استراليا ليست بلدا للمسلمين الذين يريدون العيش حسب الشريعة لكن مسلموها يتفقون على التصدي للمتطرفين

تعهد ابرز الزعماء المسلمين في استراليا يوم الثلاثاء بالتصدي بشكل مباشر للمتطرفين الذين يشجعون على العنف والارهاب باسم الاسلام وذلك عقب قمة مع رئيس الوزراء جون هاوارد.

واتفق الزعماء المسلمون الثلاثة عشر على مراقبة عملية تدريب الائمة في استراليا الذين قدم بعضهم من دول أخرى لضمان كونهم يعكسون القيم الاسترالية بشكل افضل.

وقال امير علي رئيس اتحاد المجالس الاسلامية في استراليا للصحفيين "لا يوجد مكان للكراهية.. لا يوجد مكان للارهاب.. لا يوجد مكان للعنف في هذا البلد."

ودعا هاوارد الى قمة مع زعماء المسلمين في استراليا بعدما قتل أربعة شبان مسلمين من بريطانيا 52 شخصا في هجمات انتحارية بقنابل في السابع من يوليو تموز في قطارات أنفاق وحافلة في لندن.

وقال رئيس الوزراء ان الحكومة تريد من الطائفة الاسلامية ان تبذل المزيد من الجهد لاستئصال التطرف والتضييق على من يشجعون على العنف في استراليا باسم الدين.

وقال هاوارد "هناك عدد من الاشخاص وسط مجتمعنا يمثلون خطرا علينا جميعا.. ليسوا كثيرين ولكنهم بعض الاشخاص.. ونحن ملزمون بمحاولة التعرف عليهم.. لابعادهم.. ومنعهم من التأثير على اخرين خاصة الشبان."

وتراجع استراليا الحليف القوي للولايات المتحدة قوانين مكافحة الارهاب لديها عقب تفجيرات لندن وتدرس سن قوانين لترحيل رجال الدين المسلمين الذين يدعمون أو يشجعون على التفجيرات الانتحارية ضد أهداف غربية.

وقال هاوارد ان الاجتماع ناقش طرق التأكد من أن المدارس الاسلامية تدرّس "ادانة ورفضا مناسبين للارهاب" وناقش أيضا تدريب واختبار الائمة للتأكد من أنهم يعكسون القيم الاسترالية.

واضاف "اننا بكل وضوح لا نتدخل في مسألة ان نملي على اي دين كيفية ادارة اموره. لكن هناك مخاوف.. مشتركة مع الطائفة الاسلامية.. من عدم وجود منظور استرالي كاف يشعر به وينقله بعض الائمة ."

وحذر وزير المالية الاسترالي بيتر كوستيلو الذي يحظى بنفوذ واسع مساء الثلاثاء من ان استراليا "ليست بلدا" للمسلمين الذين يريدون العيش حسب الشريعة ملمحا بذلك الى احتمال دعوة بعض رجال الدين الى الرحيل.

وقال الوزير الذي يعتبر الوريث المحتمل لرئيس الوزراء المحافظ جون هاورد للتلفزيون الوطني ان استراليا هي بلد علماني وقوانينها تسن في البرلمان. وقال "اذا لم تكن تلك هي قيمكم واذا كنتم تريدون بلدا يحكم حسب الشريعة او دولة دينية فان استراليا ليست مناسبة لكم".

واضاف "اقول لرجال الدين الذين يقولون ان هناك قانونين يديران استراليا احدهما استرالي والاخر اسلامي بان ذلك خطأ. ليس هناك سوى قانون واحد في استراليا ... واذا كنتم تفضلون الشريعة ولديكم الفرصة للتوجه الى دولة اخرى تعتمدها فقد يكون ذلك بالتالي خيار افضل".

وردا على سؤال على احتمال طرد رجال دين متطرفين قال الوزير "حين يكون شخص ما يحمل جنسيتين هناك احتمال الطلب منه اعتماد تلك الجنسية الثانية".

وسيتم بحث تعزيز اجراءات مكافحة الارهاب الشهر المقبل خلال قمة بين رئيس الوزراء ورؤساء الحكومات الفدرالية. ويمكن ان تشمل الاجراءات الجديدة احتمال ابعاد رجال دين يشتبه في انهم يساندون الارهاب.

وهذا الخيار مطروح منذ اعتداءات لندن في تموز/يوليو الماضي التي احيت مجددا في استراليا المخاوف من تعرض البلاد للارهاب الاسلامي لا سيما وانها تشارك في التحالف في العراق ايضا.

ويعيش باستراليا قرابة 280 ألف مسلم يتركزون بشكل رئيسي في ملبورن وسيدني من بين اجمالي عدد سكانها البالغ 20 مليون نسمة.

ولم تتعرض استراليا من قبل لهجوم ارهابي كبير على ارضها لكن السلطات قالت في وقت سابق من الشهر الجاري ان 60 متطرفا اسلاميا مشتبها بهم يخضعون للمراقبة.

وفي عام 2004 حكم على جاك روشي الاسترالي من اصل بريطاني بالسجن تسع سنوات لادانته بالتامر لتفجير السفارة الاسرائيلية في كانبيرا.

شبكة النبأ المعلوماتية -الخميس 25/ اب/2005 -19/ رجب/1426