
ذكرت محطة التلفزيون البريطانية "بي بي سي" مساء الاثنين ان اكثر من
500 امام مسلم من جميع انحاء بريطانيا وقعوا على فتوى تحرم العمليات
الانتحارية على غرار التي وقعت في لندن واسفرت عن مقتل 56 شخصا وفق اخر
حصيلة.
وقد اصدر الفتوى المنتدى الاسلامي البريطاني وتليت امام اكثر من
خمسين من رجال الدين المسلمين تجمعوا الاثنين امام البرلمان البريطاني.
وجاء في الفتوى ان "مرتكبي هذه الاعمال البربرية مجرمون وليسوا شهداء".
ووجه الائمة في الفتوى تعازهيم الى عائلات الضحايا الستة والخمسين
الذين سقطوا في تفجيرات السابع من تموز/يوليو في العاصمة البريطانية.
ووصف رئيس المنتدى الاسلامي غول محمد الفتوى بانها تعبير كبير على
ان الجالية الاسلامية في بريطانيا تتعامل مع مشكلة التطرف.
واستشهد محمد بايات من القران الكريم تحرم قتل النفس البشرية من دون
وجه حق وقال "ان موقف الاسلام واضح ولا جدال فيه .. قتل نفس واحدة
يعادل قتل الناس جميعا ومن لا يظهر احتراما للحياة البشرية فهو عدو
للانسانية".
واضاف "نحن نصلي من اجل هزيمة التطرف والارهاب في العالم. نحن ندعو
من اجل ان ينتصر السلام والامن والانسجام في بريطانيا المتعددة
الثقافات".
وستقرأ الفتوى في جميع مساجد بريطانيا في خطبة الجمعة يوم 22
تموز/يوليو.
ويلتقي رئيس الوزراء توني بلير الثلاثاء مسؤولين عن الجالية
الاسلامية البريطانية التي يصل عدد افرادها الى حوالى 1,6 مليون نسمة
للحصول على دعمهم في التصدي للتطرف الاسلامي.
من جهتها قالت الـ"دايلي تلغراف" البريطانية أن يوسف القرضاوي رجل
الدين الاسلامي الذي مدح الهجمات الانتحارية ضد إسرائيل والممنوع من
دخول الولايات المتحدة بسبب علاقته مع الأخوان المسلمين، سيزور
بريطانيا في الشهر المقبل للمشاركة في محاضرة في مانشستر. واعتبرت
"الديلي تلغراف" أن السماح للقرضاوي بدخول الأراضي البريطانية سيشكّل
الامتحان الأول لعزم الدولة على التضييق على المتطرفين بعد احداث لندن
الأخيرة.
من جهته يلتقي رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بزعماء الجالية
المسلمة من كافة انحاء بريطانيا في مقره بداوننج ستريت لبحث اتخاذ
اجراءات في اعقاب التفجيرات التي شهدتها العاصمة لندن في السابع من
يوليو/ تموز الجاري.
ومن بين الأسئلة التي سيطرحها بلير خلال الاجتماع" كيف تحول شباب
بريطانيون الى انتحاريين؟ وما هي الوسيلة المثلى للتصدي للدعاة
المحرضين على التطرف؟"
كما ينتظر ان يعلن بلير عن دعمه للقادة الذين سيكشفون النقاب عن
المشكلات التي تواجههم في مجتمعاتهم، وسيتم التركيز على ما أسماه رئيس
الوزراء البريطاني "الاديولوجية الشريرة".
وقال عنايات بنجلاولا الذي يمثل المنتدى الاسلامي البريطاني في
الاجتماع ان الغضب يتزايد في نفوس الشباب المسلمين الذين يعانون من
الفشل ونسبة بطالة مرتفعة.
كما أشار الى التقرير الذي أنجزه معهد الابحاث المرموق المعروف
بـ"تشاتم هاوس"، والذي يفيد بكون الحرب على العراق سهلت استغلال غضب
المسلمين لشن هجمات ارهابية.
وقال انه من المعقول ان تسائل الحكومة البريطانية نفسها بشأن مساهمة
سياستها الخارجية فيما حدث.
وأضاف بنجلاولا انه على الحكومة البريطانية فتح حوار مع المسلمين
لاقناعهم بانه لا يتم تجاهل مشاكلهم.
على صعيد آخر، كشف مسؤولون في وزارة الخزانة البريطانية أن وزير
الخزانة، غوردون براون، سيرصد مبلغا إضافيا قدره أربعة وثلاثون مليون
دولار لتعويض الذين أصيبوا بجراح في تفجيرات لندن ولتقديم دعم مالي
إضافي لنشاطات أجهزة الشرطة.
وأضاف هؤلاء المسؤولون أن الوزير البريطاني يعكف أيضا على إعداد
مشروع أوسع للتعامل مع عمليات غسيل الأموال التي تقوم بها الجماعات
المتشددة وذلك في أعقاب تصاعد الشكوك بشأن معاملات مالية مشبوهة.
|