s

 
 

البيئة والفقراء يستغيثون ولا من مجيب

كان شعار يوم البيئة العالمي لهذه السنة (مدن خضراء: فلنخطط لمستقبل الأرض) متزامناً مع ورود تقارير خطيرة حيث أكثر من نصف سكان الأرض يعيشون في مدن، ويستهلكون (75%) من موارد العالم الطبيعية وينتجون (75%) من نفاياته. ويعيش نحو بليون شخص من هؤلاء أي سدس سكان العالم، في أحياء بؤس عشوائية خالية من الخدمات.

ويشير التقرير بداية إلى أن أهم ما في هذا البرنامج أنه جعل من الناس محور اهتمامه مستنداً إلى مبدأ أن حجم السكان ونموهم وتوزيعهم هي أمور وثيقة الارتباط بآفاق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإن اتخاذ تدابير في أحد هذين المجالين يعزز التدابير المتخذة في المجال الآخر وبذلك يكون قد غيرّ بشكل جذري المنهج الذي يتبعه المجتمع الدولي فيما يتعلق بالتحديات المترابطة التي تمثلها التنمية والسكان واصفاً البشر وحقوق الإنسان لا أعداد السكان ومعدلات نموهم في بؤرة المعادلة والتحول من اعتبار السكان متغيراً من متغيرات الاقتصاد الكلي فيما يتعلق بالتخطيط والسياسات إلى نهج قائم على الحقوق محوره الأساسي رفاه الأفراد، ويعتبر برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية بأن الاستثمار في الناس وتوسيع الفرص المتاحة لهم وتمكينهم من تحقيق إمكاناتهم كبشر هو السبيل إلى تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والتنمية المستدامة، فضلاً عن أنه السبيل في تحقيق التوازن بين معدلات السكان والبيئة والموارد المتوفرة، وينوه التقرير إلى أنه رغم التقدم الذي أحرزته بعض بلدان العالم والذي أرسى الأساس لتقديم المزيد من الإنجازات في كفالة الصحة والحقوق الإنجابية إلا أن التحديات الباقية لا تزال كبيرة...

1- فالهجرة مستمرة من المناطق الريفية في البلدان النامية إلى المدن التي تنمو بسرعة وبحلول سنة (2007) سيصبح نصف سكان العالم موجودين في الحضر وسيمثل تقديم خدمات اجتماعية تتضمن رعاية الصحة تحدياً رئيسياً في الريف والمدينة.

2- يسهم النمو السكاني إلى جانب ارتفاع استهلاك السكان ميسوري الحال للموارد في زيادة الضغوط على البيئة العالمية وسيؤدي الاحترار العالمي وإزالة الغابات وتزايد شح المياه وتناقص الأراضي الزراعية إلى زيادة صعوبة التصدي للفقر والانعدام في المساواة بين الجنسين.

3- يعاني ما يزيد على (350) مليوناً من الأزواج من أنهم لا يحصلون على خدمات كافية لتنظيم الأسرة فنحو (137) مليون امرأة يرغبن في تأخير ولادتهن التالية أو تجنب ولادة أخرى، ولكنهن لا يستعملن وسائل تنظيم الأسرة، فيما تستعمل (64) مليون امرأة وسائل أقل فعالية ويتوقع أن يزيد الطلب على خدمات تنظيم الأسرة بنسبة (40%) بحلول عام (2025).

4- لا يزال الإيدز يحتل صدارة المشكلات الإنسانية في العالم ففي عام (2003م) كان هناك خمسة ملايين إصابة جديدة بمعدل (14) ألف إصابة يومياً (40%) منها بين النساء و(20%) بين الأطفال وقد توفي منهم ثلاثة ملايين شخص (2.5) مليون من البالغين و(500) ألف طفل دون الخامسة عشر.

وفي مواجهة هذه التحديات كانت استجابة المجتمع الدولي لا تفي بالغرض فبعد حدوث طفرة أولية في أعقاب مؤتمر القاهرة ظلت مستويات الموارد ثابتة، فالبلدان المانحة لم توفر حوالي نصف الموارد الخارجية التي اتفق المؤتمر على أنها ستلزم لتنفيذ برنامج العمل وقد وافق المانحون على تقديم 06.1) ملايين دولار سنوياً لبرامج السكان والصحة الإنجابية بحلول سنة (2005) وهو ما يمثل ثلث الموارد الإجمالية اللازمة وخلال الفترة ما بين (1999 – 2001) ظلت مساهماتهم عند مستوى قدره (2.6) بليون دولار تقريباً ثم زادت في عام (2002) إلى (3.1) بليون دولار.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاحد 11 / ايلول/2005 - 6/ شعبان/1426