مسلمون وأمريكيون يطالبون يدينون تصريحات نائب أمريكي حول قصف مكة نوويا

طالبت منظمات عربية واسلامية في الولايات المتحدة عضوا بمجلس النواب الامريكي بالاعتذار بعد ان اشار إلى أن الولايات المتحدة قد تبحث قصف مواقع اسلامية مقدسة منها مكة ولكنه رفض طلبا للقاء احدى المنظمات البارزة.

وجاءت تصريحات النائب توم تانكريدو وهو جمهوري من كولورادو في 14 يوليو تموز ردا على سؤال اذاعي بشأن الرد المحتمل على أي هجوم ارهابي نووي مفترض على الولايات المتحدة.

وقال تانكريدو "اذا حدث هذا في الولايات المتحدة وتأكدنا ان ذلك من فعل مسلمين أصوليين متطرفين يمكنك القضاء على مواقعهم المقدسة."

وتساءل المذيع قائلا "هل تتحدث عن قصف مكة".

ورد تانكريدو قائلا "نعم" طبقا لمقتطفات صوتية اذاعها على الانترنت مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية وهو جماعة مقرها واشنطن. واكد متحدث باسم عضو مجلس النواب فحوى التصريحات المنسوبة لتانكريدو.

وطالب المجلس تانكريدو بالاعتذار وقال في بيان ان مسؤولي المجلس يعملون بالتعاون مع زعماء المسلمين في كولورادو لعقد اجتماع مع عضو الكونجرس.

وقال ويل ادمز المتحدث باسم تانكريدو اليوم الاربعاء ان عضو الكونجرس لا يعتزم لقاء المجلس "لاننا لا نعتقد انهم يمثلون غالبية الطائفة الاسلامية المعتدلة بالولايات المتحدة". وتابع ادمز ان مساعدي تانكريدو يسعون للاجتماع مع منظمات اسلامية "معتدلة" في كولورادو.

كما طالب المعهد العربي الامريكي أيضا تانكريدو بالاعتذار.

وقال جيمس زغبي رئيس المعهد ومقره واشنطن في بيان "هذا النوع من الحديث من جانب مسؤول منتخب يضر بالحرب على الارهاب ولا يمثل رأي الشعب الامريكي... ليس من شأن مثل هذا الكلام غير المسؤول الا ان يؤدي الى توسيع الفجوة بين الولايات المتحدة والعالم العربي والاسلامي."

وسئل ادمز ان كان تانكريدو يعتزم القيام بأي رد فعل على ردود المنظمات العربية والاسلامية فقال "انه لا ينادي بذلك (ضرب المواقع الاسلامية المقدسة) كسياسة له أو للولايات المتحدة. اعتقد انه اذا كان قد ارتكب خطأ في هذا الامر فهو الرد على افتراض بعيد الاحتمال."

وهذه ليست المرة الاولى التي يثير فيها مسؤول أمريكي الجدل باغضاب العرب والمسلمين الامريكيين. ففي عام 2003 أثار اللفتنانت جنرال وليام بويكين عاصفة من الجدل بعد أن ألقى خطبا وهو يرتدي الزي العسكري أشار فيها الى الحرب على الارهاب على انها معركة مع "الشيطان" وقال ان الولايات المتحدة استهدفت "لاننا أمة مسيحية".

وأدان مسوؤولون أمريكيون وأتراك الثلاثاء تعليقات عضو الكونغرس الأمريكي، النائب الجمهوري "توماس تانكريدو".

ورفض ممثل ولاية كولوروادو بمجلس النواب الأمريكي، الاعتذار عن تعليقه الذي قال إنه أسيء فهمه، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وأدان الناطق باسم لخارجية الأمريكية "آدم أيرلي" تصريحات تانكريدو، التي وصفها بـ"المهينة والمسيئة" ، مشيراً إلى "احترام الشعب الأمريكي لكرامة وقداسة كافة الديانات الأخرى."

وقال رئيس اللجنة الديمقراطية القومية، هاوارد دين، إن تانكريدو مدين لكافة المسلمين حول العالم باعتذار.

وأشار قائلاً " تصريحاته تناقض جميع الإشارات التي تحاول الولايات المتحدة إيصالها للعالم أجمع، من أن الحرب ضد الإرهاب ليست حرباً على الإسلام."

ومضى قائلاً: "تعليقه بالتهديد بتدمير مواقع مقدسة توازي الفاتيكان أو القدس، لا تعمل على كسب عقول وقلوب المسلمين في الولايات المتحدة والخارج."

وأنتقد وزير الخارجية التركي، عبد غول، التصريحات، التي وصفها بـ "غير المسؤولة"، وأضاف قائلاً: "هذه ليست سوى تصريحات متعصب غير مسؤول، ولا يدرك أبعاد تصريحاته، والمأزق الذي قد ينجم عنها."

وأضاف غول قائلاً: "تصريحاته تظهر أن هذا النوع من التعصب يمكن أن يخرج من أي مكان.. هذا النوع من الخطابة آخر ما نحتاجه في وقتنا الراهن.. وأدين التصريحات بشدة."

وفي مقابلة لتوضيح تعليقاته، قال تانكريدو إنه لم يصرح مطلقاً برغبته في تدمير مكة أو المدينة، إلا أنه لم يوضح موقفه من تدمير المواقع الإسلامية المقدسة، حال تعرض الولايات المتحدة لهجوم نووي.

وأضاف قائلاً "إذا ما استخدمت أسلحة نووية، سيفكر العديد فيما هو أسوأ من ذلك.. وآمل في أن نفكر في أشياء تحول في واقع الأمر دون هذا. .من وجهة نظري هناك الكثير الذي يجب عمله... ولا أريد أن اُشعل هذه القضية."

شبكة النبأ المعلوماتية - السبت 23/ تموز/2005 - 15/ جمادى الأولى/1426