خبير نفسي: الإرهابيون استغلوا المعتقدات الدينية وغسيل المخ لدفع الشباب الى التطرف

ذكر رئيس وحدة التأهيل بمستشفى الطب النفسي في الكويت الدكتور رامز طه ان بعض الارهابيين استغلوا العزف على وتر المعتقد الديني ودفعوا بالشباب في بعض الدول العربية الى الارهاب وتكفير المجتمع الذي لا يمنحه المستوى المعيشي اللائق ويجرده من حرية التعبير .

وعرف طه فى مقابلة مع (كونا) التطرف بأنه " الانحراف عن الوسطية والاعتدال في السلوك " وهي ظاهرة ترجع الى اضطراب في عمليات التفكير والسلوك مع وجود دلالات نفسية للقلق والعدوانية والانطوائية وسرعة التوتر والغضب وعدم النضج الانفعالي والقابلية للاستهواء .

ونقل عن نتائج الكثير من الدراسات قائلا أن من يرتكبون أعمال عدوانية واغتصاب وادمان وجرائم بدون دافع مقنع يعانون من حالة اغتراب متقدمه وصلت الى اليأس وفقدان كل القيم والمشاعر .

واكد مثل هذه النوعية من الشباب اذا سقطت في شباك من هو أقوى منها ذهنيا استطاع أن يعطيها المبرر " الديني " للعدوان على الاخرين ورفع السلاح في وجه المجتمع.

واستعرض طه خصائص مشتركة تجمع الشخصيات القابلة للتغرير والسقوط بسهولة في شباك التطرف والارهاب من أهمها التصلب وعدم المرونة وسمة قلق عالية وعدم النضج الانفعالي والانطواء والميل للعزلة والشك وعدم القدرة على تحمل الغموض وأخطاء عديدة في عمليات التفكير من أهمها التطرف في الاحكام والمبالغة والتعميم وأخطاء الحكم والاستنتاج والحساسية الشديدة للنقد وكذلك تضخيم المواقف والأحداث .

واشار الى ان جميع هذه الصفات تحتاج الى تأهيل ومساعدة نفسية منتظمة وعلاج نفسي في بعض الحالات .

واوضح طه انه من الملاحظ أن أغلب هؤلاء الشباب ينتمون الى فئات هامشية في المجتمع وأنهم نشأوا في جو أسري متشدد أو تعرضوا في طفولتهم للقسوة والحرمان العاطفي والاحباط.

كما بين تبعا للعديد من الباحثين ان الأشخاص المتعصبين والمتطرفين يفتقرون الى المعلومات الدينية العميقة والى القيم الدينية الرفيعة كالتسامح والرحمة والحلم والصبر وأن مجمل سلوكياتهم تعكس اختلالا وتشوشا في استيعاب القيم الدينية الصحيحة.

وتطرق الى عمليات غسيل المخ والتي تعني في الأغلب الضغط على الشخص للتخلي عن أفكاره وعقائده وسلوكياته السابقة وتبني الافكار التي يغرسها فيه شخص ما بالقوة والضغط والتعذيب مؤكدا ان تلك العمليات تتم أثناء الحروب وخلال فترات السجن أو الاعتقال .

وانتقل الى نقطة اخرى وهي " اعادة صياغة أيدولوجية الفرد " وطبع عقله بأفكار وقيم معينة " خاطئة أو متطرفة " مضيفا انه نوع غير عنيف من غسيل العقول الى جانب تغيير الاتجاهات والعقائد والقيم والتقاليد الذي يبدأ عادة باصطياد الشباب ذوي الشخصية الضعيفة الانطوائية والبدء بتشكيكه في هويته وقيمه ثم البدء بغرس أفكار وشائعات وقيم مضادة.

وقال ان تلك الاعادة تجعله ينفر من المجتمع وينعزل عنه ويصطدم به ويفقد توافقه النفسي والاجتماعي مما يدخله في حلقة مفرغة من العزلة والاغتراب والمعاناة والاحباط والتوتر والقلق والانفعالات التي تؤدي بمجملها الى الفشل الوظيفي والاجتماعي والذي يؤدي بالتالي الى مزيد من العزلة و هكذا .

ودعا طه الى ضرورة تأهيل الشباب لمواجهة أزمة الهوية والاغتراب وتأسيس مراكز علمية لدراسة الجوانب النفسية لمشكلة التطرف والوقاية منها والتنبؤ بها وعلاجها اضافة الى انشاء مراكز للتأهيل النفسي والاجتماعي للشباب لعلاج الجوانب النفسية لهذه المشكلة والعمل على المزيد من التوافق وتكييف الشباب مع البيئة والمجتمع .

شبكة النبأ المعلوماتية - الاثنين 25/ تموز/2005 - 17/ جمادى الأولى/1426