الشهيد الشيرازي .. ذكر يتجدد

حيدر السلامي

في البدء كانت الكلمة...

قال الله كن.. فمنها كانت البداية.. وستبقى..

فللكلمة وقعها الآسر.. وإيقاعها الخلاب الساحر.. ووطؤها الثقيل على أديم القلوب... رغم خفتها على اللسان..

للكلمة.. عبق التاريخ.. وامتداد المستقبل.. وخلود ليس له أن ينتهي.

وربّ كلمة.. تجلت رجلا ..

أو رجل.. أصبح هو الكلمة..

من هنا.. كان للكلمة عمقها وصيرورتها وبقاؤها المستمر.. في كل مراحل حياة الإمام الشهيد السيد حسن الشيرازي قدس سره... الذي نطق كلمته الأولى من جوار قبة سيد البلغاء والمتكلمين أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث ولد سنة 1354هـ في مدينة النجف الأشرف..

وأتبعت كلمته الأولى بثانية لكنها هذه المرة انطلقت من جوار سيد الشهداء الحسين عليه السلام.. ولهذا فاز بالحسنيين.. بلاغة الكلمة وفصاحة الشهادة.. إذ لا أفصح من لسان علي ولا أبلغ من دم الحسين.

في دار أبيه التي كانت إلى زمن قريب تقوم على زاوية من شارع حبيب بن مظاهر وكان يسمى آنذاك (عقد معاوية أو ماوية).. وهو زقاق ضيق يربط بين التلة الزينيية والمخيم الحسيني.. في تلك الدار المعفرة جدرانها بأنفاس الولاء المحمدي العلوي بدأت رحلة الشهيد السيد حسن..

إذ وجد نفسه محوطا بهالة مضيئة من السادة الهاشمية.. فأبوه ميرزا سيد مهدي مرجع أمة من المسلمين وعلم من أعلام الزهد والتقى.. وأخوه الأكبر السيد محمد إمام الفقه والأصول والكلام ومرجع المسلمين في المشرق والمغرب.. أما أخواه الآخران فهما أيضا قرة عين الدهر علما وعملا وصلاحا.. السيد صادق.. الإمام المرجع المرشد الورع التقي الزاهد.. والسيد مجتبى الفقيه المجتهد العالم العامل..

هذه الأسرة التي تربى في دفء أحضانها السيد حسن ونما وترعرع متنسما عبير كرائمها الهاشمية، حتى صلب عوده.. فلا غرابة إذن أن لا يكون هذا الصبي كباقي الصبيان الذين عرفناهم من التاريخ أو نعرفهم الآن.. فقد عاش ـ كما يفيد أقرانه ـ طفولة مميزة بكل شيء... وتركت البيئة الكربلائية تأثيرها الواضح في رسم الملامح الأولى من شخصية هذا المفكر الاسلامي الكبير..

في قراءة أولية لسيرة السيد حسن الشيرازي تستوقفك محطات أشرقت في سفر كلماته الخالدة وتوقظ في داخلك الشعور بأن هذا الرجل كان من العظمة بما يجعل المحاولة لتوثيق حركته عسيرة.. ولا شك ستنمو لديك الرغبة في خوض غمارها وليكن بعد ذلك ما يكون... ولحين ستدرك.. كم ظلم هذا الرجل.. فلم يعط حقه حيا ولا شهيدا... وهذا هو ديدن العظماء الصالحين .. ألم يقل أحد العلماء العظام في حق أخ الشهيد السيد محمد الشيرازي: (لن تعرف الدنيا قدر السيد الشيرازي إلا بعد مئة عام).

كانت حياة الشهيد حسن الشيرازي حافلة بالجهاد في سبيل الله ضد الظالمين وأذناب المستعمرين، واستمرت مواجهته للانحراف والظلم طوال ربع قرن تحمل فيها أنواعا من الأذى وألوانا من الاضطهاد ولاقى السجن والتعذيب والتشريد والتغريب وفراق الأهل والاحبة والوطن..

في العهد الملكي استطاع نوري السعيد أن يخدع الشعب العراقي ويمرر عمالته للاستعمار البريطاني واصما كل من يخالفه بوصمة الشيوعية.. فما كان من الشهيد السيد حسن إلا أن ينهض بواجبه الديني والوطني ويكشف المؤامرة، رغم أنه لم يكن حينها قد أكمل العقد الثاني من عمره الميمون، واتخذ لحركته السياسية المعارضة لحكومة السعيد أسلوبين: الأول: تنبيه المسؤولين ووضعهم أمام مسؤولياتهم من خلال مقابلتهم الشخصية ومواجهتهم بالحقائق الواضحة عن الإهمال الحكومي المتعمد لقضايا الشعب المسلم وعدم الاكتراث بالوجود الديني في العراق حتى ضاق المسؤولون ذرعا بمطاليب السيد الشهيد وكانوا يعدونه مرة ويوعدونه أخرى ويهددونه بخطورة نشاطه المعارض لمصالح الاستعمار.... والأسلوب الثاني كان يتجلى في الكلمة الثائرة بوجه الواقع الفاسد وذلك عبر تأليف ونشر الكتب والمقالات وإلقاء المحاضرات التوعوية والقصائد الفاضحة للمخططات الاستعمارية والسياسات الحكومية في المحافل العامة والخاصة.. وقد كان رحمه الله في طليعة المنددين بحلف بغداد ونبه على أخطاره المستقبلية.

في هذا الوقت كان الشهيد يرأس تحرير مجلة (الأخلاق والآداب) الشهرية، ويكتب افتتاحيتها التي تحمل كل عدد صاعقة جديدة على الظالمين. ولذلك أصدر حكام بغداد مرسوما يقضي بسجن كل من السيد الشهيد وأخيه المرجع الديني السيد محمد الشيرازي مع سائر الأعضاء والكتاب في المجلة، وجرى التوقيع على المرسوم من قبل مدير الأمن العام يومذاك بهجت عطية إلا أن القدر الإلهي حال دون تنفيذه، فقد اندلعت الثورة على الملكيين وأعدم بهجت العطية.

كانت 14 تموز عام 1958 في ظاهرها ثورة على الملكية، ولكنها في الحقيقة لم تتعد حدود التغيير الشكلي واستبدال بعض العملاء بغيرهم.. ولقد مهد الاستعمار لوصول الشيوعيين إلى كراسي الحكم، ومن هنا كانت الثورة الدينية ضد الحزب الشيوعي الذي لا يؤمن بمبدأ ولا دين ولا يهدف سوى لنشر الكفر ودفع الشعب إلى الفقر والمرض والتخلف والانعزال.. وانبرى الإمام الشهيد للوقوف بوجه المد الأحمر، فقام بتأسيس منظمة (الشباب الحسيني) التي شرعت بنشاط ثقافي توعوي مكثف عبر المنشورات العديدة التي تطبعها وتوزعها بين الجماهير العراقية. ووضع في هذا السبيل كتابه الشهير في الاقتصاد الإسلامي موضحا فيه هزال وتهافت النظريات والنظم الاقتصادية القائمة على غير الفكر الإسلامي، وخاصة الشيوعية والرأسمالية، فكان هذا الكتاب سيفا قاطعا في وجوه الشيوعيين ودعاياتهم الباطلة.

في هذا السياق أيضا جاء المهرجان الديني العظيم بولادة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في كربلاء المقدسة، الذي أقيم بأمر ورعاية والد الشهيد المرجع الديني الكبير السيد ميرزا مهدي الشيرازي قدس سره. وقد حضره مشاهير العلماء والكتاب والسياسيين والصحفيين، وتليت فيه كلمة للمرجع الشيرزاي والمرجع السيد محسن الحكيم قدس سرهما.. كما وتحدث فيه الكاتب المسيحي المعروف جورج جرداق، فضلا عن المشاركة الفاعلة للسيد الشهيد في إحياء هذا الاحتفال بالكلمات والقصائد المدوية.

ومن قصيدة الشهيد في المهرجان:

في كل يوم جاءنا مستورد ** لمبادئ فشلت بكل نظام

فكأننا شعب بدون قيادة ** كي نستعير قيادة لأقزام

أو مادروا ان العراق بدينه ** وبشعبه وبجيشه المقدام

خير من الشرق الكفور وكل ما ** في الغرب من إفك ومن إجرام

إسلامنا شرع الحياة ونهجها ** نهج البلاغة منهل الأحكام

فعراقنا مهد الحضارة والتقى ** والعلم والامجاد والإسلام

إسلامنا أمل الشعوب ومجدها ** ومنارها في حالك الأيام

وبانقضاء أيام الشيوعيين ابتدأ عهد البعثيين فاستولى عبد السلام عارف على الحكم عام 1963 وقفز احمد حسن البكر على كرسي رئاسة الوزراء بأمر السفارة البريطانية، وبهذا انطوت صفحة سوداء من تاريخ العراق الحديث لتنفتح أخرى أكثر اسودادا وبشاعة... وكان الشهيد حسن الشيرازي الرجل الأبرز في ميدان التصدي والمواجهة العلنية لمخططات البعث الغاشم وفضح عمالته.. فلم يدع مناسبة إلا واستثمرها ببث أفكاره الواعية وتأجيج روح النهضة في صفوف الجماهير وكان لقصائده وكلماته الأثر الواضح في ذلك.. وبسبب تحركه الدائب ومثابرته في العمل الرسالي المنظم، خطط البعثيون لاغتياله أو سجنه إلا أنه أحس بنواياهم فهاجر هجرته الأولى إلى لبنان ليفوت بذلك الفرصة على البعثيين..

كان ذلك عام 1964 حيث استقر في لبنان حينا وأسس دار صادق لطبع ونشر وتوزيع الكتب الإسلامية.. وبعد أن أزيح البعثيون عن الحكم واستبد عبد السلام عارف واستكبر وطغى رافعا شعار القومية العربية، عاد الإمام الشهيد إلى وطنه ليستأنف جهاده ضد الانحراف من داخل العراق، وكان أول ما عمله أن ترأس وفدا من العلماء وذهب للقاء عبد السلام عارف ليطالبه بتطبيق الإسلام كاملا غير منقوص، وبإلغاء جميع القوانين المخالفة للدين الإسلامي من عامة الوزارات والدوائر الرسمية سواء التي وضعت في العهد الملكي أم التي أحدثها النظام الجمهوري.

وعد عبد السلام عارف الوفد بدراسة الموضوع أولا ثم البدء بالتنفيذ ولكن سرعان ما انكشف خداعه وكذبه، فشن الشهيد المعظم حملته لفضح ألاعيبه وأباطيله على الملأ حتى احترق عبد السلام بنار الدنيا قبل الآخرة إثر انفجار طائرته وسقوطها على الأرض فلم يبق منه إلا الرماد.... وظهر على الحكم عبد الرحمن عارف أخو عبد السلام بانتداب الغربيين لا بانتخاب الشعب العراقي.. فلم يسكت الشهيد وواصل جهاده بالعلم والكلمة وذهب على رأس وفد من العلماء الفضلاء إلى رئيس الجمهورية عبد الرحمن ينصحه ويعظه بعدم محاربة الإسلام وإشاعة العدل بين الناس لكن الأخير لم يستمع للنصح وبعد فترة أسقط بانقلاب داخلي نفذه البعثيون بتمهيد من السفارة البريطانية...

للمرة الثانية يستولي البعثيون على الحكم في العراق عام 1968 ويبدأ عهدهم الجديد برفع الشعارات البراقة وإطلاق بعض الحريات من أجل خداع الشعب والتفرغ لتركيز قواعدهم.. إلا أن الأوساط الدينية الواعية لم يمر عليها ذلك المخطط وبدأت بالتحرك لإيجاد صيغة حاسمة للإطاحة بهذا الحزب الحاقد على الإسلام والمسلمين، وكان الشهيد الشيرازي في صدارة العاملين في هذا الاتجاه.. ولكن البعثيين بما يعرفونه عنه من سابقة التحرك والجهاد ضد الأحزاب العميلة وخاصة البعث أدركوا بأن السيد حسن سيشكل عقبة فقرروا إزاحته عن طريقهم باعتقاله والانتقام منه.

في أوائل ربيع الأول عام 1389هـ اقدم البعثيون على اعتقال السيد حسن الشيرازي ونقل فورا من كربلاء إلى قصر النهاية في بغداد... لبث في السجن أكثر من 4 أشهر لا يعلم به أحد من أقربائه أو أصدقائه رغم المحاولات الكثيرة التي بذلت لمعرفة مكانه... ومورست بحقه أبشع أساليب التعذيب النفسي والجسدي: فالضرب الشديد المبرح بالأيدي والسياط والعصي وكوي البطن والظهر بالمكواة الكهربائية وبجمر السكائر في وجهه ومواضع من جسمه، ونتف شعر الحاجبين ورموش العينين وحرق لحيته بالنار مرتين، والتعليق من الرجلين منكوسا والتعليق بالمروحة السقفية وهي تدور والتعليق من اليدين لثلاثة أيام متصلة بلا ماء ولا طعام في شدة حر الصيف خلال شهري تموز وآب، هذا إلى أربعة وأربعين نوعا من التعذيب الوحشي نتجت عنها كسور في يديه ورجليه وآلام مبرحة في كل ناحية من جسمه ظل يعاني منها حتى اللحظة الأخيرة من حياته.

على أثر التعذيب وتدهور حالته الصحية من جرائه نقل إلى المستشفى العسكري وظل مدة فيه يتلقى العلاج الطبي، ثم نقل إلى سجن بعقوبة شمال بغداد. وبدأت صحته الظاهرية بالتحسن نسبيا، وعندذاك سمحوا لبعض أقاربه بزيارته.. وكانت أول الزائرين والدته العلوية الكريمة التي كانت أشد الناس حزنا عليه.. هرعت هذه السيدة الجليلة إلى سجن بعقوبة لرؤية ولدها العزيز.. فماذا حصل؟

إثر خروجه من السجن مكث الشهيد السعيد في كربلاء المقدسة ولكن المراقبة الشديدة لتحركاته ازدادت حدة وراح عملاء البعث وأزلام السلطة يتربصون به ويعدون عليه أنفاسه.. ولما أحس بأن السلطة الحاكمة تنوي اعتقاله ثانية، قرر الهجرة لنيل الخلاص منهم والحرية في مواصلة العمل الجهادي والعلمي، فقد أبى أن يظل مستضعفا في العراق، فكانت لبنان دار هجرته الثانية عام 1390 هـ.

ويروي الشهيد قصة هجرته إلى لبنان في إحدى مقالاته فيقول: (كانت الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهر عندما جاء بعض الزملاء الأعزاء إلى البيت وبيده موافقة على سفري مشفوعة ببطاقة الطائرة وفي نفس اليوم ما كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة بعد الظهر إلا وكانت الطائرة تخترق بي أجواء العراق هاربة من كل الأشباح المخيفة في الدنيا المجتمعة في بغداد، ولكن نبضات قلبي الخافتة ( فقد كان ضغطي هابطا إلى سبع درجات لشدة المرض بعد ذلك التعذيب الوحشي) كانت تنفض الكارثة بحذر..).

ويتابع وصفه للقلق المريرالذي اجتاح كيانه تلك اللحظات فيقول: (وما كادت الشمس تسبح في البحر لتغسل عنها رهق جولتها عبر اليوم الطويل إلا وكانت الطائرة تهوي على ارض المطار في بيروت لائذة بها عسى ان تسرق انفاسا تكدرها النظرات الشرز وخلت انها تزغرد بدويها لأنها أرفأت إلى شاطىء السلام بعد اشتباك مرير مع الآجال المعلقة ولكن نبضات قلبي لا زالت داكنة رغم بشارة المضيفة بأن الطائرة وصلت إلى الميناء الجوي في بيروت، فأنا بعد في الطائرة ومن الممكن ان تواصل قوس النزول الى بغداد قبل ان تفتح على مسافريها ابواب الحياة).

في بيروت وفور وصوله يتجه إلى دائرة البريد ليبرق إلى أخيه الإمام محمد الشيرازي رحمه الله ليطمئنه ويحدث في اليوم التالي أن يلتقي بمسافر فيخبره بأن برقيته تلك سبقتها برقية منعه من السفر وأن الجهات المختصة اتصلت لا سلكيا بالطائرة لتعود به إلى بغداد ولكن الربان أجاب بأن جميع المسافرين خرجوا إلى الكمرك فلا يمكنه إعادتهم..

وفي إحدى المستشفيات ببيروت يرقد الشهيد الشيرازي لتلقي العلاج ولكن مع بدء رحلة العلاج تبدأ رحلة القلق من جديد.. وعن تلك الحال يقول: أطللت من الشرفة على بيروت، فوجدت قلبي ينفض نفس النبضات الكئيبة التي كان ينفضها في بغداد، فقد خرجت من صراع من أجل الحياة إلى صراع من أجل الرسالة فستكون بيروت في السنوات القادمة قاعدة عملي ولا بد أن أعمل فيها شيئا.. وكيف يمكنني ذلك فهنا ملتقى التيارات الموجهة بإمكانات دول وأنا لست إلا فردا واحدا يواجه أكثر من حكومة معادية وأكثر من حزب معاد وليس وراءه إلا قلب واحد يخفق بالحرارة ولعله القلب الوحيد الذي وجدته يخفق بهذه الدرجة من حرارة الإيمان هو قلب أخي الذي يظن بي خيرا ويأمل مني كثيرا، ولكنه باق في العراق، يعاني هو بدوره صراعا مريرا من أجل الحياة والرسالة معا، فلا أستطيع أن أمد إليه يدا لإ نقاذه أو تخفيف الضغط عنه ولا أستطيع أن أقوم بعمل رسالي يروي بعض ظمأه إلى الأعمال الرسالية، ولعل كل قدم أرفعها هنا أضعها عليه هناك.. فأنا أعلم أن البعثيين يقتصون منه على كل عمل أقوم به أنا... فإنهم يعاقبون البعيد بالقريب ويشددون الضغط على من في قبضتهم بذنب الذي لا تطاله أيديهم.. إذن فما ذا أفعل أنا يالله؟! أنت وجهتي أيدني فليست هناك حكومة توجهني وتؤيدني ولن أرضى أن أسير في ركاب قوة من الأرض فأنا بعت كلي للسماء..

على الصعيد الفكري والثقافي.. كان للشهيد الشيرازي مساهمة فعالة في رفد الساحة العربية والإسلامية بالعديد من المؤلفات الغنية.. وأسس الصحف والمجلات والنشرات ومن ذلك مثلا:

مجلة الأخلاق والآداب التي صدرت في كربلاء المقدسة عن المدرسة السليمية وقد ترأس تحريرها بنفسه.

أجوبة المسائل الدينية التي أسست بأمر الإمام السيد محمد الشيرازي أعلى الله مقامه.

مجلة صوت المبلغين التي صدرت في كربلاء المقدسة عن مدرسة البقعة وقد هدمها المعول البعثي مع جملة ما هدم من حسينيات ومساجد ومكتبات.

مجلة نداء الإسلام التي تصدرها شهريا مدارس حفاظ القرآن الحكيم في كربلاء المقدسة.

مجلة القرآن يهدي وهي شهرية خاصة لعلوم القرآن الكريم وتفسيره، صدرت عن مدارس حفاظ القرآن الحكيم.

أعلام الشيعة وهي كراسات شهرية متسلسلة أصدرتها مدرسة ابن فهد الحلي.

مبادئ الإسلام وهي مجلة شهرية تصدر باللغة الإنكليزية وترسل بالبريد إلى أمريكا وأوروبا وإفريقيا.

ذكريات المعصومين وهي مجلة تصدر في مناسبات أعياد ووفيات أهل البيت عليهم السلام.

صوت الإسلام مجلة شهرية تصدر من مدرسة ابن فهد الحلي في كربلاء المقدسة.

مجلة الإيمان: مجلة سياسية إسلامية صدرت شهريا في بيروت.

هذه بعض المجلات التي أسسها الشهيد أو ساهم في تأسيسها وتحرير مقالاتها.. أما الكتب التي قام بتأليفها فهي:

موسوعة الكلمة: وتتألف من تسعة عشر كتابا.

التوجيه الديني: مجموعة مقالات في الفكر الإسلامي وقد أذيع على شكل حلقات من دار الإذاعة العراقية قبل حكم البعث الكافر.

حديث رمضان:

كلمة الإسلام: ويبحث في الأحزاب والتنظيمات السياسية ونظرة الإسلام إليها.

إله الكون: بحث عن معرفة الله.

إنجازات الرسول:

رسول الحياة:

الشعائر الحسينية:

العمل الأدبي:

الأدب الموجه:

الاشتقاق: في علم الصرف

هذا بالإضافة إلى عدد من الكتب والمؤلفات القيمة لم تر النور بعد وقسم منها فقد ومن أبرز المفقودات أطروحة بعنوان (من أجل فلسطين) تتضمن خطة لإنقاذ فلسطين من الاحتلال الصهيوني بطريقة أسرع وأسهل وأقل تضحيات وأكثر إنسانية، قدمها السيد الشهيد 1963 إلى عبد الرحمن عارف رئيس الجمهورية العراقية آنذاك، ووعد الأخير بتنفيذها ثم أخلف الوعد.

وأسس الشهيد حسن الشيرازي، العديد من المساجد والحسينيات والمدارس الدينية والمؤسسات الخيرية والمراكز الثقافية في مختلف الدول والبلدان ولكن أبرزها كان في لبنان وسوريا ومنها:

مسجد السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ومسجد الإمام زين العابدين عليه السلام في حمص.

مسجد الإمام الحسين عليه السلام في صافيتا.

مسجد الإمام الصادق عليه السلام في اللاذقية.

مسجد الإمام الرضا عليه السلام في جبلة.

حسينية في بانياس.

حسنية في حمص.

الحوزة العلمية الزينبية في جوار مرقد السيدة زينب عليها السلام.

مدرسة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه في منطقة برج البراجنة.

دار الصادق لطبع ونشر وتوزيع الكتب الإسلامية وإحياء تراث أهل البيت عليهم السلام.

مكتب جماعة العلماء.

في يوم الجمعة 2 / 5/ 1980م الموافق لليوم السادس عشر من جمادى الثانية1400هـ وفي حدود الساعة السادسة مساء، يغادر الإمام السيد حسن الشيرازي، فندق (بيروت انترناشونال) قاصدا مدرسة الإمام المهدي الدينية في منطقة برج البراجنة للمشاركة في مجلس الفاتحة الذي عقده سماحته ترحما على روح الشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر قدس سره... فماذا حدث؟!

كان الشهيد الشيرازي يستقل سيارة أجرة تحمل الرقم 85640 من نوع بونتياك بقيادة صاحبها غانم حيدر..

ما إن تحركت السيارة في اتجاه كورنيش الرملة البيضاء حتى تبعتها سيارتان تقلان مسلحين وقبل وصولها إلى آخر الكورنيش بنحو 50 مترا اقتربت سيارتا المسلحين وأحاطتا بها وكان السيد جالسا في المقعد الخلفي إلى الجهة اليمنى فأطلقوا عليه النار فاخترقت الرصاصات الزجاج وإصابته في رأسه مباشرة وخرجت رصاصات من الباب الأيسر الخلفي وقد هوى الامام الشيرازي في المقعد والدم ينزف من رأسه وعينيه وفمه..

حلق نبأ اغتيال المفكر الاسلامي السيد حسن الشيرازي مع روحه المرفرفة في الآفاق وتناقلته جميع الإذاعات والوكالات الخبرية ووسائل الإعلام الأخرى العربية والأجنبية.. وتراشقت الدوائر الاستخبارية الدولية فيما بينها باتهامات التورط في هذه الجريمة النكراء..

بتاريخ 28 / 4/ 1980 نشرت جريدة 14 تموز التي تصدر في دمشق خبرا عن وصول مجموعة من ضباط الأمن القومي بقيادة الرائد عباس قاسم عبادي إلى بيروت..

وفي يوم 15/ 5/ 1980 أي بعد اغتيال السيد حسن الشيرازي بسبعة عشر يوما، عادوا إلى بغداد لتسلم المكافأة وتلقي الأوامر الجديدة..

على الجانب الآخر بدأت البيانات المنددة والشاجبة والبرقيات المعزية والناعية بالمصاب تنثال بكثرة على مكاتب وممثليات المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي(أعلى الله مقامه).. الذي نعى الشهيد في بيان تضمن القول: ( الأخ العلامة السيد حسن ليس أول الشهداء ولن يكون آخرهم.. فهذه هي قافلة الذين ينذرون أنفسهم لله وتكون عاقبة أمرهم الموت في سبيله...).

وطلب من المسلمين جميعا العمل لإسقاط حكومة حزب البعث العميل الذي ذبح الإسلام وسحق القرآن وقتل العلماء...

وثارت ثائرة الشعوب المؤمنة تأثرا بالمصاب الأليم وزحفت الجموع إلى المستشفى لإلقاء النظرة الأخيرة على الشهيد السعيد.. فماذا رأت؟!

ـ أين جثمان الشهيد.. وهل لا زالت روحه الطيبة تحوم حول قباب كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء، حاملة هموم المسلمين كعادتها أيام حياته؟!

ـ ذاك هو الشهيد مسجى على السرير... الدم القاني يضوع بالمسك والعنبر وقد غطى وجهه القمر.. ولحيته الكريمة التي أحرقها الطغاة ذات يوم وتخضبت اليوم بدم الشهادة والحرية الأبدية..

ـ والعمامة .. العمامة ممزقة برصاص الغدر البعثي..

ـ الدم.. الدم ينزف.. لا يزال ينزف.. بينا هو غارق في هدوء مهيب كمثل هدوء الأنبياء.. بلا حراك..!!

في صبيحة يوم السبت 3/ 5/ 1980 م حمل الجثمان الطاهر من المستشفى إلى منطقة الشياح ليغسل في الحسينية ويكفن ثم يشيع إلى سوريا حيث مقام السيدة الحوراء زينب عليها السلام في تظاهرة جماهيرية عارمة تصرخ من الأعماق: ( الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله صدام عدو الله)..

وفي منتصف الليل أعلنت الإذاعة في إيران عن وصول النعش الطاهر إلى مطار طهران الدولي.. فهرعت الجماهير المؤمنة لاستقباله.. وفي الصباح انطلق موكب تشييع مهيب من الحسينية الكربلائية إلى صحن السيدة المعصومة سلام الله عليها حيث تقدم سماحة آية الله العظمى السيد المرعشي للصلاة على الجثمان المقدس.. ثم حملت الجنازة على موج متلاطم من المعزين النائحين وادخلت إلى الحرم الشريف ليستقر الشهيد الحبيب في مقعد صدق عند مليك مقتدر جوار جدته المعصومة عليها السلام.

سقط الإمام السيد حسن الشيرازي مضرجا بدمائه ليلتحق بموكب الشهداء السعداء من أجداده الأخيار الأبرار.. ولتصعد روحه المقدسة إلى مقام عليين مع الأنبياء والأئمة والأولياء الصالحين في جنات النعيم.. فسلام عليك أيها الشهيد المظلوم.. وسلام على نبراس الشهادة الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين..

شبكة النبأ المعلوماتية - الجمعة 22/ تموز/2005 - 14/ جمادى الأولى/1426