قتل الشرطة البريطانية لرجل بطريق الخطأ يقلق المسلمين ويجعلهم في المواجهة

قالت جماعة اسلامية بريطانية يوم السبت انها تخشى ان تصبح هدفا للحماس المفرط للشرطة البريطانية بعد اعتراف الشرطة بقتلها رجلا بطريق الخطأ خلال عملية البحث عن مدبري تفجيرات لندن.

وتعقب رجال شرطة سريون الرجل داخل قطار انفاق يوم الجمعة بعد ان تجاهل اوامر بالتوقف واطلقوا خمس رصاصات على رأسه.

وقالوا انهم كانوا يخشون من ان يكون بحوزته قنبلة وانه على وشك ان يفجرها.

وقال متحدث باسم مجلس مسلمي بريطانيا "هذا يسبب صدمة وقلق في الجالية الاسلامية.

واضاف ان مسلمي بريطانيا البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة يدركون الضغوط الهائلة التي تتعرض لها الشرطة من اجل العثور على المفجرين الاربعة الذين هاجموا النقل العام بلندن دون ان يتسببوا في سقوط ضحايا بعد اسبوعين من مقتل 52 شخصا في هجمات بالقنابل على قطارات وحافلة.

ولكنه اضاف "نعتقد ان من المهم تماما توخي اقصى درجات الحذر لضمان عدم قتل ابرياء بسبب الحماس المفرط."

وقال العضو المسلم في مجلس العموم البريطاني اللورد احمد لراديو هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ان العديد من المسلمين الذين يقطنون في مناطق شمالي انجلترا يشعرون ان هناك احتمالا كبيرا بانهم سيقعون ضحايا للشرطة البريطانية مشيرا الى المواطن البرازيلي الذي قتلته قبل ايام القوات الامنية هنا عن طريق الخطأ.

وأضاف "لقد قمت بنفسي بزيارة منطقة برادفورد وبرمنغهام وشيفيلد خلال الاسبوع الماضي ولمست القلق الذي يشعر به المسلمون هناك".

من جانبه اتفق رئيس منتدى الامن الاسلامي ازاد علي مع هذا الرأي وأضاف بهذا الشأن "ان الشباب المسلم هنا في هذه الفترة يتردد بالخروج الى الشوارع لخوفه من أن يشتبه به رجال الامن والناس بأنه انتحاري".

وأضاف علي "لقد تلقينا رسائل عديدة واتصالات هاتفية تؤكد ان الشباب المسلم لا يرتاد أيضا القطارات لنفس السبب".

وبعد الهجمات الدامية التي قام بها اربعة مسلمين بريطانيين في السابع من يوليو تموز تخشى الجالية الاسلامية رد فعل عنيف في الوقت الذي تحرص فيه الشرطة على الحصول على تعاونها في التحقيقات.

وقال المتحدث باسم مجلس مسلمي بريطانيا انه لم يحدث حتى الان رد فعل عنيف.

واضاف "كان مستوى الانتهاك منخفضا الى حد ما .هذا يعود الى الشعب البريطاني والاهتمام الكبير الذي اعطته الشرطة ووزراء الحكومة ورئيس البلدية للاشارة مرارا الى ان هذه التفجيرات عمل مجرمين ."

وأكدت الشرطة يوم السبت ان الرجل الذي قتلته كهربائي برازيلي يبلغ من العمر 27 عاما.

وقال مسعود شجاري من اللجنة الاسلامية لحقوق الانسان "لا يهم ان كان مسلما او غير ذلك.انه انسان لم يكن يستحق ان يُقتل."

واضاف ان عملية القتل تلك كانت نتيجة ارسال ضباط الشرطة البريطانيين الى اسرائيل للتدرب على كيفية منع المفجرين الانتحاريين.

وقال"هذه وصفة لكارثة. أي نوع من الشرطة سينتهي بنا الامر اليه؟"

وامتنعت الشرطة عن التعليق على تقارير بشأن تدريبها.

واثارت هذه الجريمة التي وقعت على مرأى من الركاب المذهولين في قطار انفاق مزدحم تكهنات بأن الشرطة البريطانية غير المسلحة عادة انتهجت سياسة اطلاق النار من اجل القتل.

وقال احمد فيرسي رئيس تحرير مسلم نيوز "الطريقة التي تم بها الامر كله تثير قلقا في الجالية الاسلامية.

"الشبان المسلمون قلقون لانهم يطابقون الهدف ..ان تكون اسيوي الملامح وتحمل حقيبة على ظهرك وترتدي معطفا .

واتهم خبراء أمنيون وزعماء مسلمون يخشون من ردود فعل سلبية في أعقاب التفجيرات الشرطة بأنها تتبع سياسة "اطلاق النار على نحو يفضي للموت".

وقال روبرت أيرز خبير مكافحة الارهاب بالمعهد الملكي للشؤون الدولية ان الشرطة "أظهرت أنها تعمل الان على أساس أنها اذا اشتبهت بأن شخصا ما مفجر وأنه يشكل خطرا على الناس فان لديها أوامر باطلاق النار عليه بنحو يفضي للموت."

وقال مسعود شجرة رئيس اللجنة الاسلامية لحقوق الانسان ان القتل نتيجة مباشرة لارسال ضباط الشرطة البريطانيين الى اسرائيل لتلقي تدريبات بشأن منع التفجيرات الانتحارية.

أما عزام تميمي رئيس جمعية مسلمي بريطانيا فقال ان "السماح للناس باطلاق النار للقتل بهذا الشكل لمجرد الاشتباه أمر مروع."

من جانبها طالبت منظمة (الحرية) لحقوق الانسان باجراء تحقيق شامل في الحادث الا ان مسؤولي الشرطة حذروا من حساسية الظروف الامنية الحالية والمسؤولية الملقاة على رجال الامن الذين تقع على عاتقهم تقدير حجم التهديد الامني.

وقال مدير عام المنظمة شامي تشاكرابارتي في تصريح صحفي انه "من الصعب التسرع في الحكم في قضية كهذه لاسيما في وقت يشهد حساسية عالية ولذا يجب ان نجري تحقيقا شامل ومستقلا لمعرفة ما حدث في ذلك اليوم".

شبكة النبأ المعلوماتية - الثلاثاء 26/ تموز/2005 - 18/ جمادى الأولى/1426