الامم المتحدة تنتقد حظر فرنسا للحجاب وتعتبره ضد الحريات

قالت خبيرة في الامم المتحدة بخصوص التسامح الديني يوم الخميس ان حظر فرنسا للرموز الدينية في مدارس الدولة في العام الماضي سبب مهانة لبعض الفتيات المسلمات وادى الى موجة من التعصب ضد النساء اللاتي يرتدين غطاء الرأس.

وقالت اسمى جهانجير مقرر الامم المتحدة الخاص المعني بالحرية الدينية وحرية الاعتقاد في ختام زيارة لتقصي الحقائق استمرت 11 يوما لفرنسا ان الحظر المثير للجدل تم فرضه دون تقدير كامل للعواقب المحتملة.

وقالت ان السياسة العلمانية في مدارس الدولة وهي الاساس الذي قام عليه حظر غطاء الرأس الاسلامي والطاقية اليهودية والصلبان المسيحية الكبيرة طبقت احيانا بصورة تتسم بالتصلب "على حساب حرية الديانة وحرية الاعتقاد".

ولاقى الحظر الذي فرض في سبتمبر ايلول 2004 كوسيلة للحد مما قال المسؤولون انه تزايد في نفوذ الاسلام المتطرف بين مسلمي فرنسا ادانة واسعة في العالم الاسلامي ومن جانب بعض المنتقدين في الغرب الذين رأوا انه شديد القسوة.

وقالت جهانجير وهي محامية باكستانية معنية بحقوق الانسان ان الحظر "ادى في عدد من الحالات الى سوء معاملة اثار الشعور بالمهانة خاصة بين الفتيات المسلمات الصغيرات".

واضافت للصحفيين "وفقا لاصوات عديدة فان هذه الاهانة العلنية ليس من شأنها سوى ان تؤدي الى تطرف الاشخاص المعنيين والمرتبطين بهم.

"وفضلا عن ذلك فان الوصمة التي طبع بها ما يسمى بالحجاب الاسلامي حركت موجة من التعصب الديني عندما ترتديه المرأة خارج المدرسة او في الجامعة او في اماكن عملها."

واعلن مسؤولون فرنسيون بارتياح ان 12 تلميذة فقط تحدين الحظر عندما افتتحت المدارس في وقت سابق هذا الشهر مقارنة مع 639 عندما بدأ العام الدراسي الماضي.

واضافت جهانجير التي ستقدم تقريرا بخصوص نتائج زيارتها لفرنسا الى لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في جنيف في اوائل العام القادم ان الارقام المقدمة بشأن الحظر وتأثيراته كانت موضع جدل في كثير من الاحيان.

وتابعت "القضية هي مسألة مبدأ وليست لعبة ارقام."

وتقول الجماعات الاسلامية ان الارقام الرسمية تجاهلت الاعداد الكبيرة من تلميذات المدارس اللاتي لم يعدن الى المدرسة هذا العام مفضلات دراسة مناهج بالمراسلة او التحويل الى المدارس الخاصة او الذهاب الى الخارج ليواصلن ارتداء الحجاب اثناء الدراسة.

وقالت جهانجير ان الحظر ساعد بعض فتيات المدارس على الصمود امام الضغوط التي ترمي لحملهن على ارتداء الحجاب كما يقول المسؤولون الفرنسيون في معرض دفاعهم عن الاجراء.

الا انها اضافت ان الحظر حرم في الوقت نفسه الطلاب الذين اختاروا بمحض ارادتهم ارتداء رموز دينية من حقوقهم.

وقالت "في تقديري ان العواقب المباشرة وغير المباشرة لهذا القانون لم تلق الدراسة الوافية."

شبكة النبأ المعلوماتية -السبت 1 / تشرين الأول/2005 -  26 / شعبان/1426