|
اقدمت بعض الصحف الكويتية على خطوة لا تحظى بالشعبية بالدعوة الى
علاقات طبيعية مع اسرائيل بعد تحركات مماثلة من جانب دول عربية اخرى.
وتشكل مقالات نشرتها صحف رئيسية في الاسابيع الاخيرة تحولا عن
المعتاد في هذه الدولة حيث لا تزال مشاعر العداء تجاه الدولة اليهودية
عميقة.
وجاء في افتتاحية بقلم احمد الجارالله نشرتها صحيفة عرب تايمز التي
تصدر باللغة الانجليزية "الان ومنذ مدة طويلة قررنا اعادة القضية
الفلسطينية الى اصحابها وقلنا اننا نرى ما يرونه في قضيتهم."
واضافت "المكاسب في كل مجالات النهوض لن تتوفر للعرب بغير السلام
وانهاء حالة الحرب..بالسلام سيقوى العرب اقتصاديا...وستزدهر تجارتهم
وموقعهم العالمي سيقوى وهو الموقع الذي تستحوذ عليه اسرائيل حتى الان."
واثنى الجار الله على تحركات بعض الدول العربية مثل تونس وقطر لتبني
موقف أكثر مرونة تجاه اسرائيل.
ودعا ايضا كاتب العمود السعودي يوسف ناصر السويدان في صحيفة السياسة
الكويتية دول الخليج العربية الى اقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل بعد
ان انسحبت من قطاع غزة.
وقال السويدان ان العرب ينبغي لهم ان يحذوا حذو باكستان التي اجرى
وزير خارجيتها محادثات مع نظيره الاسرائيلي الشهر الماضي بعد انسحاب
اسرائيل من قطاع غزة.
واضاف "استجابة عربية كهذه في هذا الوقت بالذات (ستكتسب) قوة رافعة
ودافعة للعملية السياسية السلمية والمصالحة التاريخية في الشرق الاوسط
بسبب ما سيشكله انفتاح قنوات الاتصال المتنوعة وتبادل المصالح
الاقتصادية وغيرها بين العرب والاسرائيليين من عامل حاسم ومؤثر في بناء
جسور الثقة المتبادلة بين الاطراف كافة وصولا الى حل جميع الخلافات
الاسرائيلية - الفلسطينية وبالتالي اسدال الستار نهائيا وابديا على
علاقات الاحتراب والكراهية البائدة."
لكن مثل هذه التعليقات تتعارض مع المشاعر العامة السائدة في الكويت
حيث يرفض كثير من الساسة الاسلاميين والقوميين اي حوار او علاقات مع
اسرائيل.
ورغم التوترات في العلاقات الفلسطينية الكويتية خلال ازمة الخليج
عام 1991 فان الكويت تؤيد موقف الجامعة العربية بان اقامة دولة
فلسطينية مستقلة شرط مسبق لاقامة علاقات طبيعية.
وقال المحلل شملان العيسى لرويترز "يقدروا يكتبوا شيء عادي وطبيعي
لكن هل الدولة تستطيع .. انا شخصيا لا اعتقد هذا."
واضاف "العملية اعتقد اعمق من التجارة.. في شعور قوي ان القضية
الفلسطينية قضية شعوب اكثر منها قضية حكام."
وقال ان حتى الدول العربية التي وقعت معاهدات سلام مع اسرائيل مثل
مصر والاردن لا تتصور تطبيعا كاملا للعلاقات. |
