المؤسسات الدينية في مواجهة الارهاب: الارهاب جريمة وعدوان صريح على الانفس والاعراض والاوطان

أكد شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي اهمية أن تأخذ المؤسسات الدينية دورا أكبر فى مواجهة الارهاب والدفاع عن الاسلام مشيرا الى ان سفراء الازهر ينشرون في انحاء العالم مبادىء الاسلام القائمة على الوسطية والاعتدال.

وأوضح الدكتور طنطاوي في كلمته امام مؤتمر (المؤسسات الدينية في مواجهة الارهاب) الذى بدأ اعماله يوم الاثنين ان المؤسسات الدينية المتمثلة فى الازهر الشريف ووزارة الاوقاف ودار الافتاء متحدة في مواجهة الارهاب مؤكدا "أن الدين لا يفرض بالقوة والارهاب وان الدين الذى ينتهج بهذا الاسلوب يأتي بمنافقين كاذبين وليس مؤمنين صادقين". وأكد أن الناس جميعا اخوة وأن الله قد كرم بنى ادم وفضله على باقي المخلوقات وسخر الكون لخدمته كما ميز الانسان بالعقل وجعل الحياة نزاعا موصولا بين الحق والباطل والخير والشر وخلق الناس مختلفين فى عقائدهم ومقاصدهم والوانهم والسنتهم مما يفرض على المسلم السوي احترام الاختلاف وقبول الاخر.

ومن جانبه أكد وزير الاوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق في كلمة مماثلة أن الارهابيين يتم تفريخهم خارج نطاق المؤسسات الاسلامية مشيرا الى ان أغلب الدول الاسلامية ترسل ابناءها الى الازهر لاعتماده على الوسطية والاعتدال فى مناهجه.

وأشار الى ان المؤسسات الدينية فى مصر والدول العربية والاسلامية تدرك تماما مسؤوليتها عن تصحيح صورة الاسلام امام العالم وتقديم المفاهيم الاسلامية الصحيحة القائمة على التسامح والوسطية لابناء العالم الاسلامي.

ولفت الى ان الارهاب ظاهرة عالمية ومعقدة مبينا أنه من التبسيط المخل القاء اللوم على المؤسسات الدينية وحدها فى هذا الصدد مشيرا الى ان المواطن لا يتعرض للخطاب الديني وحده ولكنه يتعرض لخطاب اعلامي واجتماعي وسياسي قد يتفوق في تأثيره على الخطاب الديني.

وأكد زقزوق "انه لا صلة بين الارهاب والاسلام" لافتا الى ان الارهاب عدوان صريح على الانفس والاعراض والاوطان وأنه تدمير وعبث قد يحمل اهدافا سياسية ولكنه بعيد كل البعد عن الاسلام.

وشدد زقزوق على أهمية ان يكون الدعاة والوعاظ فى العالم الاسلامس على قدر المسؤولية الثقيلة المنوطة بهم مؤكدا اهمية أن يتحول الخطاب الديني من الترهيب الى الترغيب والتشويق وفتح باب الامل امام الناس ليقبلوا على العمل والانتاج فضلا عن بيان مقاصد الشريعة الاسلامية المتمثلة فى حفظ النفس والعقل والدين والمال والنسل.

ومن جهته شدد مفتى الديار المصرية الدكتور علي جمعة على ان الاسلام برىء من الارهاب و من ادعياء الاسلام مشيرا الى ان الفطرة الاسلامية السوية كانت على مر التاريخ كفيلة بالتصدي لكافة اشكال التطرف والتعصب.

ورأى ان الفكر المتطرف يقوم على عدة ركائز خاطئة منها الاعتقاد بأن العالم كله ضد الاسلام والمسلمين وأن الاسلام يجب أن يكون اقليميا محصورا فى لغة.

وأكد ان الفكر المتطرف الذى افرخ هؤلاء الارهابيين يتسم بعدم ادراك الواقع والجهل والجهالة والسطحية لابتعاده عن المرجعية الدينية وروح الدين الاسلامي القائمة على الرحمة والتسامح.

وبحث المؤتمر دور المؤسسات الدينية فى مواجهة الارهاب وسيعمل على توضيح الفرق بين الجهاد والارهاب وأسس الخطاب الديني وبيان حقيقة الاسلام وتعاليمه السمحة التى تجرم الارهاب والفساد فى الارض.

كما تناول المؤتمر أسس الخطاب الديني ومواكبته للاحداث الراهنة والدور الذى يمكن ان يقوم به رجال الدين فى مواجهة ظاهرة الارهاب من خلال طرح الافكار السليمة للاسلام والبعيدة عن الغلو والافكار المغلوطة.

وشارك فى المؤتمر حشد كبير من العلماء والفقهاء والدعاة ورجال الفكر الاسلامي والاعلاميين المتخصصين فى القضايا الاسلامية.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاربعاء 3/ اب/2005 - 27/ جمادى الأولى/1426