البلوتوث تقنية تكسر المحرمات في السعودية

 المطعم في العاصمة السعودية، مثله مثل أي مكان آخر لتناول الطعام في الرياض، يمنع رواده من الجنسين من الاختلاط أو رؤية بعضهم بعضا أو الاتصال فيما بينهم.

وفي المطاعم السعودية، ثمة قواطع تفصل طاولات الطعام عن بعضها في قسم العائلات، مما يجعلها أشبه بحجرات صغيرة، وهي خاصة بالنساء فقط أو العائلات. أما الذكور فيمكنهم تناول الطعام في الطابق الأرضي.

ويبدو أنه رغم الحواجز والقواطع، فإن الذكور والإناث يتبادلون الغزل وأرقام الهواتف والصور.

فقد نجح الشباب والشابات في السعودية من التملص من الأعراف والعادات المفروضة في بلدهم، الذي يعتمد المنهج الوهابي من الإسلام الذي ظهر في القرن الثامن عشر، وذلك باستخدام تقنية في هاتف خلوي من القرن الحادي والعشرين، ألا وهي ما تسمى بـ "بلوتوث"، التي تسمح بالاتصال من دون المرور عبر شركة الاتصالات.

فها هي منى، البالغة من العمر 21 عاماً، التي كانت وصديقتيها في مطعم، وهواتفهن الخلوية، المزودة بتقنية البلوتوث، ملقاة إلى جانب وجبات الطعام على الطاولة، تقول: "إن الذهاب إلى مطعم هذه الأيام أمر يتسم بالكثير من المرح."

اما ريم (24 عاماً)، فتقول: "إنني أستخدم تقنية البلوتوث منذ أن دخلت إلى البلاد في العام الماضي.. فنحن دائماً ما نبحث عن الأشياء الجديدة لنضيف ومضة مرح إلى الحياة."

وترفض الفتيات البوح بكامل أسمائهن عند الحديث عن الاتصال بالشباب.

ومعروف ان الفتيات والشباب الذين يتحدثون معاً أو يتواجدون معاً في سيارة واحدة أو حتى يأكلون معاً يعرضون أنفسهم لخطر الزج في السجن على أيدي جماعة الأمر بالمعروف، أو الشرطة الدينية في البلاد.

غير أن الاتصال عبر تقنية البلوتوث أصبح أكثر أمناً وسهولة، حيث يقوم المستخدم بتفعيل وظيفة البلوتوث في هاتفه، ثم يبحث عن آخرين لديهم التقنية ذاتها في محيط دائرة تقدر بتسعة أمتار.

وبعدها، تظهر قائمة بهويات الموجودين ضمن نطاق تلك الدائرة، وغالبا بأسماء مستعارة، وباللغة العربية في معظمها، مما يزيد من الإثارة والمرح، مثل "ساعي البريد" و"خاطف القلوب الحساس" و"الأميرة الصغيرة" و"حبيسة الدموع"، وهناك ألقاب وأسماء أكثر إيحائية، مثل "نادي الشواذ السعودي" و" من الجميل اللمس".

ويمكن ملاحظة انتشار تبادل عبارات الغزل بواسطة هواتف البلوتوث في مراكز التسوق والمطاعم، وحتى على إشارات المرور، ذلك أنه لا يوجد أي مكان عام لالتقاء الجنسين في السعودية.

ولعل أكثر الصور تبادلاً، هي صور الأطفال الصغار والقبلات؛ أما الموسيقى، أو رنة الهاتف، فتشمل الأغاني العربية الحالمة أو المفعمة بالحيوية والنشاط، علما أن الرسائل العاطفية اصبحت تعتبر من الأمور الشائعة في المجتمع السعودي المحافظ.

وقد بدأت هذه الظاهرة في لفت انتباه واهتمام وسائل الإعلام، وبخاصة بعد انتشار قصة تسرب صور سعوديات من قبل خاطبة في الآونة الأخيرة، حيث بدأ الشباب في تناقل هذه الصور فيما بينهم، الأمر الذي أثار حفيظة العديد من العائلات السعودية، وبخاصة أن صور بناتها كانت متداولة.

ولا تستطيع الحكومة فعل أي شيء حيال هذا الأمر، رغم أنها حظرت في العام الماضي بيع الهواتف المزودة بكاميرات.

شبكة النبأ المعلوماتية -الثلاثاء 16/ اب/2005 -10/ رجب/1426