فيلم يعرض تجارب ثلاث معتقلات فلسطينيات تعرضن للتعذيب في السجون الاسرائيلية

عرض الفيلم التسجيلي الفلسطيني "نساء في صراع" لبثينة كنعان الخوري مساء الخميس الماضي ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الاسماعيلية للافلام التسجيلية والروائية القصيرة ويعرض لتجارب ثلاث معتقلات فلسطينيات يحملن حلما لمستقبل لا ينسى الماضي.

ويتطرق الفيلم الى تجارب المناضلات الفلسطينيات رسمية عودة وعايشة عودة وروضة البصير وهن من اوائل المعتقلات الفلسطينيات بعد الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة عقب حرب حزيران/يونيو 1967.

ويروي الفيلم من خلال مقابلات مع المعتقلات السابقات احلامهن قبل الحرب والتحاقهن بالمقاومة بعدها وصولا الى الاعتقال ومن ثم الافراج عنهن وتاثير المرور بتجربة التعذيب على حياتهن ومستقبلهن.

وكانت عائشة عودة التي تشكل الراوي والشخصية المركزية في الفيلم اعتقلت ورفيقتها في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رسمية عودة عام 1969 من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي اثر قيامهما بوضع متفجرات في سوق في القدس مما اودى بحياة اسرائيليين.

وتعرضت عائشة خلال اعتقالها الى تعذيب شديد بما في ذلك اغتصابها بعصا وعرضها عارية على رفاقها.

وشاهدت مصرع احد رفاقها قاسم ابو عكر اثناء التعذيب وكذلك شاهدت التعذيب الشديد الذي تعرضت له رسمية عودة ويعقوب عودة واخرين من الذين شاركوا في التنفيذ والتخطيط لهذه العملية.

ورات عائشة في تلك العملية وسيلة من وسائل النضال الفلسطيني من اجل الحرية والاستقلال وان كان "لا يفرحها ان تتسبب بموت اي كان ولكن هذه هي طبيعة الصراع من اجل الحرية".

وروت رسمية عودة ان اصعب المراحل التي تعرضت لها في التعذيب لم يكن الضرب وعرضها عارية على رفاقها و لا كل وسائل التعذيب التي كانت تصل بها الى درجة الاغماء بقدر ما عذبها "احضار والدها لمشاهدتها عارية ومحاولة اجباره على ان يقوم بمضاجعتها وهذا ما لم تنساه طوال حياتها لانها من اكثر اللحظات اهانة وخوفا على والدها".

ومما زاد في معاناتها في ذلك الوقت انها كانت قد تعرفت على والدها قبل فترة وجيزة من اعتقالها لانه اضطر بعد حرب عام 1948 وضياع اراضيهم وممتلكاتهم في لفتا التابعة للقدس ضمن الاراضي التي اصبحت ارض اسرائيل الى الهجرة الى اميركا بعد انقطاع سبل العيش في البلاد.

ومن جهتها تنقلت روضة البصير من قرية طيبة شرق رام الله مع الكاميرا بين القدس وقريتها التي وقعت تحت الاحتلال عام 1967 وهي تروي قصة حياتها وانتقالها طفلة لتعيش في القدس. وذهبت الى المواقع التي امضت فيها فترة المراهقة حيث وجدت عائلة اسرائيلية اصحبت تعيش في المكان اثر شراءها المنزل من المالك الفلسطيني.

وتعود لتروي بعد ذلك حادثة اعتقالها في نفس العام الذي اعتقلت فيها زميلاتها لكن في عملية اخرى وبعدهن بستة شهور اثر انفجار القنبلة التي كان يعدها احد رفاقها في تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجرحها وثلاثة من اشقائها واستشهاد معد القنبلة.

وتروي رحلة التعذيب التي مرت بها والتي لم تكن سهلة عليها والحكم عليها بالسجن لفترة طويلة.

وكانت رفيقاتها اللواتي حكم عليهن بالسجن المؤبد قد افرج عنهن بعد عشرة اعوام في مبادلة اسرائيلي كان اسيرا لدى المقاومة الفلسطينية في لبنان مع 79 معتقلا فلسطينيا في اذار/مارس من عام 1979.

وكانت اسعد حظا من رفيقتيها بانها استطاعت ان تتزوج وتتبنى طفلا وتستمر في الحياة في حين ادت رحلة التعذيب التي تعرضت لها عائشة عودة وما مرت به خلالها الى عدم تحقيق احد احلامها الكبيرة في ان تكون اما وهذا نفسه ما مرت به رسمية عودة.

واعتبر الناقد المغربي مصطفى المسناوي الفيلم الاول لبثينة الخوري من الافلام التسجيلية الفلسطينية القليلة التي "عالجت الموضوع بدون صراخ واستطاعت ان تقدم حالة انسانية من دم ولحم تروي معاناتها الانسانية دون زعيق".

شبكة النبأ المعلوماتية -الأثنين 19 / ايلول/2005 -14/ شعبان/1426