محاولة لتعريف الإرهاب!

كتب قسم المتابعة: كثرت الدعوات الرسمية وشبه الرسمية والأهلية لضرورة وضع تعريف واضح ومريح لمعنى الإرهاب وبعض تلك الدعوات خاطبت هيئة الأمم المتحدة لتقوم بهذه المهمة المشرفة ضمن قرار منها لكن الاستجابة بقيت معلقة وحتى إشعار مجهول.

وفي البداية يمكن التذكير أن مؤتمرات حقوق الإنسان الدولية التي تعقد في بلدان عديدة تحت رعاية هيئة الأمم المتحدة التي غالباً ما تحضرها تحت عنوان (مشرف) أو (مراقب) لها علاقة ومصلحة في ضرورة تعريف الإرهاب بسبب كون الإنسان في بقاع كثيرة من العالم تتعرض حقوقه للانتهاك باسم واجهات وهمية كـ(مقتضيات المصلحة العامة) و(تطبيق القانون) وإلى آخر الخزعبلات التي تستغل هذه العناوين لتطبقها على عكس ما ترميه من غايات.

وبعيداً عن البداية التي ظهر بها الإرهاب المعاصر وتقرباً من محاولة الوصول إلى تخيل منتهاه فإن العقل السياسي ومن خلال عمليات الاحتكاك لمجالاته المختلفة فهناك أكثر من شعور ينطلق بثقة عالية من الذات يمكن أن يسمي المعنى المقصود بالإرهاب فإذا كان هذا شيء له صلة بالوعي ويخشى (اساتذة الإرهاب) من فسح المجال لجهة رسمية معترف بها دولياً كهيئة الأمم المتحدة كي تعرف الإرهاب على حقيقته فإن تأخر الأخيرة في إصدار التعريف المطلوب والحكوماتي حول الإرهاب حتى الآن يلمح بوجود إشكالية تعيق إصدار تعريف للإرهاب والمعنى هنا واضح إذ يضيف شرعية كاملة أو نسبية ليس لتبرير الإرهاب بل ولاستمراره.

فمن هو الإرهابي الحقيقي ومن هو الإرهابي الذي ليس هو إرهابي؟!

الكلام الصريح هنا يقضي أولاً وضع حد محايد يستطيع تسمية الأشياء بأسمائها بغية خدمة الحقيقة التاريخية:

* كل من عادى شعبه سواء كان عن طريق الاستبداد أو العمالة لصالح دولة أجنبية فهو إرهابي.

* كل من دعم وخطط ونفذ وأيد عمليات قتل مواطنين أبرياء قبل تقديمهم إلى محاكمة قانونية عليه وعادلة من باب إحاطة الرأي العام بها فهو إرهابي.

* كل من احتفظ بعلاقة دولية غير مشروعية درت عليه أموالاً أو ترفع من شأنه معنوياً لسبب غير معلن أو معلن فهو إرهابي.

* كل من احتل بلاد غيره ولم يغادرها بعد انتفاء الحاجة من احتلاله وكذب على شعبها فهو إرهابي.

* كل من فرط بمبدأ السيادة والاستقلال في وطنه أو وطن آخر لحساب دولة أجنبية أو نزعات شر فهو إرهابي.

* كل من احتفظ بمسميات ورموز أجنبية شريرة أو مشبوهة أو غير جديرة وأطلقها على أماكن عامة في بلاده (كالساحات) وغيرها فهو إرهابي.

* كل من صادر حقوق شعبه أو حقوق شعب آخر سواء عن طريق القتل أو الاحتيال من أجل مكاسب دنيوية أو ساعد على ذلك فهو إرهابي.

وعلى عكس الصور الآنفة المحاولة تعريف الإرهاب والإرهابيين فإن الدفاع الحقيقي المجرد عن الأوطان هو نضال مشروع وكذلك فإن الدفاع عن الشعوب الحية وحرياتها الحقيقية وتطبيق الديمقراطية لديها هو كفاح مشروع وكذلك فإن التفاني في سبيل قضايا إسعاد المجتمعات وحفظ تراثها وثقافتها وحماية وتطبيق لائحة حقوق الإنسان المقرّة دولياً منذ سنة 1948 هو عمل رائد يستحق التثمين.

شبكة النبأ المعلوماتية - الاثنين 25/ تموز/2005 - 17/ جمادى الأولى/1426