لجنة الفتوى باندونيسيا تحرم أي تفسير متحرر في الاسلام.. اصوليون يحرقون اجهزة تلفزيون في الباكستان

أصدرت لجنة الفتوى في اندونيسيا يوم الجمعة فتوى تقضي بتحريم اي تفسير متحرر للاسلام في اكبر الدول الاسلامية سكانا.

وقالت الفتوى التي اصدرها مجلس علماء اندونيسيا واطلعت عليها رويترز "التحرر في الدين حرام."

وقال معروف أمين رئيس لجنة الفتوى في المجلس "هذه تذكرة للمسلمين لاتباع الدين على منهاج صحيح والا ينحرفوا عن المباديء."

وحرمت فتوى اخرى الزيجات بين اصحاب الاديان المختلفة في اندونيسيا التي يعتنق فيها 85 في المئة من السكان الاسلام. ويبلغ عدد سكان اندونيسيا 220 مليون نسمة.

وتدور مناقشات واسعة في اندونيسيا بشأن هذه الزيجات ويقول بعض العلماء انه يجوز للرجل المسلم الزواج من امرأة غير مسلمة.

غير ان أمين قال ان مجلس علماء اندونيسيا قرر تحريم مثل هذه الزيحات "لمصلحة المسلمين الاندونيسيين."

وأضاف أمين قوله "هذه أقوى وجه نظر في مجلس العلماء ونحن نفعل هذا لتحسين التزام المسلم بدينه."

وتبرز الفتويان الاثر المتنامي للمتشددين في اندونيسيا حيث يعتنق اغلب المسملين مذاهب معتدلة من الاسلام.

من جهة اخرى اعلنت الشرطة الباكستانية ان مئات المسلمين اقدموا على حرق نحو عشرين جهاز تلفزيون في ولاية محافظة جدا في باكستان بعد ان اكد رجل دين نافذ ان الاسلام يحرم مشاهدة التلفزيون.

ويقول شاهد عيان في مقاطعة شارسادا في ولاية الحدود الشمالية الغربية على الحدود مع افغانستان ان "هؤلاء الرجال تجمعوا في منتزه بعد صلاة الجمعة وكدسوا نحو 25 جهاز تلفزيون وسكبوا عليها الوقود واشعلوا النار فيها".

واعلن قائد الشرطة في الولاية محمد اقبال ان "اولئك الاشخاص كانوا يطبقون فتوى" صدرت عن ملا محلي قال في حديث للاذاعة ان مشاهدة التلفزيون هو حرام واعلن الجهاد ضد الابتذال والخلاعة.

وهتف الناس المحتشدون في المنتزه "الله اكبر" و"يعيش الاسلام" محتجين على موجة القمع الحالية في باكستان التي تطال متطرفين مفترضين عقب اعتداءات لندن.

وتحدث النائب مولانا غوهار شاه الى الجموع ووصف حملة الاعتقالات التي شملت 800 شخص وسلسلة المداهمات في المدارس القرآنية التي امر بها الرئيس الباكستاني برويز مشرف بانها "مؤامرة (حاكها) عالم المرتدين".

وقال صحافي محلي ان مسؤولا دينيا محليا نافذا يدعى عبد الله شاه رأى منذ بضعة ايام ان الاسلام يحرم مشاهدة التلفزيون وذلك بعد ان طلب المؤمنون منه ان يحدد موقفه بهذا الشأن.

من جهته قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف يوم الجمعة ان الطلاب الاجانب في المدارس الدينية في البلاد سيؤمرون بمغادرة البلاد في اطار حملة للقضاء على الارهاب والتطرف الديني.

واعتقلت قوات الامن اكثر من 600 شخص الاسبوع الماضي بعد ان امر مشرف بشن حملة على الجماعات المتشددة والمساجد والمدارس الدينية.

وقال مشرف للمراسلين الاجانب في مقر اقامته الرسمي بصفته رئيس اركان الجيش في مدينة روالبندي انه يريد ترحيل الطلاب الاجانب.

واضاف "قررنا ضرورة رحيل كل الموجودين هنا... هناك نحو 1400. لن نصدر تأشيرات لمثل هؤلاء الناس."

وصدرت الاوامر بشن الحملة في اعقاب التفجيرات التي هزت العاصمة البريطانية لندن في السابع من يوليو تموز الجاري والتي ذكرت الشرطة ان منفذيها ثلاثة بريطانيين من اصل باكستاني وبريطاني رابع من اصل جاميكي.

وزار احد الثلاثة ويدعى شهزاد تنوير مدرسة دينية اثناء وجوده في باكستان خلال العامين الماضيين.

وتراجع عدد الطلاب الاجانب في المدارس الدينية في باكستان بالفعل بدرجة كبيرة منذ فرضت الحكومة قيودا اشد على منح تأشيرات الدخول في اعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001.

وهناك نحو 12 الف مدرسة دينية في باكستان تقدم التعليم والسكن والغذاء للطلاب من الاسر الفقيرة.

وذكر مشرف ان سلطات الامن الباكستانية تتعاون بصورة وثيقة مع نظيرتها البريطانية.

لكن رغم اعتقال عدد كبير من الاشخاص بناء على اتصالات هاتفية اجروها لم يحتجز احد في باكستان للاشتباه في ضلوعه في تفجيرات لندن.

وقال الرئيس الباكستاني "نحن بصدد فحص كل واحد من هذه الارقام (الهاتفية). سنتخلص من كل من اتصل بهؤلاء الاشخاص."

ويقول دبلوماسيون ان دافع مشرف الرئيسي للامر بتلك الاعتقالات هو اقتلاع التطرف الديني من جذوره في باكستان التي قتل فيها عشرات المسلمين في هجمات انتحارية داخل مساجد.

وتستهدف الشرطة بصفة رئيسية جماعات سنية متشددة تشن حملة على الاقلية الشيعية.

وقال مشرف عندما سئل عن الفترة التي ستستمر خلالها الحملة على المتشددين ان العملية مستمرة.

واضاف "سيستمر التحرك ضد المنظمات المحظورة. هذه عملية مستمرة وسنتعامل معهم بشدة في محاكم الارهاب. قررنا التحرك ضد زعاماتهم."

وقال مشرف الذي تولى السلطة قبل ستة اعوام في انقلاب سلمي انه في وضع افضل كثيرا لمواجهة التطرف الديني عما كان في اعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001.

وذكر ان الاقتصاد كان ضعيفا في ذلك الوقت وان باكستان كانت على شفا حرب رابعة مع الهند وان اي تحرك اكثر قوة كان يمكن ان يؤدي الى اضطرابات داخلية.

واضاف "كان يمكن ان اهز القارب بقوة لدرجة يحتمل معها ان ينقلب."

ونجا مشرف من محاولتين لاغتياله بايعاز من تنظيم القاعدة في ديسمبر كانون الاول عام 2003 ويتوقع على نطاق واسع ان يحتفظ بمنصب الرئيس في اعقاب الانتخابات التي ستجرى عام 2007.

شبكة النبأ المعلوماتية -الاثنين 1/ اب/2005 - 24/ جمادى الأولى/1426