارج المملكة بينهم الشيخ حبيب الجمري من البحرين والشيخ مخلص الجده من لبنان والنائب في مجلس الأمة الكويتي صالح العاشور.

وفي ختام النقاشات حول محاور الملتقى ألقى عضو المجلس البلدي عن محافظة القطيف على الحي كلمة نيابة عن الداعمين للأنشطة القرآنية حثّ فيها الحضور والمهتمين بشيوع الثقافة القرآنية السليمة على دعم مثل هذه المشاريع والملتقيات دعماً مادياً ومعنوياً.

وفي ختام أعمال الملتقى قرأ الأستاذ أمين الهاني عضو مركز القرآن الكريم بجمعية الصفا الخيرية ومدير الحوار في الملتقى التوصيات التي طرحها المتحاورون وهي:

أولا: التوصيات على المحور الأول " البئية القرآنية بين الواقع والطموح ":

1/ التأكيد على موقع القرآن الكريم في الفكر الإسلامي.

2/ استحضار القرآن في الواقع الإسلامي.

3/ توفير الأجواء المناسبة لتبوأ القرآن دوره الطبيعي والمناسب للمهمة التي أُنزل من أجلها على مستوى البناء المعرفي والتنمية الإنسانية وإعمار الأرض.

4/ الاهتمام ببعض الآليات التي يمكن اعتمادها لخلق بيئة صحيحة للقرآن.

5/ اثراء الساحة بالمشاريع القرآنية.

6/ تكريس الثقافة القرآنية لدى الشباب.

7/ أن نُغير نظرتنا للقرآن ونجعله أعظم شيء في حياتنا.

8/ خلق الثقافة القرآنية في المجتمع بدأً بالحوزات العلمية مروراً بالمدارس والخطباء.

9/ الاهتمام بمختلف جوانب الثقافة القرآنية.

10/ التركيز على الدور الروحي للقرآن.

11/ الانطلاق من الفرد لخلق شعور متأثر بالقرآن.

12/ التركيز على الجانب العبادي في القرآن.

13/ التركيز على التفكر في القرآن.

14/ التركيز على البيئة العلمية وتنميتها.

15/ الاهتمام ببيئة العبرة والموعظة في القرآن.

16/ حضور الشخصية القرآنية النموذج في المجتمع للاقتداء بها.

17/ ةضع خطط واضحة وسنوية للجان القرآنية.

18/ تطوير الملتقيات القرآنية لتكون ورش عمل تنهض بالعمل القرآني.

19/ التأكيد على التفسير الحقيقي والجمالي للقرآن الكريم.

20/ التركيز على الجانب العملي للقرآن.

21/ الانطلاق من البيئة الفردية والأسرية أولا ً لصنع البيئة القرآنية العامة.

22/ ابتكار أساليب وآليات أكثر جاذبية قادرة على جذب الناس للقرآن خاصة شريحة الشباب.

ثانياً: التوصيات على المحور الثاني " مسئوليتنا تجاه القرآن في نظرة أهل البيت ع ":

1/ أن نتمثل طريقة الأئمة في التعامل مع القرآن الكريم وقراءة استدلالات القرآن وكشف المجاهيل.

2/ استخلاص القيم العامة والتجديد في منهج التفسير واستنباط القيم الأساسية من القرآن الكريم.

3/ التفاعل مع القرآن الكريم لعلاج القضايا المعاصرة.

4/ اهتمام طلاب العلم وتأملهم في كيفية استنطاق أهل البيت للقرآن الكريم.

5/ تطوير دور الحوزات العلمية وطلابها في البحث والاستدلال لآيات القرىن الكريم.

6/ تعلم القرآن والعمل به وفق تعاليم أهل البيت وأحاديثهم.

7/ أن يكون تفكيرنا تفكير قرآني كما دعا له أهل البيت عليهم السلام.

8/ أن نكون نحن المبشرين بالقرآن بربط القرآن بالواقع كما كان أهل البيت عليهم السلام.

9/ ابتكار آليات جديدة في عرض القرآن الكريم.

10/ أن نفهم نظرة القرآن لنظام الحكم وحقوق الإنسان وموقعها في الخطاب القرآني.

11/ الانتباه لدور المرأة المسلمة في الحياة العامة اجتماعياً وسياسياً من رؤية القرآن وأهل البيت.

12/ الجانب الصوتي له تأثيره في فهم القرآن فيجب الالتفات له والإهتمام به.

13/ إشراك المذاهب الأخرى في ملتقياتنا وأعمالنا القرآنية وفتح الحوار معهم.

14/ التأكيد على المسئولية تجاه القرآن من خلال أحاديث أهل البيت عليهم السلام وتعاملهم الواقعي مع القرآن.

بعد ذلك ألقى سماحة الشيخ صالح البراهيم رئيس مركز القرآن الكريم بجمعية الصفا الخيرية كلمة ختامية للملتقى شكر فيها الحضور على تلبية الدعوة والتفاعل مع هذا النشاط القرآني آملاً أن تلقى التوصيات التي خرج بها الملتقى صدى طيباً وتطالها يد التنفيذ في القريب العاجل لخلق ثقافة قرآنية سليمة.

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية -السبت 8/ تشرين الأول/2005 -  4/ رمضان/1426