علماء المسلمين الشيعة في امريكا الشمالية يستنكرون حادث التعدي على أسرة آل المجدد الشيرازي في حرم المعصومة(ع) في قم المقدسة

استنكر علماء المسلمين الشيعة في امريكا الشمالية حادث التعدي على أسرة آل المجدد الشيرازي في حرم المعصومة(ع) في قم المقدسة وطالبوا قائد الجمهورية الاسلامية الايرانية بمعاقبة المعتدين وتقديم الاعتذار لاسرة المجدد واعادة الاعتبار لقبر المجدد الشيرازي.

جاء ذلك خلال رسالة هذا نصها:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء 

الموضوع: رسالة إلى قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي المحترم

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد وصلنا وعامة المسلمين النبأ المحزن في التعدي الغاشم على أسرة آل المجدد الشيرازي, وذلك في صحن السيدة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليه السلام, وكان التعدي قد بلغ حد الاهانة والضرب بالهراوات على سليلات النبوة وبيت المرجعية على طول التاريخ الشيعي الزاهر.

لقد دأبت العلويات من أقرباء ومنتسبي الإمام الشيرازي الراحل اعلى الله درجاته على زيارة قبر المرجع الراحل وقرائة الفاتحة وإقامة مجلس العزاء عنده من حين وفاته قدس سره منذ اربع سنوات ولحد الآن، وكان موضع قبره في مدخل حرم السيدة المعصومة محلاً عاماً للرجال والنساء ومنذ ما يقارب الشهر قامت ادارة الحرم بتخصيص المكان للنساء وفصله بقاطع عن مكان الرجال، فصار القبر الطاهر في زاوية من الحرم الشريف في القسم النسوي.

وكالمعتاد ذهبت كريمات المرجع الشيرازي الراحل وقريباته وبعض المؤمنات الى زيارة القبر الطاهر في ليلة الرابع من شهر رجب الأصب، وحين اقامة مجلس عزاء استشهاد الإمام الهادي سلام الله عليه، هاجمتهن عدة من النساء وعدد من الرجال وهم حاملين الهراوات ويتلفظون بكلمات نابية قاسية، وقد أفزعوا الكريمات، ثم انهالوا عليهن بالضرب المبرح بما في أيديهم من الهراوات مما عرضهن الى جروح وكسور، ثم اقتادوهن الى غرفة من غرف الصحن الشريف، ولما بلغ الخبر بيت المرجع الراحل قام جمع منهم العلامة السيد حسين الشيرازي وسماحة السيد كاظم الفالي بالذهاب الى الحرم الشريف لإستطلاع الأمر فتمّ اعتقالهم ايضاً لعدة ساعات، ثم تمَّ نقل الكريمات الى سجن ساحلي في قم الى أن تمّ اطلاق سراحهن في ظهر اليوم الرابع من شهر رجب.

بعد أن قضت نسوة المرجعية الدينية في السجن الساحلي في مدينة قم المقدسة لمدة يوم كامل بدون ماء ولا طعام, ووُضعن في غرفة مساحتها (متر نصف في متر). أنها حقا كارثة غير معقولة ! ثم أعتدي عليهن بالضرب المبرّح حيث خلّف إطلاق سراحهن اثنين من العلويات يعانين من مشاكل الإسقاط لكونهن حوامل, وأثنين منهن يعانين من كسور في الرجل, وطفله في العاشرة من عمرها تعاني من مضاعفات ضربة في النخاع, وبعضهن تعرضن إلى سحل على الأرض, مع خلع النقاب وبعضهن تعرض لخلع الحجاب, وبقية العلويات من نسوة المرجعية الدينية الشيعية يعانين من جروح ورضوض وكسور وعددهن العشرة, وحينما طلبن الماء قيل لهم نحن نبيع لكم الماء, وبما أن السجين لا يملك نقودا في السجن بقيت بنات المرجعية الدينية لمدة يوم كامل بدون ماء فضلا عن الطعام, وهذا بختصار لحفلة تعذيب يوم كامل.

 سماحة السيد قائد الجمهورية الإسلامية :

في الوقت الذي نشجب هذا العمل القبيح والآثم المشين نطالبكم بما يلي:

أولا: التدخل الفوري والمباشر للتحقيق في الأمر والاسراع في معاقبة المعتدي والمتجريء على حرمات بيت المرجعية الدينية, وطرده من منصبه, والقود منه بموجب مقتضيات الشريعة الإسلامية.

ثانيا: أن تأمروا الجهات المسؤولة عن التعدي الغاشم بأن تقدم اعتذارها إلى بيت المرجعية الدينية, وإلا فان الله لن يقبل الظلم أبدا, وحجة الله على خلقه لن يزداد بهذه التعديات إلا ألماً وإيذاءا, وأن الأمة لن تتحمل التعدي ولن تصبر على المساس على حرمات المرجعية الدينية واهانة العلماء الاعلام, وأن إنتهاك حرمات عامة الناس كبيرة عند الله وعند أهل البيت عليهم السلام, فكيف بالتعدي على بيت المرجعية الشيعية على طول التاريخ من أسرة آل المجدد الشيرازي قدس الله اسرارهم, ومن ثم التجريء على إنتهاك حرمات نساء بيت المرجعية الدينية.

ثالثا: وحتى تضعوا حدا لهذه التصرفات نطالبكم باصدار اوامركم الفورية في وضع صندوق على مرقد آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي قدس سره, اسوة ببقية المراجع العظام لهذه الأمة وذلك لأنه من تعظيم شعائر الله, وأن التعدي على المراجع احياءا وامواتا يعتبر تحقيرا لشعائر الله التي أمر سبحانه بتعظيمها, خصوصا وان الإمام الشيرازي الراحل قد اوصى بدفن جثمانه في بيته ريثما تسنح الفرصة لنقله إلى العراق حيث قبره في مقبرة آل الشيرازي في كربلاء المقدسة مع آباءه ومرقد خاله قائد ثورة العشرين المجيدة في العراق. إلا أن اجهزة الحكومة الايرانية اختظفت النعش من ايدي المشيعين بعد ضربهم واعتقال الكثيرين منهم, ثم دفنت الجثمان الطاهر عند بوابة حرم السيدة فاطمة بنت الإمام الكاظم في قم المقدسة وعند ممر الداخلين إلى الحرم الشريف ليكون موضعا تدوسه الناس, ويعفوا أثره .

رابعا: نطالبكم بالتدخل الفوري لقطع دابر مروّجي الفتن والمتصيدين بالماء العكر, وذلك في جعل مرقد الإمام الشيرازي قدس سره في امكان وصول الرجال إليه وعدم اقتطاعه لحصة النساء, ليكون ذلك من علامات تعظيمكم لمقام المرجعية الدينية ومقام نيابة الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف, وفي إهانة مقام نائبه إهانته عليه السلام.

خامسا: نطالب سماحتكم بالتدخل العاجل لتطهير أجهزة المخابرات في مدينة قم المقدسة كيلا يعبث فيها العابثون ويعتدوا على المرجعيات الدينية والحوزة العلمية, ونساء العلماء, وحرم المراجع.

 في الختام نأمل أن تأخذ هذه المطالب موضع التنفيذ فاننا نذكركم بما ذكّر سيد الشهداء شيعته بقوله عليه السلام:

قال إن الله عز و جل أخفى أربعة في أربعة :

1.      أخفى رضاه في الحسنات فلا يستصغرن أحد منكم حسنة لأنه لا يدري فيم رضى الله تعالى .

2.      و أخفى سخطه في السيئات فلا يستصغرن أحدكم سيئة فإنه لا يدري فيم سخط الله .

3.      وأخفى أولياءه في الناس فلا يستصغرن أحدكم أحدا فإنه يوشك أن يكون وليا لله .

4.      وأخفى إجابته في الدعاء فلا يستصغرن أحدكم دعوة فإنه لا يدري لعل دعاءه مستجاب.

وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام (أخذ الله على العلماء أن لايقرّوا على كضة ظالم ولا سغب مظلوم)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التوقيع عن:

رابطة علماء المسلمين الشيعة في أمريكا الشمالية كل من:

اية الله الشيخ مهدي الحائري/ كالفورنيا - أمريكا

العلامة الشيخ صادق المجاهد / اوتاوا- كندا.

العلامة الشيخ محمد سعيد المخزومي / تورنتو - كندا

العلامة الشيخ علي الرميثي / وندزور - كندا.

حجة الإسلام والمسلمين الشيخ فاضل المخزومي/ هاملتن- كندا.

حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد الحميد الدباغ / اوتاوا- كندا.

حجة الإسلام والمسلمين الشيخ أبو علي العابدي / تورنتو- كندا.

حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد الجليل الإسلامي/ فلادلفيا - أمريكا.

السابع من رجب الأصب/1426

المصادف 13/8/ 2005

امانة رابطة علماء المسلمين الشيعة

في امريكا الشمالية

آية الله الشيخ مهدي الحائري

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين15/ اب/2005 -9/ رجب/1426