معرض صور فوتوغرافية يسجل حياة الفلسطينيين في الارض المحتلة

أقيم معرض لمجموعة من الصور الفوتوغرافية التي التقطتها عدسة المصور الكندي لاري تاول واطلق عليها اسم "جدران المنطقة المتنازع عليها .. فلسطين" في مبنى الفن الحديث الذي تقع فيه مؤسسة هنري كارتييه بريسون بالعاصمة الفرنسية باريس.

وقال كثيرون من زوار المعرض ان المشاهد التي التقطها المصور الكندي في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية على مدى 11 عاما قوية ومؤثرة للغاية.

وقالت بولين فارمار المتحدثة باسم المعرض والمسؤولة عن الاتصال بوسائل الاعلام "إنها مجموعة صعبة. فيها مشاهد عديدة للكراهية لكنها تحمل أيضا امالا كثيرة. يستطيع كل شخص أن يرى فيها ما يريد. الاضاءة الموجودة في الصور والمواقع والناس الذين اختارهم (لاري) لموضوعاته .. هناك نشطاء سلام إسرائيليون يتظاهرون ضد الجدار وهناك كافة الاديان. أناس يصلون في الكنائس. هناك احتفال أرمني بمناسبة عيد الفصح. أعتقد أنه أراد أن يظهر التنوع والصعوبات التي تواجهها عملية التعايش لكنه فتش عن الامل. في كل مرة كان يذهب فيها إلى هناك كان يمني نفسه بأن الامور ستتحسن. بعد اتفاقيات أوسلو أعتقد أن السلام سيتحقق عما قريب."

ويعكف تاول على توثيق حياة الفلسطينيين منذ نهاية الانتفاضة الاولى في عام 1993 فيما ركزت أعماله السابقة على قضايا مثل فقد الارض والاهل وحرفة الزراعة. وقضى المصور ذائع الصيت العديد من سنوات حياته في أمريكا الوسطى يوثق الصراعات التي دارت هناك.

وفي أوائل التسعينيات شاهد تاول شريط فيديو بثه التلفزيون الكندي صوره جندي إسرائيلي أدان فيه دور الجيش اثناء الاحتلال وعندها بدأ تاول زيارة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

وقالت فارمار "لاري تاول مزارع من تورونتو في كندا. يعيش في مزرعته ولذلك كانت قضية الارض دائما من القضايا الاساسية بالنسبة له. عمل أيضا مع البسطاء في المكسيك والجماعات المحلية في أمريكا الجنوبية والوسطى. وعندما ذهب للمرة الاولى إلى الشرق الاوسط استهواه الفلسطينيون الذين حرموا من أرضهم وهذا هو الموضوع الرئيسي في مجموعته."

ودأب تاول على زيارة المنطقة على مدار العقد الماضي وكان يقضي هناك شهرا في كل مرة. وفي عام 2003 حصل تاول على جائزة هنري كارتييه بريسون الاولى للتصوير الفوتوغرافي والتي سمحت له باستكمال مشروعه عن حياة الفلسطينيين وبناء الجدار الاسرائيلي.

وتسجل صور تاول لمحات من حياة الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين واثناء الغارات الاسرائيلية وانقاض المنازل ومشاعر الالم وفقدان الامل التي تعتصر البعض في المشرحة عندما يشاهدون ذويهم والمصادمات ونشطاء السلام الاسرائيليين والجدار.

ويقرض تاول الشعر أيضا كما يقوم بتلحين الاغاني الشعبية ولذلك ألف موسيقى تصويرية مصاحبة لصوره جعلت زوار المعرض يعيشون في عالم آخر عندما يشاهدونها.

ودفعت الرغبة في التغيير تاول إلى القيام برحلته في أعماق حياة الفلسطينيين في أعقاب الاحداث السياسية التي جرت في عام 1993.

وعندما وقع الفلسطينيون والإسرائيليون على اتفاقيات اوسلو عاد تاول إلى الضفة الغربية لتوثيق ما أعتقد انه سيكون اقامة دولة جديدة وانتهاء للصراع التاريخي. لكن بعدها بشهور رأى تاول نفسه يغطي عمليات البناء في المستوطنات والغارات والتفجيرات الانتحارية وبناء الجدار التي تقول إسرائيل إنه يهدف إلى منع الهجمات التي يشنها مسلحون فيما يقول الفلسطينيون انه يهدف إلى اغتصاب المزيد من الاراضي التي يريدون اقامة دولتهم عليها.

وقالت كلير كورنيو وهي طالبة من باريس زارت المعرض "أول شيء لفت انتباهي هو جمال الصور. أعجبت بذلك حقا ثم بدأت في وقت لاحق أدرك مفرداتها من اثار الرصاص على الجدران والجثث. من صورة لأخرى أعتقد ان هذا جعلها أقوى. في باديء الامر يؤثر فينا جمال الصور ثم نستفيق بعدها على المشاهد المريرة وبعدها لا نستطيع ان نقف جامدين امام المناظر التي نشاهدها."

واضافت "أكثر الصور التي أثرت في نفسي كثيرا هي صورة للجدار والضوء يتسلل من فتحة فيه. أشعة الضوء توضح ان الفتحة سيتم سدها قريبا. بالنسبة لي كان الضوء بمثابة خيط من الامل على الرغم من معرفتي بانه سيتم سد هذه االفتحة وان الضوء سيتوقف عن التسلل من خلالها."

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 3/ اب/2005 - 27/ جمادى الأولى/1426