قيادات إسلامية في لندن تدعو المسلمات إلى خلع الحجاب حاليا

استنكرت قيادات اسلامية في العاصمة البريطانية لندن التفجيرات التي وقعت الخميس في وسائل النقل بالعاصمة البريطانية، مؤكدين عدم صلة الدين الاسلامي الحنيف بـ«الارهاب». ودعوا في المقابل المسلمات البريطانيات الى «خلع الحجاب» حاليا تفاديا لتعرضهن الى اعتداءات من متطرفين في الجانب الآخر.

وحملت هذه القيادات في اتصالات اجرتها معهم «الشرق الاوسط»، أئمة المساجد المسؤولية في انحراف بعض الشباب المسلم الى التطرف، وعدم توعيتهم بمخاطر الارهاب. ودعوا الى اتخاذ خطوات عملية لمنعهم من الوقوع في فخ الارهابيين.

وقال الدكتور زكي بدوي عميد الكلية الاسلامية في لندن انه «خلال لقائنا الاخير بتوني بلير (رئيس الحكومة البريطانية) طلب منا القيام بخطوات لتوعية الشباب المسلم في بريطانيا بمخاطر الارهاب، ولكن يجب على المسؤولين البريطانيين القيام بهذه الخطوة بانفسهم واجراء لقاءات مع الشباب المسلم» الذي قال انه كان مغيبا في كل اللقاءات التي تمت مع بلير ووزير داخليته.

ودافع بدوي عن المساجد، وقال ان اعتبارها اوكارا للمتطرفين هو «اتهام خاطئ». واضاف «واقع الامر ان ائمة المساجد، وانا شكواي كثيرة منهم، لا يخاطبون الناس على الاطلاق، فبعضهم لا يعرف اللغة الانجليزية والبعض الاخر الذي يعرف الانجليزية لا يتطرق للقضايا المهمة مثل التطرف، والفراغ الموجود بين المسجد والشباب يملؤه المتطرفون».

ودعا عميد الكلية الاسلامية في لندن، المسلمين الى توخي الحذر وخاصة النساء المحجبات، وطالبهن بعدم ارتدائه حاليا، وقال «تصلنا كل يوم خطابات وتهديدات، وان رجال الشرطة البريطانية يبذلون جهودهم لحمايتنا وحماية المؤسسات الاسلامية» واوضح: «أنا نصحت المحجبات ان لا يلتزمن بالحجاب، لانه يعرضهن الى الايذاء ولا ينبغي للمسلمة ان ترتدي الحجاب ان كانت تعتقد او تظن انه سيؤدي الى أي ضرر». وقال «الملابس في الاسلام لحماية المسلم لا لإيذائه».

وتوقع بدوي اجراءات حكومية بريطانية تأتي كرد فعل ضد الجالية الاسلامية في بريطانيا، وقال «اتوقع ان تقوم الحكومة البريطانية باصدار قوانين صارمة بالتأكيد، ستؤثر على الجالية الاسلامية هنا».

واعرب جواد الخوئي من مؤسسة الامام الخوئي الخيرية في لندن عن ألمه لما جرى ويجري من احداث ارهابية في العاصمة البريطانية لندن، وقال «ما يحدث في بريطانيا، شئنا ام ابينا محسوب على بعض المسلمين ونحن امام مهمة صعبة جدا لتوضيح الوجه الحقيقي للاسلام امام الغربيين والحكومة البريطانية التي آوت المسلمين الهاربين من بلدانهم»، مشيرا الى ان الجالية المسلمة «تواجه هنا بعض المتطرفين من خريجي بعض المدارس الاسلامية في بعض الاقطار العربية او غيرها ويتعلمون هناك التطرف ليصلوا الى هنا ويعكسوا صورة سيئة عن ديننا الاسلامي».

واضاف الخوئي قائلا «في لقائنا مع توني بلير اوضحنا له نقطتين، الاولى ان ما حدث في بريطانيا وغيرها من اعمال ارهابية لا يمثل الاسلام، كما ان المسلمين غير راضين عنه. ثم اوضحنا له بان هؤلاء المتطرفين الذين اقترفوا جرائم قتل البريطانيين وغيرهم هم كل يوم يقترفون جرائم قتل ضد اهلنا في العراق من غير ان يميزوا بين طفل وكبير، إمرأة او رجل، مسلم او غير مسلم، عربي او غير عربي، هؤلاء ضد الانسانية في كل مكان ولا يميزون بين هذا وذاك».

واضاف الخوئي قائلا «يجب محاربة الارهاب في كل مكان واجتثاثه اينما كان، فهناك دول واجهزة ومنظمات تدعم هؤلاء ولهذا نحن الآن بحاجة الى توحيد صفوفنا بشكل مدروس»، داعيا علماء المسلمين وبعض الحكومات العربية الى عدم الكيل بمكيالين. وقال «لو كان علماء المسلمين وبعض الحكومات العربية قد ادانت ما حدث ويحدث في العراق من قتل وترويع الابرياء لما انتشرت رقعة الارهاب بهذا الشكل».

وقال الشيخ عبد الكريم خليل من مركز المنار الاسلامي، ان «موقفنا واضح من أي حدث ضد الابرياء سواء في لندن او غيرها ونرفض بشدة أي فعل يخل بالامن مهما كانت الجهة التي تقف خلفه»، مشيرا الى ان «وجهة نظر الدين الاسلامي واضحة من موضوع الاعتداءات على الاخرين فنحن، وحسب الفقه الاسلامي، على عهد بعدم المساس بامن هذه البلاد واهلها، هذه مسألة مبدأية قائمة. ثم ان الاسلام كمبدأ عام وفي كل مكان يرفض التعرض للنفوس البريئة وايذائها سواء ايذاء النفس او المال او العرض كونها حرمات يجب ان تحترم».

وحمل كمال هلباوي، الرئيس الاسبق لرابطة الاسلامية في بريطانيا، الشرطة البريطانية ورجال الامن مسؤولية عدم متابعة الارهابيين والكشف عنهم وعن اصولهم وجذورهم، وقال «ان ما أخشى عليه هو ليس وضع الجالية الاسلامية في بريطانيا وانما اخشى على سوء العلاقة بين الشرق والغرب، وبين الاسلام والغرب، ولا بد من علاج ظواهر العنف والارهاب عن طريق المعاهد المتخصصة».

شبكة النبأ المعلوماتية - الاحد 24/ تموز/2005 - 16/ جمادى الأولى/1426