كيف تفوز بجائزة نوبل للسلام؟

 

نصيحة لكل من يطمح للفوز بجائزة نوبل لسلام.. زر النرويج.

إنه مزيج محير بين الصدفة والحظ والدعاية ولكن كثيرين ممن فازوا بجائزة نوبل للسلام منذ تأسيسها في عام 1901 زاروا النرويج قبل إعلان قرار منح الجائزة. ويعلن الفائز بجائزة نوبل لهذا العام في السابع من اكتوبر تشرين الاول ويتم اختياره من بين 199 مرشحا.

وقال شتاين تيونسون رئيس معهد ابحاث السلام الدولي في العاصمة النرويجية اوسلو "ربما يشعر اعضاء اللجنة بميل اكبر حين يلتقون بشخص ما ويسمعون حديثه ويتأثرون به."

واضاف "ترى اللجنة العالم من منظور نرويجي ولكن ليس الى الحد الذي تحاول معه تحقيق المصالح الوطنية للنرويج."

ومنذ عام 1990 زار نحو نصف حائزي الجائزة النرويج او حصلوا على جائزة نرويجية او كان لهم صلة قوية اخرى سابقة بالنرويج موطن ما يعتبره كثيرون ارفع جائزة عالمية.

ويثير ذلك تساؤلات عما اذا كانت اللجنة السرية المكونة من خمسة اعضاء تتسم بتجرد تام او ان نظرتها للعالم تتاثر الى حد كبير بما يحدث في الداخل مما يثير مخاوف بشأن دعاية مستترة.

ويبدو أن زيارة اوسلو صدفة لها مفعول السحر في تعريف اللجنة بمرشح غير مشهور. ولكن الدعاية الصارخة تفشل غالبا ففي عام 1991 ارسل مؤيدو مرشح لم تكشف هويته التماسات ملأت 40 صندوقا دون جدوى.

ومن الفائزين الذين زاروا النرويج بالصدفة نشطة البيئة الكينية وانجاري ماثاي ونالت الجائزة العام الماضي اثر زيارة للنرويج في منتصف 2004 لتسلم جائزة اخرى.

وبالمثل فازت المحامية الايرانية شيرين عبادي بالجائزة في عام 2003 بعد عامين من زيارتها للنرويج لتسلم جائزة رافتو النرويجية في مجال حقوق الانسان. ومنذ عام 1990 نال اربعة من الفائزين بجائزة رافتو جائزة نوبل للسلام.

ويقول ارني ليليدال لينجارد رئيس لجنة محكمي جائزة رافتو "احسنا الاختيار في بعض الحالات. يمكن ان نكون بالون اختبار في بعض الاحيان.. تستطيع لجنة نوبل ان ترى كيفية تقبل وسائل الاعلام والساسة في جميع انحاء العالم لجائزتنا."

ولم تنل الامريكية جودي وليامز وحملتها الدولية من اجل حظر الالغام الارضية على جائزة رافتو ولكنها فازت بجائزة نوبل للسلام في عام 1997 بعد شهور من المشاركة في مفاوضات بشان اتفاقية في هذا الصدد تحت رعاية الامم المتحدة في اوسلو.

ونفى اولي دانبولت ميويس رئيس لجنة نوبل ان تكون اللجنة متأثرة اكثر من اللازم بالاحداث في النرويج. وأسس الفريد نوبل وهو سويدي محب للخير اخترع الديناميت الجائزة وقدرها 1.3 مليون دولار.

ويقول ميويس "نحن ننفذ رغبة الفريد نوبل" واشار الى ان قواعد منح الجائزة تنص على تقديمها لمن يبذلون اقصى جهد ممكن لتحقيق التاخي بين الدول او من اجل تقليص الجيوش او تفكيكها او عقد أو دعم مؤتمرات من اجل السلام.

ويقول مؤيدو اللجنة ان المنظور النرويجي ربما يمثل جزءا من نجاح الجائزة وتقع النرويج عند الطرف الشمالي من اوروبا ويقطنها مليون نسمة يتسمون بنظرة ليبرالية للشؤون العالمية.

غير ان اخرين يرون ان اعضاء اللجنة يفتقرون للخبرة احيانا. وتعين احزاب في البرلمان اعضاء اللجنة لمدة ستة سنوات ويفترض فيهم الاستقلالية.

ويقول يان هالاند ماتلاري استاذ العلوم السياسية في جامعة اوسلو "انها مشكلة. أعضاء اللجنة ساسة وليسوا خبراء في الشؤون الدولية.. من الطبيعي ان تكون نظرتهم قومية."

وقال اروين ابرامز وهو أستاذ فخري في جامعة انتيوتش باوهايو وهو من أكبر خبراء الجائزة في العالم ان دعاية وزيارة من يطمحون في الفوز بالجائزة ليس امرا جديدا ولكن الاصعب تحديد ما اذا كانت هذه وسيلة ناجحة.

وقال ان اللجنة كان يمكن ان تستبعد نورمان انجل نشط السلام البريطاني الذي فاز بالجائزة في عام1933 اذا علمت بانه كان يجري دعاية مستترة لنفسه وانه صاغ اوراق ترشيحه متحديا اللوائح.

وعلى العكس فقد فاز الاب دومينيك بير وهو قس بلجيكي غير شهير بالجائزة في عام 1958 لمساعدته اللاجئين بعد ان القى كلمة في اوسلوا قبل فترة قصيرة من اعلان الجائزة. ويقول ابرامز ان ذلك ترك انطباعا طيبا لدى اللجنة وربما يكون ساعد ذلك في ان يميل الميزان لصالحه.

غير ان الزيارات ربما تأتي بنتائج عكسية.

تساءل "هل كانت الام تريزا (التي فازت بالجائزة في عام 1979) ستنال الجائزة اذا قامت بزيارة قبل منحها اياها والقت كلمة عن الاجهاض ازعجت دعاة حقوق المراة في اوسلو بعد حصولها على الجائزة.."

ولم تنفر الدعاية اللجنة في جميع الحالات. فقد نظمت حملات دعائية ناجحة لفائزين مثل كارل فون اوسيتزكي وهو كاتب مناهض للنازية ومن دعاة السلام ونال الجائزة في عام 1935.

وهذا العام حظي العديد من المرشحين بتغطية ايجابية في وسائل الاعلام النرويجية من بينهم رئيس فنلندا السابق مارتي اهتيساري الذي يتصدر المراهنات لتوسطه في اتفاق السلام بين متمردي اتشيه والحكومة في اندونيسيا.

كما رشح كل من السناتور الامريكي ريتشارد لوجار والسناتور السابق سام نان لعملهما من أجل تفكيك الاسلحة النووية للحقبة السوفيتية. وفي وقت سابق من هذا العام نشرت صحيفة نرويجية ان عملهما "ينبغي ان يكون جديرا بجائزة نوبل".

ومن بين المرشحين نجم الروك الايرلندي بونو وزميله الموسيقي بوب جيلدوف لحمتلهما ضد الفقر. وقد اقام بونو حفلا موسيقيا مع فرقته يو 2 في اوسلو في اغسطس اب.

هذا ويبدأ الاعلان عن جوائز نوبل للعام 2005 اعتبارا من الاثنين في ستوكهولم على ان يعلن الفائز باكثر هذه الجوائز بريقا اي نوبل للسلام الجمعة في اوسلو والتي قد تكافىء هذه السنة مكافحة مخاطر التسلح النووي.

ويفتتح الموسم بالاعلان عن جائزة نوبل للطب الاثنين. وكانت هذه الجائزة منحت عام 2004 للاميركيين ريتشارد اكسيل وليندا بوك لاكتشافاتهما المتعلقة بمنظومة حاسة الشم.

وتعلن جائزة نوبل للفيزياء الثلاثاء وللكيمياء الاربعاء. اما جائزة نوبل للاداب فقد لا تعلن الخميس كما جرت العادة وقد يكشف عن الفائز بها الاسبوع التالي. اما جائزة نوبل للاقتصاد فسيعلن عنها الاثنين في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر.

وتتركز التوقعات على الاخص على جائزتي نوبل للسلام وللاداب اذ ان الفائزين بهما عامة يكونون اكثر شهرة بالنسبة للجمهور العريض وتدور التوقعات حول عدة اسماء هذه السنة.

وبعد المفاجأة التي تمثلت باعلان فوز الوزيرة الكينية الناشطة في المجال البيئي وانغاري ماتاي بجائزة نوبل للسلام لعام 2004 يتوقع ان تكون هذه الجائزة اكثر وفاء لتقاليدها.

الا ان كون هذه السنة طبعت بالذكرى الستين لانفجار قنبلتي هيروشيما وناغازاكي النوويتين يجعل من منظمة "نيهون هيدانكيو" اليابانية من بين الاوفر حظا لجائزة نوبل للسلام.

واعضاء هذه المنظمة من ال"هيباكوشا" وهو الاسم الياباني الذي اعطي للناجين ال266000 من انفجاري 1945 النوويين.

وكان ترشيح هذه المنظمة لجائزة نوبل للسلام قدم ثلاث مرات في الماضي من قبل اقدم اتحاد للنشاط السلمي العالمي وهو المكتب الدولي للسلام الذي يتخذ من جنيف مقرا له والذي اسس عام 1892 وحاز جائزة نوبل للسلام عام 1910.

اما هذه السنة فان منظمة "اميركن فرندز سيرفس كوميتي" رشحت "نيهون هيدانكيو" للجائزة.

وقال شتين تونيسون مدير معهد دراسات السلام في اوسلو لوكالة فرانس برس "بما ان اللجنة ابدت تحفظا في السنوات الماضي ازاء منح الجائزة لرجال سياسة معروفين فقد تكون بالتالي +نيهون هيدانكيو+ بديلا جيدا للحصول على هذه الجائزة المخصصة للحد من اسلحة الدمار الشامل في العالم".

وقد حصلت منظمات اخرى على هذه الجائزة مؤخرا آخرها منظمة الامم المتحدة وامينها العام كوفي انان عام 2001.

اما بالنسبة لجائزة نوبل للاداب يعتقد بعض المراقبين ان الاكاديمية السويدية التي تمنح الجوائز تتوجه نحو توسيع نطاق جائزة الآداب لتشمل انواعا ادبية اخرى غير الرواية والشعر كما جرت العادة.

وفي هذا السياق تقول ايفا بونير وهي صاحبة دار للنشر تحمل اسمها في ستوكهولم "لقد ابدت الاكاديمية رغبة في توسيع نطاق هذه الجائزة ما قد يفتح الباب مثلا امام منحها لصحافيين ادبيين كالبولندي ريتشارد كابوتشينسكي".

الا ان اسماء الادباء التي ترددت للفوز بالجائزة في السنوات الماضية ما زالت مطروحة هذه السنة ومن بينها الروائيان الاميركيان فيليب روث وجويس كورال اوتس والروائي الالباني اسماعيل كاداري والروائي الاسرائيلي عاموس اوز والشاعر السويدي توماس ترانسترومر او حتى الكاتبة والمخرجة الجزائرية آسيا جبار.

وتسلم جوائز نوبل الست وهي كناية عن شهادة وميدالية ذهبية وشيك بعشرة ملايين كرونا سويدية (حوالى مليون و320 الف دولار) في حفل يقام في ستوكهولم امام نوبل للسلام فتقدم في اوسلو في العاشر من كانون الاول/ديسمبر في ذكرى وفاة مؤسس هذه الجائزة ومخترع الديناميت الفرد نوبل.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 2 / تشرين الأول/2005 -  27/ شعبان/1426